Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/06/2010 G Issue 13781
الثلاثاء 10 رجب 1431   العدد  13781
 
معارض الكتب ودعم المؤسسات الحكومية لها
منصور إبراهيم الدخيل

 

في السنوات الأخيرة شهدت المملكة العربية السعودية اهتماماً كبيراً من قِبل وزارة الثقافة والإعلام والجامعات السعودية بمعارض الكتب؛ حيث استقطبت دور نشر محلية وعربية ودولية، وأصبح المواطن والمقيم والدول المجاورة يترقبون مواعيد إقامتها لما يجدونه فيها من إصدارات تتلاءم مع ميولهم وتوجهاتهم، التي يحرص عليها الناشرون دون استثناء؛ لأنها أصبحت صناعة ومصدرا ماليا مهما لهم في حياتهم؛ فهم يتطلعون إلى التشجيع والدعم من الجميع سواء أفرادا أو مؤسسات حكومية، وبدون هذا الدعم قد يقل الحماس عند البعض في الانخراط في هذه المهنة، إضافة إلى تأثيره على برامج دور النشر الحالية التي لديها خطط مستقبلية ترتقي بالتنمية المعرفية والتقنية التي تتوقف على الدعم المالي.

فبنظرة إلى بعض دور النشر المحلية نجد أنها وصلت إلى العالمية، ولم تصل إلى هذه الدرجة في الجودة في تقديم إصداراتها إلا بفضل الدعم الذي تجده من القارئ ورأس المال الذي استُثمر في إيجادها، ولكن هذا التطور في حركة النشر قد لا يستمر إذا لم تجد التشجيع؛ حيث ستكون إصداراتها محدودة ولا تلبي حاجات القارئ على الشكل المطلوب، ناهيك عن الالتزامات المالية عليها والمتمثلة في رواتب العاملين ورسوم الخدمات والإجارات..

ولهذا لا بد من جميع المؤسسات الحكومية أن تدعم دور النشر المحلية والدولية، ولاسيما من خلال معارض الكتب التي تُقام بين وقت وآخر في مملكتنا العزيزة، الذي يصب قبل كل شيء في خدمة البحث العلمي الذي يتطلع إلى أحدث ما أصدرته دور النشر في شتّى أنواع المعرفة، إضافة إلى العائد المالي الذي يعود على الناشر المحلي والدولي الذي استثمر ماله لخدمة المعرفة؛ لأن الملاحظ أن ما يحدث في هذه المعارض هو أن قلة من المؤسسات الحكومية هي التي تشتري من الناشر المحلي والدولي، وهذا ما يُعاب على بعض الدوائر الحكومية التي يفترض أن يكون لديها استراتيجيات في الاهتمام بالمعرفة ونشرها بين موظفيها حتى وإن كانت هذه المؤسسات غير تربوية أو أكاديمية؛ لأنه كما هو ملاحظ يوجد في كل وزارة ومؤسسة حكومية مكتبة، ولها أمين وموظفون ومرتادون من داخل الوزارة وخارجها..

أليس هذه المكتبات في حاجة إلى تنمية مجموعاتها وتراثها بالجديد من الإصدارات؟.. ومعارض الكتب تعتبر الفرصة الميسرة التي توفر الوقت والجهد في تزويد هذه المكتبات، خصوصاً ونحن دولة غنية لا تعاني أية مشاكل اقتصادية.

فمن هذا المنبر أطالب وزارة الثقافة والإعلام بأن توجد قنوات اتصال مع جميع الدوائر الحكومية لحثها على دعم معارض الكتب المحلية والدولية التي تُقام داخل المملكة، الذي سوف ينعكس على استمرارية إقامة هذه المعارض، التي تصب أولاً وأخيراً في خدمة ثقافتنا العربية.

والله من وراء القصد.

مكتب التربية العربي لدول الخليج


 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد