الناشر: مكتبة الملك فهد الوطنية - المؤلف: د. أمين سليمان سيدو
الدراسات الإحصائية (الببليوجرافية) لم تعد مهمة في عالم اليوم للدارسين والباحثين فحسب، بل أصبحت مهمة أيضاً للقارئ الجاد الذي يتوق لمزيد من الاطلاع، وقد أولت المؤسسات الثقافية العامة في المملكة هذا الجانب اهتمامها فنراها - من حين لآخر - تصدر كتباً من هذا النوع. وكان آخر ما صدر عن مكتبة الملك فهد الوطنية كتاب (عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري.. حياته، وآثاره، وما كُتب عنه) للباحث المعروف د. أمين سليمان سيدو.
أهمية الكتاب
تعود أهمية هذا الكتاب لجوانب عدة؛ منها أنه صادر عن واحدة من أهم المؤسسات الثقافية في المملكة وهي مكتبة الملك فهد الوطنية التي صدرت عنها العديد من الدراسات والأبحاث التي أضافت لعطاء الرصيد الثقافي السعودي في كافة الاختصاصات السياسية والتاريخية والاقتصادية والأدبية والاجتماعية.
وصاحب الكتاب هو الخبير في موضوعه، وله تاريخ حافل في سجل التراجم والاحصاءات الببليوجرافية عن الأعلام السعودية الكبرى مثل الملك عبدالعزيز والملك فهد - طيَّب الله ثراهما - وعن شخصيات أدبية وفكرية سعودية مثل غازي القصيبي، وعبدالرحمن بن عقيل الظاهري، وطاهر زمخشري وحسن عبدالله القرشي وغيرهم كثير.
موضوع الكتاب
أما موضوع الكتاب (الشيخ عبدالعزيز بن عبدالمحسن التويجري) فهو واحد من أهم الشخصيات الثقافية والفكرية المرتبطة بتاريخ الدولة السعودية الحديثة، وهو المخضرم الذي عاصر ستة ملوك ابتداءً من عهد التأسيس عهد الملك عبدالعزيز الذي رأى فيه بوادر النبوغ فتعهده بالرعاية وعيّنه في الرابعة عشرة من عمره سنة 1350هـ؛ مشرفاً على بيت مال المجمعة، ثم سنة 1357هـ رئيساً لمالية سدير والمجمعة والزلفي إلى أن أصبح في عهد الملك سعود سنة 1381هـ وكيلاً للحرس الوطني ثم عينه الملك فيصل سنة 1395هـ نائباً لرئيس الحرس الوطني المساعد بالمرتبة الممتازة، وفي عهد الملك خالد سنة 1397هـ
عُيّن في الوظيفة نفسها بمرتبة وزير.. وكان التويجري كل هذه العهود الميمونة حتى هذا العهد المبارك عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال منصبه أو بعيداً عنه عاملاً مؤثراً في خدمة وطنه، فقد شغل عضوية عدد من اللجان والمجالس الوطنية مثل مجلس القوى العاملة والمجلس الأعلى للدفاع المدني ونائب رئيس مجلس إدارة مكتبة الملك عبدالعزيز ونائب رئيس اللجنة العليا بالحرس الوطني وعضوية اللجنة العليا لإعداد النظام الأساسي للحكم وعضو اللجنة العليا لإعداد نظام مجلس الشورى وعضو اللجنة العليا لإعداد نظام المناطق.
ومع ذلك لم يكن الشيخ التويجري عنصراً من العناصر الوطنية التي شاركت في بناء المدن السعودية الحديثة بالجهد والفكر والرأي، بل كان أيضاً مثقفاً كبيراً وإدارياً حكيماً وأديباً متعدد المواهب وعروبياً يعتز بانتمائه لأمته مخلصاً لعقيدتها وحسبه أن يكون هو القائل:
(أنا من قلب الجزيرة العربية.. أنا عربي من الصحراء، بدوي الطبع والخلق، في صحرائي تعلمتُ من خلال تجربتي الخاصة وملاحظاتي، شيئاً قليلاً.. لم أدخل مدرسة، لم أتتلمذ على يد أستاذ، مدرستي الحياة، وأستاذي تأملٌ ألحظُ به متناقضات هذا الوجود في نفسي وخارج نفسي، في سير التاريخ وأحداثه، رأيت ألماً وعذاباً وممزقاً إنسانياً، وذهولاً عن حقائق الأشياء، فعدت إلى نفسي ألحظها، فإذا هي الأخرى فيض واسع المتناقضات، عجباً رأيتُ، نزعات متباينة وانفعالات ورغبات لا تشبع، كل رغبة تريد، تشتهي، لو أعطيتها وزدتُ لها في العطاء لضاعفت افتقارها واستعر لظاها جوعاً واحتراقاً، وهكذا حاولت تحسُّس جوانب الخير في نفسي، وأردت أن أعمق هذا الخير، وأن أسحبه غطاءً على ذاتي لأتقي به كل الشرور، ولأبقى خيراً كما هويتُ وأردت، إنني عربي متألم، أحرقت قلبي وكبدي جروحٌ ذاتية فجرتها عندي صروف الليالي ومتناقضات الأيام).
منهج الباحث
يتلخص هذا المنهج في إعطاء البيانات الببليوجرافية الكاملة للمواد وفق قواعد الفهرسة الأنجلو- أمريكية والاعتماد على طريقة الترتيب الهجائي للموضوعات والإعلام.واحتوى الكتاب على خمسة مباحث: المبحث الأول عن سيرة حياة التويجري وأعماله وأكثرها مما كتب عنه في الصحافة المحلية وما كتبه عن نفسه.
والمبحث الثاني: آثار التويجري، وهو حصر ببليوجرافي لنتاجه من بحوث ودراسات، ومقالات، وحوارات صحفية، سواء نشر هذا النتاج في كتب مستقلة، أو في مجلات دورية، أو في صحف يومية.
والمبحث الثالث: التويجري في آثار الدارسين، وهو يوثق ما كتب عنه وعن آثاره من دراسات خاصة أو عامة.
والمبحث الرابع: التويجري في مرآة المثقفين، ويختزل آراء بعض المثقفين وانطباعاتهم الفكرية عنه وعن مؤلفاته.
والمبحث الخامس: مسارد بالأعلام والعناوين والدوريات، ويشتمل على أسماء المؤلفين والكتّاب، وعناوين الكتب والأبحاث والمقالات، وأسماء الدوريات.
وبالجهد المخلص الذي بُذل فيه، والتقصي العميق للمصادر والمراجع يُعدّ هذا الكتاب إضافة حقيقية للكتب المرجعية المهمة في الأعلام السعودية.