(الجزيرة) - احمد المطيري
تصادق الدول الأعضاء بمنظمة الجمارك العالمية البالغ عددها 176 دولة في بروكسل في 24 من الشهر الجاري على إعلان للتصدي لظاهرة الأدوية المغشوشة، حيث أوضحت إحصائية لمنظمة الجمارك العالمية أن حجم تجارة الأدوية المغشوشة في العالم يصل إلى 200 مليار دولار الأمر الذي يشّكل خطراً حقيقياً على صحة الإنسان وتحدياً كبيراً للمنظمات الصحية، حيث ارتفعت نسبة الأدوية المغشوشة عالميا في عام 2007- 2008 إلى 596 % حسب التقرير، وحول تأثر المملكة بتجارة الأدوية المغشوشة قال المستشار القانوني بمصلحة الجمارك العامة خليل الجهني (للجزيرة): ان المملكة لا تواجه مشكلة أدوية مغشوشة لوجود أنظمة تحكم تجارة الأدوية وتطبقها هيئة الغذاء والدواء التي تعمل على إحكام الرقابة على تلك التجارة غير المشروعة، حيث تقوم مصلحة الجمارك بعرض جميع الأدوية الواردة على الهيئة لفحصها بما يحول دون دخول أي أدوية مغشوشة، وأضاف الجهني أن الإنترنت أسهم في ازدياد تجارة الأدوية المغشوشة خاصة لمن يشترى أدوية من مواقع إلكترونية غير موثوقة، حيث يكتفى بالشراء من أي موقع يعرض أدوية وتكون الأسعار شاملة نقلها لمكان المشترى وعادة تكون هذه المواقع وهمية أو أن تبيع الأدوية بأسعار مماثلة للأدوية الأصلية كنوع من الخداع للمشترى لتجعله يعتقد بأن ما يشتريه هو أدوية أصلية وهذه المواقع تنشط تنشط لصعوبة ملاحقاتها قضائياً، وفي هذا الصدد قال الدكتور خالد بن محمد الخرفي الاستاذ المشارك في كليه الصيدلة بجامعة الملك سعود (للجزيرة): الأدوية المزورة هي أدوية يتم عمدا الاحتيال في مكوناتها الكيمائية النشطة أو مصدر تصنيعها ولا يمكن التنبؤ بجودتها بحيث قد لا تحتوي على المكونات الصحيحة وفي سيناريو أسوأ، قد تكون مليئة بمواد شديدة السمية.
وفي جميع الحالات يتم تصنيع الأدوية المزيفة سراً وتبدو مطابقة تماما للأدوية الحقيقية مع عدم وجود إمكانية حالياً للسيطرة عليها كليا. وقد يحدث التزوير مع منتجات العلامة التجارية والجنسية، وأضاف الدكتور الخرفي أن مصادر المعلومات المتاحة عن الأدوية المزورة عالميا هي التقارير الواردة من المنظمات الحكومية وغير الحكومية، وشركات المستحضرات الصيدلانية، والدراسات الاستقصائية المتخصصة. وعلى الرغم من صعوبة الحصول على بيانات دقيقة ومفصلة عن الأدوية المزورة، إلا أن النسبة تتراوح بين حوالي 1% من المبيعات في البلدان المتقدمة وأكثر من 10% في البلدان النامية، وذلك تبعاً للمناطق الجغرافية وضعف الرقابة التنظيمية والقانونية.
وبين أن الأدوية التي يتم شراؤها عبر بعض المواقع الإلكترونية قد تكون مزيفة في أكثر من 50% من الحالات، ولتعبئة الوعي والعمل علي مجال مكافحة الأدوية المزورة، قال الخرفي ان منظمة الصحة العالمية قامت بإنشاء مبادرة عالمية لمكافحة منتجات الأدوية المزورة تتألف من جميع الدول الأعضاء في المنظمة على أساس طوعي وتشمل المنظمات الدولية والسلطات التنظيمية الوطنية، والمنظمات غير الحكومية وجمعيات صانعي المستحضرات الصيدلانية وتجار الجملة، والمهنيين في مجال الصحة ومجموعات المرضى، وحول تأثر المملكة.