يعدُّ الفنان الكبير عبدالعزيز الحماد متعدد المواهب في الرسم والنحت والخطابة وغيرها، وهو موهوب أكثر في التمثيل والتأليف. وأول اشتراك للفنان الراحل في التلفزيون في عام 1388هـ / 1968م في تمثيلية (حلم كاذب) مع الفنان الكبير سعد خضر سعدون مؤلف التمثيلية، ولا أنسى ذلك المشهد الذي ألفه عبدالعزيز في هذه التمثيلية عندما كان في الغار بدون لبس النظارة فدخل وحش عليه، وكان يضحك معه؛ لأنه لم يكن يعرف الذي أمامه، وعندما لبس النظارة اكتشف الوحش؛ فخاف وصار يتراجع إلى الوراء في خوف شديد.. وكنتُ المصوّر الذي صوَّر هذا المشهد؛ فأعجبني تصرفه.
الفنان عبدالعزيز الحماد - رحمه الله - شارك في العديد من الأعمال التلفزيونية، حتى جاء مسلسل الوجه الآخر الذي قام بتأليفه والقيام بدور البطل بوصفه ممثلا رئيسيا فيه في منتصف عام 1394هـ/ 1974م، وكان المخرج لهذا العمل هو المخرج القدير سعد الفريح - يرحمه الله -، وقد عملت مع الاثنين مخرجا ثانيا، وكان هذا المسلسل في نظر المشاهدين من أفضل المسلسلات التي مرت على التلفزيون؛ لأنه كان يحكي وقت الطفرة قبل أن تبدأ، وكان يقوم - إضافة إلى ذلك - بتدريب الممثلين على الحركات والبلاتوهات، وكانت علاقتي به علاقة وطيدة؛ لأن الرجل عندما تقابله يبادرك بابتسامة عريضة وضحكة عميقة؛ فيُشعرك بقربه منك ويتودد في أحاديثه مع من يعرفه أو لا يعرفه.
لقد فقدنا فناناً فذاً قَلَّ أن تجد له مثيلا في كل شيء، ومهما تحدثت عن هذا الفنان فلا أستطيع أن أسطّر شيئاً مما يملك؛ فهو رجل بما تعنيه الكلمة، وعزاؤنا فيه جميعاً وليس عائلته فقط، ونحن بوصفنا إعلاميين وفنانين وتشكيليين نشاركهم هذا العزاء، وهو يعيش بيننا بما قدّم من أعمال فنية محفورة في الجبين لن تغيب عن عقولنا ووجداننا.
رحمك الله يا أبا حسام رحمة واسعة، وأدخلك الله في جنات الخلد إن شاء الله.
* مساعد المدير العام للقناة الثانية سابقاً - متعاون مع القناة الثقافية