التخطيط على المدى الطويل، وافتراض المشكلة قبل وقوعها، ومن ثم وضع حلول استباقية لها، يمكنه أن يجنبنا الكثير من أزمات المستقبلين القريب والبعيد، والمتجول في الشوارع الرئيسة لمدينة جازان هذه الأيام، يلمس نمواً طردياً في عدد المركبات يوماً تلوَ الآخر، شهراً بعد شهر، وسنة بعد سنة، والطريقان الرئيسان في المدينة يشهدان في أوقات الذروة ازدحاماً لا يمكن التغاضي عنه.
قد يقول قائل بأنه لا مجال لمقارنة المشكلة التي بدأت تظهر خيوطها في جازان مع المشكلة ذاتها في مدن أخرى كجدة والرياض والتي تغرق صباح مساء في ازدحامات مرورية خانقة، لكن يبقى السؤال المشروع.. لماذا ننتظر عدة سنوات قادمة حتى يحين موعدنا مع السيناريو ذاته؟.
ثم يبدأ بعدها مشوار البحث عن حلول لن تكون جذرية بأي حال.
لقد شهدت جازان المنطقة في السنوات الأخيرة - وتبعاً لذلك المدينة حتماً - طفرة تنموية ملموسة منذ تسلم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز دفة القيادة في جازان، وأضحت العاصمة الإدارية لجازان تستقطب المراجعين من داخل المنطقة وخارجها، وجامعة ناشئة تمتد أذرعها الأكاديمية على امتداد المدينة، وتستقطب مطلع كل عام دراسي أساتذة جامعيين وطلبة وطالبات، أضف إلى ذلك حركة تجارية وسياحية نشطة على مدار العام، لا يمكن لمدينة تشهد كل هذا الحراك التنموي السريع وتبقى بذات الحلول المرورية وبذات الطاقة الاستيعابية لشوارعها وطرقها، هذه حقيقة تجدر دراستها وينبغي تحليلها من قبل مجلس المنطقة الموقر بالتعاون مع بقية الجهات الحكومية.
هناك نواة مدينة جامعية في شمال المدينة، ومدينة صناعية في جنوبها، ومطار إقليمي مرشح للتوسع في حركة الملاحة الجوية، وفروع للوزارات والبنوك والمؤسسات المختلفة، ومجمعات تجارية حديثة بدأت ترى النور يوماً بعد يوم، وسياحة موسمية شتوية تبشر بخير، أمام كل ذلك فالحلول يجب أن تكون حاضرة قبل فوات الأوان لا بعده.
محاضر بجامعة جازان