إن المتأمل في واقع مجتمعنا يرى أنه في السابق كنا نرى رجالا يدخنون وما زالوا, وما زلنا للأسف نراهم, ولكن أن نرى نساء يدخنَّ فهنا غاية العجب!!
لقد برعنا نحن المجتمع السعودي في أن نتنافس على المراكز الأولى لكن.. هل هي مراكزٌ أولى في العلم؟ لا.. في الحضارات؟ لا.. بل في الأوبئة والأمراض. عندما تستحل مملكتنا الحبيبة مهبط الوحي والرسالة ومهوى أفئدة المسلمين أجمع, المرتبة الأولى على مستوى العالم العربي والخامسة على العالم في أكثر نسبة للمدخنات فإن هذه وصمة عار علينا يجب أن نتدارك عواقبها الوخيمة ومصائبها الجسيمة.
اقرأ لهذه الإحصائية التي بثتها منظمة الصحة العالمية التي تبين نسبة المدخنات فقط في مجتمعنا السعودي المحشوم.
(بلغت نسبة المدخنات في السعودية بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية 5.7 في المئة مما يضعها في المرتبة الخامسة بعد فرنسا وأمريكا وإيطاليا وجنوب إفريقيا, وفقاً لما أوضحته مديرة القسم النسائي في الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين)!!
نحن لا نهمش الدور الكبير الذي تقوم به الجمعيات التطوعية لمكافحة مثل هذه السموم، ولا ننكر النتائج التي تجلت لكن.. نأسف أن نسمع مثل هذه الإحصائيات الخطيرة.
بحق.. لقد استشرى خطر هذه الأمراض, واستفشى أمرها, واستفحل خطرها, أما آن للجهات الآمرة أن تضع حدا لهذا الأمر المقيت؟ أما كفتنا كل هذه الإحصائيات لنقول جميعا وبلسان واحد.. امنعوا التدخين وبائعيه من بيعه وتسويقه، حتى نبقي مجتمعا نقيا طاهرا خاليا من الشوائب.
فلو نظرنا للجانب الشرعي نجد أن ديننا الحنيف قد حذرنا من كل ما يودي بالإنسان إلى ضرر نفسه (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) قال أبو عبيدة رضي الله عنه: أي لا تهلكوها ولا تنفقوا أموالكم في أمور الباطل.
وبعيدا عن النظرة الشرعية.. إذ إنني لست ممن يتكلم في هذا المجال فله أهله، كيف ترضى أيها الزوج وأيها الأب وأيها الأخ أن يكون في بيتك مدخن؟ والأمر الأدهى والأمر أن يكون في بيتك مدخنة!!
إذا كان مجتمعنا يزخر بعدد من الطاقات والجهات المختصة فلتبدأ هذه الجهات بتوعية الناس أجمع قبل أن تبدأ بعلاجها مع المدمن أو المدمنة، نعم لنبدأ بإصلاح أنفسنا وبإصلاح من حولنا لنسير متحدين الصعاب.
لعلي أرجأت أسئلة لم أضع فوقها النقط وسأفتح لكم المجال لتضعوا النقط فوقها، أتمنى أن أجد إجابة!
هل نكتفي بإعلان الإحصائيات لنقول هاهي نسبة المدخنات في مجتمعنا السعودي؟
وهل بوسع جمعياتنا أن تغطي مثل هذه الإحصائيات؟
هل يرضينا جميعا حكومة وشعبا أن يكون هنالك نسبة كبيرة من شرائح المجتمع مدخنة؟
لماذا لا يعتزم كل فرد أن يصلح من حوله من المدخنين؟
وفي المقابل..
هل من العقل أن نقدم المصالح التجارية على حساب صحة الشعب المسكين؟!
أليس للمدخنين حس بما يتناولونه من سموم تودي بهم إلى مهاوي الهلاك؟
ألم يقرأ كل منهم أن هذا المنتج له تبعات غير محمودة؟
أسئلة أطرحها إلى من يهمه الأمر فهل من مجيب؟
- جلاجل