كشف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض في تعقيب كتبه رداً على مقال الكاتب الزميل د. عبدالعزيز الجارالله المنشور في العددين 13768 و13771 عن عدد من الاقتراحات والأفكار التي تقدم بها عدد من المهتمين والمستثمرين في مدينة الرياض لإنشاء بحيرات صناعية في شرق وشمال مدينة الرياض يتم جلب مياهها وتغذيتها من الخليج العربي بهدف إقامة منتجعات وفنادق ومراكز ترفيهية حولها.
وبين سموه أن ما جاء في مقال الدكتور الجارالله من فكرة لإنشاء»بحيرة الرياض الكبرى» قد سبق أن تم طرحه بعدة مقترحات دون أن تتضمن أي دراسات للجدوى الاقتصادية، موضحاً سموه أن التكاليف المالية والجوانب الهندسية والتأثيرات البيئية المحتملة تمثل ضرورة كبرى لمثل هذا المشروع العملاق، كما أن ارتفاع مدينة الرياض عن مستوى البحر بـ 600 متر يمثل تحدياً مالياً وفنياً لضخ المياه وأدوات التشغيل والصيانة وتنفيذ الجسور لحركة السيارات والماشية، وكذلك الأجواء الحارة والمشمسة في معظم الأوقات التي قد تجعل كمية من المياه مفقودة بشكل كبير.
وأشار سموه أن تنفيذ هذا المشروع الذي لقي اهتمام وحماس الكثيرين منذ مدة يسبقه أولويات تتمثل في احتياجات كثيرة للمواطن بالنظر إلى النمو والتوسع في مدينة الرياض مثل تنفيذ مشاريع الخدمات العامة من مياه وكهرباء وطرق ونقل وصحة وتعليم إلى جانب مشاريع بنى تحتية عديدة، وننشر نص تعقيب سموه مقدرين اهتمامه الكبير وسرعة تعليقه المدعم بالأرقام والبيانات على ما يهم سكان مدينة الرياض:
سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
اطلعنا على مقال الكاتب الدكتور عبدالعزيز جارالله الجارالله الذي نشر بجريدة الجزيرة الغراء العدديين 13768 و13771 بتاريخ 26 و29 من شهر جمادى الآخرة لعام 1431هـ بعنوان (بحيرة الرياض الكبرى)، واقترح فيه ربط الخليج العربي بالبحر الأحمر بقناة مكشوفة وإنشاء بحيرة شرق الرياض قطرها 10كم يغذيها أنبوب يمتد من أحد الموانئ الشرقية إلى منطقة الوسيع.
ونود في البداية أن نشكر الدكتور عبدالعزيز على تناوله لهذا الموضوع وطرحه لهذه الفكرة التي تلقى اهتماماً وحماساً من قبل الكثيرين من المهتمين والمستثمرين في مدينة الرياض، حيث سبق أن تقدم عدد منهم في أوقات مختلفة باقتراحات تتضمن إنشاء بحيرات صناعية في شرق مدينة الرياض أو في شمالها الشرقي، يتم تغذيتها بمياه مجلوبة من الخليج وتقام حولها منتجعات وفنادق ومراكز ترفيهية، وغير ذلك.
إلا أن المقترحات المشار إليها لم تتضمن أي دراسات للجدوى الاقتصادية، وتقديرات التكاليف المالية اللازمة، والجوانب الهندسية ذات العلاقة، والتأثيرات البيئية المحتملة، حيث تمثل هذه الدراسات ضرورة كبرى في مثل هذه المشاريع العملاقة.
وبالنظر إلى ارتفاع مدينة الرياض عن مستوى الخليج العربي والبحر الأحمر الذي يصل إلى 600 متر، فإن هذا المشروع سيتطلب معالجات هندسية مكلفة خصوصاً لضخ المياه إلى مستويات مرتفعة وعلى مسافات طويلة مما سيجعل تكاليف تنفيذه وتشغيله وصيانته مرتفعة جداً كما أنه سيتطلب إنشاء أعداد كبيرة من الجسور لحركة السيارات العابرة لهذا المجرى المائي وما يتصل به من بحيرات. كما أن حركة رعي الماشية في المناطق البرية المحيطة به ستتأثر بشكل كبير مما يتطلب حلولاً كثيرة لتأمين العبور لهذه الحركة.
وإذا نظرنا إلى الجو الحار السائد في معظم العام، وحرارة الشمس طوال النهار معظم أيام السنة، وطبيعة التربة الرملية في معظم المناطق بين الخليج العربي والبحر الأحمر فإن الفاقد من المياه سيصبح كبيراً جداً وهو ما سيزيد من كميات المياه المطلوبة للمجرى المائي والبحيرات المتصلة به وهو ما سيضاعف من التكاليف المالية التشغيلية لهذا المشروع، كما أنه في ظل ما تشهده مدينة الرياض منذ عقود طويلة من نمو سكاني وعمراني واقتصادي غير مسبوق، فإن مثل هذه المشاريع تسبقها عدد من الأولويات إذا نظرنا إلى الاحتياجات المتواصلة لمدينة الرياض في عدد من المجالات مثل التوسع في إمدادات المياه وشبكاته ومحطات وشبكات توليد الكهرباء وكذلك التوسع في شبكات الطرق وتوفير مرافق النقل العام من قطارات وحافلات، وشبكات ومحطات تنقية مياه الصرف الصحي وشبكات السيول وغير ذلك من مشاريع البنية التحتية الأخرى، هذا إلى جانب حاجة المدينة المستمرة إلى المزيد من مشاريع الخدمات العامة في مجالات الصحة والتعليم وغيرها.
وفي الختام، نشكر ونقدر لكم وللدكتور عبدالعزيز الجارالله اهتمامكم بالصالح العام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
رئيس الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض
سلمان بن عبدالعزيز