لعلي حينها كنت فيما دون الخامسة عشرة من عمري أو نحوها حينما أخذت أشد الانتباه لما كان يقوله والدي -يرحمه الله- لمن حوله من أحاديث عن الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- والذي كان لوالدي شرف مشاركته في إحدى غزواته بل إنه يعتبر نفسه ممن كانوا الأسعد حظا حينما طلب إليه القيام مع آخرين بحراسة خيمة الملك ومما قاله يرحمه الله من أحاديث عن تلك المرحلة وظروفها كثيرة ومما يلذ سماعه وكنت حينها وبرغم صغر السن أتوق وبشغف شديد إلى سماع تلك الأحاديث عن ذلك الرجل العظيم وقوته وشجاعته وكفاحه وعن رجال مرحلته ومما مروا به من مصاعب ومن شغف العيش مما أين نحن منه الآن حيث حياة الرغد والرفاه مما ينبغي أن يعيه ويسمع عنه جيل اليوم ليدرك الفارق وليعلم عظمة ما تم عند مرحلة التأسيس من جهود وجهاد أوصلتنا إلى ما نحن فيه اليوم وهكذا كان إعجابي بما أسمعه مما غرس في نفسي كما غيري من أبناء هذا الوطن الحب والولاء لهذا الزعيم التاريخي الذي استطاع صنع مجد هذه الأمة بعد أن وحدها ووحد صفوفها في نظام يستمد كينونته وقوته من تعاليم الدين الإسلامي الحنيف وشريعته السمحة وعراقة قيم أمته الراسخة حيث صار ولعي بعد ذلك بقراءة ما يكتب عن هذا الرجل أو يقال عنه وكم سيكون جميلاً ومناسباً أن نعيد تلك المرحلة ورموزها وتعريف جيل اليوم من الشباب عنها عبر مقابلات مع بعض الرجال الملمين بتلك المرحلة ممن سوف يقولون الكثير من يستحق السمع وحري بقنواتنا الفضائية أن تسعى جهدها لتحقيق ذلك مما سيكون له أعظم الأثر في نفوس المشاهدين.

إن مثل ذلك دونه ما يقدم الآن من برامج ومقابلات مطولة تخلو من التشويق والفائدة فلتعطر تلك الفضائيات بشيء من عبق الماضي وذخائره الرائعة مما هو باق على المدى ومما هو محل فخر واعتزاز هذا الشعب على مختلف فئاته.