تزخر منطقة القصيم بوابل من الإمكانات في عاصمتها بريدة وفي مختلف محافظاتها... ويتوج هذه الإمكانات العظيمة قيادات مسؤولة مستنيرة وحكيمة.
والحراك الدائم الذي لا يتثائب هو نتاج تناغم بين منظومة العمل الرائع الذي تضمه مختلف قطاعات منطقة العلم والعمل (القصيم).
إن الفعاليات التي لا تهدأ في عاصمة القصيم وبتوجيه ومتابعة من قيادتها جعلت صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشؤون البلدية والقروية يوجه أمانات المملكة العربية السعودية للاستفادة من ثراء تجارب أمانة منطقة القصيم وفعالية مجلسها البلدي بعد أن وقف سموه شخصياً على الواقع المبدع لها في العاصمة وفي محافظات المنطقة.
إن مما مهد لهذا التوجيه الكريم وجود عقليات تكاملت بعطاءاتها وأفكارها والتنسيق فيما بينها ليصبح واقع مدينة بريدة مسرحاً لمهرجانات وأسابيع ومشاريع تتنوع أشكالها ومذاقاتها منها ما يكون من رائد تنميتها أمير القصيم سلمه الله ومنها ما يكون من سمو نائبه حفظه الله ومنها ما يكون من مسؤوليها ومنها ما يكون من سكانها بل إن منها ما يكون من نسائها وحقوقها محفوظة كجمعية حرفة النسائية التي أبدعت في مهرجان الكليجا والأكلات الشعبية الذي أسس لمشروعات كثيرة لأسر القصيم المنتجة. وما أجمل ابداعات المنطقة إذ لا مكان لدروع التكريم المستوردة من الصين. إنه بتوجيه فيصل الفكر أصبحت دروعنا تنتج من حرفي بريدة ومن أصالة تراثها وكل درع وتذكار تطرزه أنامل حرفيينا يحاكي قصة الفعالية التي تحتفل بها فمن دروع الربيع إلى دروع الكليجا ودروع تبحث عن مظلة فاعلة من هيئة السياحة لتعميم أو استنساخ أفكار القصيم ودعمها.
ويوم أن تطلق وتنطلق مشاريع الشباب فتأكدوا أننا يمكن أن نقول يومياً (لا للصين.. ونعم للقصيم).
إنني على يقين بأن هذه المشروعات التي تبنتها الأمانة في العاصمة بريدة وتعاونت معها جهات كثيرة وقطاعات خاصة تحمل رايتها وشراكة النجاح معها الغرفة التجارية الصناعية بروحها العملية الشابة كلها أسست لصورة حضارية مشرقة ومبادرات اقتصادية واجتماعية وترفيهية امتزجت كلها بروح الفريق الواحد الذي دائماً ما تتبناه سياسة قيادة القصيم أيدها الله.
إن توجيه سمو وزير الشؤون البلدية والقروية يعكس قناعته حفظه الله بالأمانة التي تحملتها أمانة منطقة القصيم ومجلسها البلدي الفاعل فجعلت من الامكانات ثروة وجعلت من الساحات خضرة وجعلت من التراب نضرة... وإذا ما ذكرت بريدة فإن النخلة الطيب ذكره وإنتاجها دائماً ما تكون عنواناً لها وبالتالي تضافرت جهود أمانة القصيم ومجلسها اللذين تفتخر بهما بتوجيهات فيصلي المنطقة بتأسيس سوق عالمي للتمور هو محط أنظار المتسوقين محلياً وعالمياً، وما قيل عن هذا السوق وعن هذه البضاعة وما سيقال كاف لتقدير حجم هذه السلعة التي ارتبط طيب ذكرها بطيب معدن أهلها الذين كانوا في التاريخ عنواناً لوحدة البلاد والولاء لها.
وتجلت إبداعات أفكار الأمانة بأن تكامل سوق التمور الدولي الطازج بسوقها المعلب تحت مهرجان (قوت) الذي أبدعت فيه الأمانة في تأكيد أولويتها وسبقها وريادتها في خدمة النخلة ومنتجها المبارك الذي تخدم فيه في نفس الوقت وطنها ومواطنيها.
وقصة الإنجازات لم تبدأ بالسوق العالمية ولا تنتهي بمزادات سوق الأنعام والمواشي الدولية ولا بتحويل الرمال إلى ساحات خضراء ترفيهية أو بأسابيع عملية نختتم أحده اليوم لنحتفل بغيرها في الغد... إنها فعلاً مناخ اجتماعي واقتصادي وعملي جذاب جعل من ضيوف أمانة المنطقة الذين تجاوز عددهم (75) ضيفاً من أمانات المملكة أثناء زياراتهم في 18-6-1431هـ وتشرفوا بلقاء أمير المنطقة حفظه الله يصرحون بإشاداتهم وإعجابهم حيث أشار المهندس علي العسيري وكيل أمانة عسير بقوله إن ما شاهدناه في القصيم مثال يحتذى في العمل البلدي والتكاتف الاجتماعي من الأهالي، كما تحدث المهندس عبدالعزيز الطوب أمين منطقة حائل بالتناغم بين أمانة المنطقة من مجلسها البلدي مؤكداً بأن التنسيق الدائم بين سمو أمير المنطقة والأمانة والمجلس البلدي عبارة عن نموذج يحتذى به ومشيداً بجهود المواطن في الحفاظ على هذه المكتسبات.
كما أثنى وكيل أمانة جدة على ريادة القصيم في اهتماماتها المتميزة واستغلال ميزات المنطقة وتسويقها بأسلوب جذاب.
وهذه الانطباعات الجادة من مهندسي الأمانات إنما هي نماذج لجدية العمل الذي أصبح سمة لأهالي بريدة وذلك ليس بغريب لأن الروح التجارية هي موروث هذه المدينة وعرف أجدادها من العقيلات الذين أسسوا لرحلة الشتاء والصيف يجوبون الدول خليجية وهندية وشامية ومصرية وغيرها في حراك وتبادل تجاري جعلهم مضرب الأمثال في الأمانة والاخلاق التي انعكست ايجاباً على صورة هذه الدولة المباركة حتى قيل من باب الدعاية عن عشق الحركة لأهل القصيم أن أمريكا قد وصلت القمر فرد أحدهم (ألم يجدوا قصيمياً هناك)!!!
إن هذه السمات الشخصية جعلت قادة هذه البلاد أيدهم الله ومؤسسها طيب الله ثراه يختار رجالاً منهم يمثلونه في مواقع كثيرة ذلك لأنهم كما هي لغتنا المحلية (يواجهون) كرماً ومنطقاً وحكمة وولاء.
وهذه المعاني كلها صاغها ولي عهدنا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أيده الله بقوله حرفياً: (القصيم لها تاريخها المجيد، أول من جلب التجارة للمملكة العربية السعودية هم رجالات القصيم، أول من تعلم العلم وقام بواجبه في القضاء هم رجال القصيم، أول من دخل القوات المسلحة وكابد وجاهدهم رجال القصيم أول من خدم الدولة هم رجال القصيم، وهذا لا ينقص أبداً من أي مكان في المملكة العربية السعودية بادية أو حاضرة، ولكن القصيم له مكان خاص في قلب كل إنسان...).
هذه كلمات من ولي الأمر حفظه الله هي تاج على رؤسنا ومسؤولية في أعناقنا تجعلنا ترسخ هذه المعاني في أجيالنا وأعمالنا..
ونحن ولله الحمد بلد واحد تتكامل إمكاناته لتصوغ حركة تنموية هي محط أنظار العالم بأسره اليوم...
ويصعب الختام لحكايات النجاح ولكنها رسائل شكر وتقدير وإعجاب وعرفان لسياسة المنطقة الحكيمة والمسؤولي الأمانة وفرق العمل المخلصة فيها ولمجلس بريدة البلدي الرائع في هذه الأمانة ولكل مجالسنا البلدية في القصيم ولمحافيظنا ومسؤولينا الذين يبدعون في الأرض ولا يعلنون، وهي في نفس الوقت تحمل المسؤولين في المنطقة رعاية هذه الشهادات وهذه المنجزات وتنميتها.
وعلى دروب الخير والنماء والعطاء دائماً نلتقي وفي مهرجانات الإنتاج والابداع وملتقيات الشباب نصنع مستقبل عالمنا الأول بعلمه وعمله وفكره لنرسم صورة تستحق منا ومن غيرنا القدوة والاحترام.
لفته: هدر الامكانات هو في حقيقته عدم استغلال لها...
- عميد شؤون الطلاب بجامعة القصيم