لا شك أن عملية إحلال العمالة السعودية محل العمالة الأجنبية تحتاج إلى جهد كبير وهي من أهم القضايا الوطنية المطروحة، ولكن أن تكون كذلك كيف؟ بنظري لابد أن تسود الثقة في المواطن لأنها ضرورية للبدء بنهج السعودة في سوق العمل الذي يزداد الطلب فيه على العمل في وقت يشح فيه العرض ولابد من التدريب كعامل يصقل موهبة المتقدم من السعوديين للعمل فهذه العناصر ضرورية على أن يصاحبها قرار جريء من كل الأطراف الفاعلة، والتعاطي معه بروح رياضية وبشيء من الجدية التي لا تقبل التسويف واللعب على بعض الثغرات الموجودة في النظام مثلاً.. إذن يجب أن ننظر إلى السعودة كهدف إستراتيجي وطني على الجميع المشاركة في تحقيقه كما يجب النظر إليه من الزاوية الأشمل التي تضع المصلحة الوطنية فوق المصلحة الشخصية والذاتية الضيقة، وبالتأكيد فإن السعودة وفق المعطيات المشار إليها سوف لن تتحقق بين ليلة وضحاها بل إن ذلك يحتاج إلى طول نفس وسعة بال كما يحتاج إلى خطة مرحلية مدروسة يمكن لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية البدء فيها عبر تسخير فرق للبحث والدراسة العلمية والعملية على حد سواء لواقع السوق (سوق العمل) واحتياجاتها وتلك تكون توطئة لجهود أكبر كثافة وأوسع مشاركة من ناحية القطاعات التي تمت الإشارة إليها باعتبار أن المهمة وطنية عامة وعاجلة أيضاً ولا تحتمل التأخير.
والله من وراء القصد..