لم تجف دماء ضحايا الهجوم الإرهابي على مقر المخابرات في العاصمة الاقتصادية (عدن)، الذي نفَّذه تنظيم القاعدة الإرهابي، الذي اقتحمت عناصره مبنى المخابرات من أجل إطلاق سراح عدد من عناصره المحتجزين في مبنى المخابرات.
عملية الاقتحام أسفرت عن مقتل عشرة من عناصر قوى الأمن اليمنية وثلاث نساء من عاملات التنظيفات، اللواتي يعملن في المبنى الأمني، وطفل عمره سبع سنوات، وأُصيب اثنا عشر شخصاً بجراح، معظمهم ممن كانوا بجوار المبنى.
لم تجف دماء هؤلاء الضحايا الذين سقطوا في عدن يوم السبت حتى قُتل خمسةُ يمنيين آخرون، بينهم ضابطان اثنان من قوات الجيش اليمني، في كمين مسلح نصبه مسلحون يتبعون (الحراك الجنوبي) أمس الأحد بمنطقة الأزرق قرب مدينة الضالع جنوب اليمن.
عمليتان إرهابيتان في زمن متقارب، وفي منطقة جغرافية واحدة؛ فمدينة الضالع لا تبتعد كثيراً عن عدن، وكلتاهما من مدن جنوب اليمن التي تشهد مواجهات بين قوات الأمن اليمنية وأنصار الحراك الجنوبي، الذين تتهمهم حكومة صنعاء بالسعي إلى تشطير اليمن مرة أخرى من خلال العمل على انفصال الجنوب. وقد شهدت المدن الجنوبية الكثير من الاشتباكات والمواجهات بعد تزايد تظاهرات أنصار الحراك الجنوبي، الذين كثيراً ما ينهون مظاهراتهم بإثارة الاضطرابات، إلا أن الذي يقلق الحكومة اليمنية هو التنسيق والتعاون بين تنظيم القاعدة والحراك الجنوبي، هذا التنسيق الذي أكدته العمليتان الإرهابيتان اللتان لم يفصل بينهما زمنياً سوى أربع وعشرين ساعة، وفي منطقة جغرافية تُعَدُّ مسرحاً لنشاط التنظيمَيْن اللذين ورغم نفيهما بوجود علاقة بينهما إلا أن الأحداث الأخيرة تعزز اتهامات الحكومة المركزية في صنعاء، التي أخذت ترصد أعمالاً عسكرية لأنصار الحراك الجنوبي من خلال اعتراض المواكب العسكرية واستهداف كبار ضباط الجيش اليمني من خلال نصب الكمائن والترصُّد لهؤلاء الضباط الذين لا يمكن أن يُتَّهموا بقيامهم بأعمال تعذيب أو تحقيق مع مؤيدي الحراك الجنوبي كما يدعي هؤلاء عند استهدافهم لضباط الأمن. هذا التصعيد من قِبل الحراك الجنوبي والتنسيق بينهم وبين تنظيم القاعدة يُدخل الأوضاع في اليمن في مسارات خطيرة تجعل من صيف هذا العام صيفاً ساخناً، ليس للتأثيرات المناخية فقط، بل أيضاً بسبب تعاون أكثر من تنظيم إرهابي للنيل من أمن واستقرار اليمن.
jaser@al-jazirah.com.sa