قال الله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.
يقترب منا اليوم موعد مسابقة عزيزة على نفوسنا وعزتها مستمدة من عزة هذا الدين الذي يقول فيه عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله).
مسابقة تشعل في النفس جذوة الفأل والاستبشار بمستقبل هذه البلاد التي يحمل ولاتها نظرة بعيدة وثاقبة وإدراكاً عميقاً لأسباب النصر والسؤدد والفلاح، وتجلّت هذه العناية الفائقة من قبل خادم الحرمين الشريفين بكتاب الله تعالى وبذله كل ما من شأنه خدمة كتاب الله، ورفع شأنه في نفوس العالمين في كل مكان، بل نراه حفظه الله وبشكل أخص لم يألُ جهداً في أن ينفق لخدمته من ماله الخاص برعايته السنوية لمسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن الكريم للعسكريين؛ تشجيعاً منه على حفظ كتاب الله وتقوية ارتباط العسكريين بالقرآن، وزرع المبادئ الإسلامية في العسكري المسلم وتأسيس العسكري على القيم الإسلامية والخلق القويم، وذلك إيماناً منه بأثر القرآن الكريم البالغ ودوره في الحياة وتهذيب السلوك وتزكية النفوس وحفظ الجوارح وصدق في الوعد وحسن في التعامل.
فالقرآن الكريم قدَّم للأمة الإسلامية أعلام النبلاء وزينة الأصفياء رجالاً ضربوا أروع الأمثال في القدوة الصالحة التي جعلها الإسلام هدفاً لدعوته لما لها من ثمار يانعة في الحياة العقلية والفكرية.
قالقرآن جرَّد العقول من اتباع الأهواء والتقليد الأعمى والاستسلام لضعف النفس البشرية وحدد العلاقات وصاغ التوجيهات للمجتمع صياغة متميزة.
وهذه الإضاءات والإشراقات كلها حريّ، بل ضروري أن تكون في أفئدة العسكريين وذلك لربطهم بمصدر قوتهم ومنبع عزتهم، فكما يعلم الجميع بأن المسلم إذا تدبر الأوامر والنواهي الواردة في القرآن الكريم وعمل بمقتضاها فإن نفسه تسمو ويحظى بمحبة الله تعالى ومحبة عباد الله الصالحين، ففي تلاوته وحفظه راحة للنفس واطمئنان للروح وتقوية للإيمان وشحذ للعزائم وتثبيت في المواقف فتكون الثمرة عملاً جاداً وعطاء مبدعاً وإخلاصاً في العمل.
أسأل الله تعالى أن يحفظ ولاة أمرنا من كل سوء، وأن يوفّق الجميع لكل خير، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
* قائد مدارس الحرس الوطني العسكرية