الجزيرة - علياء الناجي
أثار الباحث الدكتور محمد عبدالله السلومي في كتابه الأخير (القطاع الثالث والفرص السانحة «رؤية مستقبلية») عدد من القضايا المتعلقة بالعمل الخيري في العالم الإسلامي وطالب باستقلاليته ليصبح قطاعا ثالثا يعمل إلى جنب القطاعين الحكومي والخاص، وجاء الكتاب الذي ألفه رئيس مجلس إدارة مركز القطاع الثالث للاستشارات والدراسات الاجتماعية، في ثلاثمائة وعشرين صفحة من الحجم المتوسط عبر سبعة فصول تتحدث عن أهمية القطاع الخيري كقطاع ثالث ودوره في البناء والتنمية الشاملة والمستدامة، وقدم له البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي، وتقريض معالي الشيخ صالح الحصين رئيس شؤون الحرم المكي والمدني، إلى جانب عدد من رموز العمل الإداري والخيري.
ويتناول الكتاب الذي يعد أول مؤلف في المكتبة العربية يصف العمل الخيري والاجتماعي ب»القطاع الثالث» في لمحة تاريخية وإحصائية دور القطاع الثالث في التنمية ويخلص إلى نتائج مهمة تعالج عددا من القضايا الخاصة بالتنمية.
كما سعى هذا الكتاب إلى تبيان الأوجه التي من شأنها إبراز دور القطاع الثالث بمؤسساته المتنوعة في بناء الدولة العصرية، وأثبت أن هذا القطاع بمؤسساته المتنوعة ركن من أركان الدولة الحديثة يُقوِّي الفكرة الرئيسة التي تقوم عليها تلك الدولة سواء كانت فكرة دينية أم مدنية, والقطاع بهذا الواقع الإداري يزرع مشاعر الولاء الوطني, ويزيد من الانتماء الحقيقي للوطن, كما يحافظ على وحدته التي قام عليها, وبالتالي تتعزز السيادة الوطنية بكل صورها الداخلية والخارجية, وأبان الكتاب عبر فصوله التحديات التي تواجه العمل الخيري والاجتماعي وسبل الحل الممكنة حيث تناول الفصل الأول حقيقة ومكونات القطاع الثالث، وأبان الفصل الثاني الأهمية الإستراتيجية للقطاع الثالث في العالمين العربي والإسلامي، وفيما عالج الفصل الثالث المبادئ والمخاطر أكد الرابع على أهمية دراسة التجربة الأمريكية كنموذج لنجاح خدمة المجتمع، ويشرح الفصل الخامس الرؤية والآفاق المستقبلية للقطاع الثالث عالميا، ويطرحالمؤلف في الفصل السادس الرؤية المستقبلية للعمل الخيري الإسلامي ويرى المؤلف أن الفرصة اليوم سانحة للمسلمين ليُفعِّلوا نشاط مؤسساتهم الثقافية والحقوقية والاجتماعية والخيرية والانتقال بها إدارياً إلى مفهوم القطاع الثالث.
ويختم المؤلف دراسته بأن العطاء الخيري الغربي (وخاصة الأمريكي) قد فاق العطاء الإسلامي من حيث الجانب الكمي والرقمي، إلا أن العطاء الإسلامي تفوّق عليه بالجانب القيمي والأخلاقي والنوعي, وقد يكون مؤهلاً للتفوق عليه في الجانب الكمي إذا ما طبق كقطاع مستقل يشار إلى أن الكتاب يعد من أهم الدراسات الحديثة في مسار تفعيل دور القطاع الثالث في التنمية ورقي المجتمعات لما يحمله من رؤى وأفكار جديدة جديرة بالقراءة.