Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/06/2010 G Issue 13778
السبت 07 رجب 1431   العدد  13778
 
مدائن
غزة أعادت الأتراك إلى العثمانية
د. عبدالعزيز جار الله الجار الله

 

ما الذي تغير وجعل إسرائيل وأمريكا وبريطانيا وفرنسا تعيد النظر في حصار غزة والتفكير في التخفيف وربما فك الحصار بطريقة حفظ ماء الوجه؟..

إسرائيل قامت بمذابح عديدة في فلسطين ولبنان آخرها مذبحه قانا وحرب الجنوب اللبناني 2006م وجنين وحرب غزة 2008م ولم يرف أو يتحرك طرف أو جفن للغرب والأمم المتحدة، أما أسطول الحرية التركي فالوضع مختلف اهتزت عواصم أوروبا وأمريكا لأنهم لا يريدون أن تدخل تركيا على خط الصراع العربي الإسرائيلي وتحوله من صراع داخل فلسطين إلى صراع إسلامي إسرائيلي هذا التوجه حاربت من دون تحقيقه بريطانيا وفرنسا وأخيراً أمريكا لكي لا يصبح الصراع إسلامياً... والذي يعيد قراءة التاريخ يدرك جيداً كيف كان العالم بعد الحرب العالمية الأولى 1917م عندما انتصرت بريطانيا وفرنسا و انهزمت ألمانيا والدولة العثمانية وكيف كانت تركيا قد قسمت على الخرائط الفرنسية والبريطانية منذ عام 1912م أي قبل الحرب واحتلوا تركيا عام 1918م وبدأت المفاوضات مع الزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك من أجل استقلال تركيا عن بريطانيا وكانت تنص الشروط البريطانية على:

(1) أن تقطع تركيا صلتها بالعالم الإسلامي.

(2) أن تُلغى الخلافة الإسلامية.

(3) أن تتعهد تركيا بإخماد حركة أنصار الخلافة.

وقد وافق أتاتورك على الشروط.. وهذا ليس نبشاً في التاريخ لكنه يرتبط مباشرة بأحداث أسطول مرمرة التركية التي تحركت من تركيا وعلى متنها ممثلين للعالم الإسلامي وتحت مظلة إسلامية تتزعمها تركيا وهذا أثار حفيظة بريطانيا وفرنسا وأمريكا حتى لا تعود تركيا بذهن وتاريخ الدولة العثمانية لزعامة وريادة العالم الإسلامي تحت مظلة غزة.

من الأيام الأولى لأحداث 11 سبتمبر وإسرائيل والمتعاطفين معها من أوروبا يحاولون أن يوجهوا الغضب الأمريكي تجاه الإسلام والمسلمين وأن الهجوم فعلة إسلامية حتى أصبح المسلم والإسلام إرهاباً... لكن هذه المنهجية أعطت نتيجة عكسية حيث تكتل العرب والمسلمون للدفاع عن دينهم وأنفسهم وتشكل فكر وثقافة في العالم الإسلامي اتصفت بالتحدي والمواجهة فكانت منظمة حماس هي أول المستفيدين من التكتل العربي والإسلامي.. فشنت إسرائيل حملاتها المتتالية لإسقاط حماس والقضاء عليها كان أبرزها حرب 2008م على غزة ثم الحصار الفاشل عليها والآن تتقاطر عليها السفن من البحر المتوسط والبرلمانيون والسياسيون من المعابر والعالم يلتف حولها بعد أن كانت المنسية.

العقيدة والفكر الذي حاربت إسرائيل على تأكيده في جعل القضية الفلسطينية وحيدة ويتيمة وحدودها التراب الفلسطيني أصبحت اليوم قضية إسلامية.

والخلافة الإسلامية التي حاربت بريطانيا وفرنسا وحلفاؤها لإسقاطها وتفكيكها يولد اليوم تضامن إسلامي في كل بقاع العالم وقوة خفية وهامة جعلت من وزيرة الخارجية الأمريكية تقول إن قيام دولة فلسطينية هي مصلحة أمريكية وهدف قومي وأمني لأمريكا.. وغزة وحماس أصبحت رمزية إسلامية وشوكة في خاصرة إسرائيل التي أرادت أن تستثمر الغضبة الأمريكية على الإسلام بعد 11 سبتمبر لتكتشف إسرائيل أن الغضب الأمريكي على أفغانستان والعراق تحول إلى صحوة ويقظة أمريكية متأخرة وان حقيقة الدولة الفلسطينية أصبحت بين يوم وليلة إلى هدف قومي ومصلحة أمريكية.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد