هذا العنوان معادلة مهمة في نجاح أبنائنا في المدارس تعليمياً وتربوياً، وهو يعني الصلة بين أمرين بالغي الضرورة، الأول هو ذلك المنزل الذي يقضي الطالب حياته فيه، ويترجم ما يأخذه في المدرسة داخل ذلك المنزل، والآخر المدرسة التي يقضي فيها الطالب ثلث يومه، وفي مرحلة من أهم مراحل حياته التي يبنى عليها مستقبله، وفي الحقيقة أن المنزل أخذ يبتعد كثيراً من واجباته نحو الأفراد الذين يعيشون فيه نظراً لأمور أذكر منها مثلاً عمل الوالدين وانشغالهما، وكثرة المشغلات حتى وإن كانت مفيدة وتعلق الأبناء بها.
وبناء على ذلك فإنه من الضروري جداً خلق علاقة قائمة ومستمرة بين المنزل والمدرسة ولا يتأتى ذلك إلا بأهمية (مجالس الآباء) التي لابد أن تأخذ طابعاً جديداً ومتميزاً بعيداً عن التقليدية، مع العلم أن نجاح هذه المجالس يدخل ضمن العلاقة الإنسانية بين جميع الآباء والمعلمين وعندئذ تتحول الحياة المدرسية إلى صورة إيجابية وجميلة.
إنه على المخلصين حقاً أن يهتموا بهذه المجالس، ويساهموا في بيئة تربوية يتحمل فيها الآباء المسؤولية مع المدرسة من معلمين وإداريين، وينبغي أيضاً أن تقوم المدرسة بدور إيجابي في النهوض بالعمل التربوي، ولا يكتفى مثلاً بالرسائل النصية مع أهمية دورها، فمواجهة الآباء للمعلمين في المدرسة وتوضيح دور كل منهما في العملية التربوية ضرورة ملحة.
إن مجالس الآباء ليس المقصود بها أولياء أمور الطلبة قليلي التحصيل الدراسي بل الهدف أكبر من ذلك كله.
وكفانا تقليدية في مجالس الآباء التي قد يكون فيها البرنامج ضعيفاً يجعل الآباء لا يزورون المدرسة مرة أخرى، ويحصل فيها عادة غياب بعض المعلمين.
وكفانا تثبيطاً وتحطيماً حول عدم جدوى وفائدة مجالس الآباء.
إن على المدرسة أن تفعّل دورها المجتمعي بكل إيجابيته بعيداً عن التراخي، وأن تضع برنامجاً واقعياً بعيداً عن التكاليف الكمالية، وتفتح أبوابها في المساء وتعالج ما يقع من تصرفات أبنائنا الطلاب من صانع القرار مباشرة وهو الأب، ومناقشة المشاكل التي تواجه المعلم والطالب والأسرة والمدرسة، مع الاهتمام باستضافة المتميزين تربوياً وتضمين مجلس الآباء تكريم الآباء المتميزين لتميزهم، وغيرهم لحرصهم.
وأخيراً، من أسهل الأمور التي نعتذر بها عن عقد مجالس الآباء هو اختلاق الأعذار الكثيرة ثم مرحلة الهروب إلى الأمام مع العلم أن النجاح يحتاج إلى جهد وعرق وتعب حتى نبدو أكثر مسؤولية.
س - لماذا يمر على بعض من المدارس سنوات طويلة دون انعقاد مجلس الآباء؟!
ماجستير الإدارة والتخطيط التربوي