أربعون مليوناً من البشر هم الأكثر معاناة على هذا الكوكب، والمؤسف أن أكثر من ثلثي هؤلاء من العرب والمسلمين.
هذه المأساة يعدُّها الكثيرون الأسوأ في العصر الحديث؛ حيث يعاني كل هذا العدد الهائل من البشر الحرمان من أوطانهم وبيوتهم؛ حيث أُجبروا على الهروب من تلك الأوطان بسبب الحروب والنزاعات والاضطهاد بعد طغيان التشدد الديني والتطرف المذهبي والعرقي؛ ما اضطر ملايين البشر في العراق وأفغانستان والكونغو الديمقراطية وجنوب السودان إلى التوجُّه إلى بلدان معظمها تعاني هي الأخرى ضعفًا في اقتصادياتها وهشاشة في البنى الأساسية؛ مما شكَّل ضغطًا مركَّبًا على شعوب تلك البلدان واللاجئين معًا؛ وهذا ما يجعل اللاجئين هم الأكثر معاناة وآلامًا في العالم أجمع؛ إذ عليهم أن يعملوا بشتى السبل من أجل الحصول على أبسط الخدمات الأساسية، مثل تأمين الغذاء والرعاية الصحية وخدمات التعليم والصرف الصحي.. وقد زادت الأزمة المالية والاقتصادية التي تعانيها معظم الدول، وبالذات الدول المانحة للمساعدات؛ ما أدى إلى زيادة خطر التهميش والفقر المدقع، وإلى زيادة نسبتيهما خاصة في أواسط تجمعات اللاجئين.
هذه الأوضاع المأساوية المحزنة التي يعانيها اللاجئون تتطلب من جميع المجتمعات الإنسانية أن توجِّه جُلّ عنايتها وتُكثّف أنشطتها الإنسانية والسياسات الداعمة لهؤلاء المحرومين من البشر؛ لتأمين احتياجاتهم من خلال تعاون الدول جميعاً والهيئات الدولية لمساعدة الدول المضيفة واللاجئين معاً، كما يجب العمل - وبصورة صادقة ونزيهة - لإيجاد حلول للنزاعات الدولية والإقليمية؛ حتى يتمكن اللاجئون من العودة إلى أوطانهم. يوم غد (العشرون من شهر حزيران - يونيو) هو اليوم العالمي للاجئين؛ لذا علينا أن ننتهز الفرصة لتأكيد أهمية تضامن المجتمع الدولي واقتسامه عبء مساعدة اللاجئين والدول المضيفة لهم. وإذا كان اللاجئون قد حُرموا من أوطانهم وبيوتهم فلا يجب أن يُحرموا من مستقبلهم وحقهم في الحياة.
***