هل يكفي أن تتحرك إمارة عسير لاستجواب كل من له علاقة بواقعة تكفين طالب مدرسة على قيد الحياة وحمله على نعش في الطابور الصباحي على مرأى 700 طالب من طلاب مدرسة حراء بخميس مشيط؟! في رأيي أن هذا التحرك لا يكفي، خاصة أنه جاء بناءً على تقرير نشرته جريدة عكاظ، وليس بناءً على ملاحظة مفتش أو موجه تربوي؟! التحرك الأهم يجب أن يكون من وزارة التربية والتعليم، وأن يكون تحركاً صارماً يسمع ويرى أثره القاصي والداني في كل مؤسساتنا التعليمية.

فبعد كل ما قرأناه في الصحف وكل ما شاهدناه على شاشات التلفزيون، من مشاريع تطوير التعليم، هانحن نعود للوراء عشرات السنين، لنعيش قصص تكفين الطلبة والطالبات وإدخالهم أحياء في تمثيليات القبور.

ولا أظن أن مسرحية حراء هي الوحيدة، ففي مدارس أولادنا وبناتنا قد يكون هناك مئات المسرحيات المشابهة، وكلها باسم الدين الذي يتكئ مؤلفو هذه المسرحيات على حقيقة أن لا أحد يستطيع الوقوف في وجهه، ناسين أو متناسين أن الدين يكرّس التفكر والتدبر والتعقل.

أنا شخصياً لست ضد أية فكرة تدعم توجيه الطلاب لفهم المعاني الجليلة للدين، ولكن يفترض بمن يملك هذه الأفكار أن يناقشها مع المختصين ليسهموا معه في تأطير هذه الفكرة بالإطار المهني المدروس. وإن لم يتم التعامل مع المسألة بهذا الأسلوب التربوي والإداري، فإن المسؤولين في وزارة التربية والتعليم عن هذا المجال، سيتركون المجال لأكفان الموتى لكي تسير منذ الصباح وحتى ما بعد الظهر في مدارس أولادنا وبناتنا.