صدر وسط الأسبوع الماضي قرار مجلس الوزراء الموقر القاضي بتعين الدكتور سعد بن خالد الجبري مستشاراً في وزارة الداخلية بالمرتبة الممتازة، وهو كما أعرف عنه مثال للمواطن المخلص، والإداري الماهر، والمستشار المحنك بما يملكه من عمق التفكير واتساع الأفق وقوة التكوين وشمولية الثقافة وبعد النظر ودقة العبارة وعدم التعجل في إبداء الرأي، كما أنه رجل أمن بامتياز إذ تخرج من كلية الملك فهد الأمنية وتدرج في السلك العسكري حتى وصل إلى رتبة لواء، وهو في ذات الوقت لغوي متبحر درس اللغة العربية وآدابها في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وما زال يحافظ على عشق اللغة وتذوقها، وهو تقني فذ ومتابع بارع لكل جديد في عالم التقنية، حصل على درجتي الماجستير والدكتوراه في هذا الفن الهام إذ نال أولاً دبلوم البرمجة في معهد الإدارة، ثم درس ماجستير علوم الحاسب الآلي في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ومن جامعة أدنبره البريطانية حصل على درجة الدكتوراه في علم الذكاء الاصطناعي، وهو عارف بالمذاهب والتيارات وملم بالفرق والأفكار بشكل يأسر المتخصص ويبهر طالب العلم المتعالم حين يستمع له وهو يحلل ويؤصل وينقد، ترتكز تحليلاتها وتُبنى آراؤه على قاعدة شرعية متينة ومعرفة علمية رصينة وثقافة واسعة وشاملة وإلمام بالواقع وملابساته، يزين هذه السيرة الأكاديمية والعملية الأمنية دماثة خلق وحسن سيرة وتواضع جم وعطاء بلا ملل ووفاء لا حدود له، يجيد فن الصمت، ويحسن إدارة المواقف، ويبذل جهده فيما يُسند له من أعمال ولذا هو عندي مثال للجودة والجدية في الحياة، كما أنه مثال حي في الاستفادة من الوقت منذ صغره، ولديه خاصية قل أن تجدها عند الكثير منا، فهو يفصل فصلاً تاماً بين حياته الشخصية والاجتماعية ومتطلبات عمله الرسمي الوظيفي ، فلكل مقام في قاموسه مقال ولكل حدوده ومكانه وزمانه، توافرت على صياغة شخصيته عوامل عدة منها على سبيل المثال ما هو جبلي كالذكاء والفطنة والحذق واللباقة، وهناك عوامل بيئة متمازجة فهو ينتمي إلى أسرة عريقة عرفت بكريم السجايا وأنبل الخصال، أخذ منها الكثير وشرب من ينبوعها ماء زلال، وحين تدرج في حياته العملية انتظم في سلك مدرسة محمد بن نايف بن عبد العزيز والتي لها مواصفاتها الخاصة وطابعها المتميز إذ إنها تجمع بين المعرفة العلمية والتعامل العسكري وتوظف التقنية الحديثة التوظيف الأمثل، ولا فصل عندها بين وجوه الأمن المختلفة فهي تؤمن بمفهوم الأمن الشامل وتُشرك المواطن في استتباب أمن الوطن، وهذه المدرسة المتطورة والمواكبة لعالمنا المعاصر تتوافق في كثير من جوانبها ومفاصلها الهامة وخطوطها العريضة مع سياسة بلادنا الأمنية الراسخة منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود- رحمه الله- وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، إضافة إلى أنها تستقي الكثير من معين مدرسة رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وتنفتح من جهة ثالثة على النظرة العالمية المعاصرة للمفاهيم الأمنية المتداخلة. حقاً إن الدكتور الجبري نسيج لوحده (نموذج فريد من مواطني هذه البلاد الغيورين والحريصين على خدمة بلادهم) والكلام المقوس لسعادة اللواء الركن محمد بن حمد العماني قائد قوات الأمن الخاصة. إنني في الوقت الذي أبارك فيه للدكتور سعد الجبري الثقة الملكية الغالية والتي هي تتويج لما سبقها من ثقة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية، إنني في ذات الوقت أدعو الله عز وجل لأبي خالد التوفيق في القيام بما وسد له من مهام وأن يحفظ ولاة أمرنا ويحمي بلادنا ويسدد على الخير خطانا، وإلى لقاء والسلام.