حوار: عبدالله البراك
قال غسان سليهم، الرئيس التنفيذي الجديد للشركة الوطنية للتسويق الزراعي (ثمار)، إن التنفيذيين باتوا عملة نادرة، وهم الآن الصناع الحقيقيون للقرار الإداري في الشركات والمؤسسات، كما أنهم يمثلون البوصلة الرئيسية لنجاح الشركة؛ لذلك فرضوا أنفسهم بوصفهم عنصرا أثمن في السوق حاليا. وأضاف: يُحمد للقطاع الخاص أنه أدرك أهميتهم وأدوارهم في تغيير الخارطة الاستثمارية. وأكد أن تنقُّلهم بين الشركات يُعدُّ ظاهرة صحية جدا لتحقيق التنمية المرجوة والتطور المطلوب. وفيما يتعلق برئاسته لـ(ثمار) قال: استفدنا كثيرا من تجاربنا السابقة، والانطلاقة الحقيقية للشركة بشكلها الجديد تتطلب فترة زمنية تتراوح من ثلاث إلى أربع سنوات. وأضاف: واثقون بأن الشركة ستلعب دورا أكبر في السوق وفي سد الفجوة بين المنتج والمستهلك. وفيما يخص الوعي الصحي بأهمية المنتجات الطازجة السليمة ذات القيمة الغذائية المطلوبة قال سليهم إنه ما زال دون المستوى المطلوب رغم التحسُّن الملحوظ في هذا الجانب. مؤكدا أن الأرقام كشفت عن ارتفاع معدل إصابات الأطفال بالسكري والسمنة نتيجة للغذاء غير السليم؛ ما سيكون ثقلاً وعبئاً على القطاع الصحي والمستهلك بسبب ضعف الوعي الغذائي. وأكد سليهم أن هناك بعض المزارع تقوم باستخدام المبيدات بنسب عالية، مؤكدا أن بعض المزارعين يركزون على الرش لأنه يعطي المنتج الزراعي حجما أكبر ونضارة أكثر بالرغم من أضراره على صحة الإنسان، قائلا: هذه المزارع نحن في (ثمار) نعمل على إدراجها في القائمة السوداء، ولا نتعامل معها، وهناك تقارير أثبتت أن بعض المنتجات احتوت على نسب كبيرة من الكيماويات الضارة التي تصل إلى المستهلك.
وفيما يأتي نص حديث المدير التنفيذي لـ(ثمار) إلى (الجزيرة):
نبتدئ حديثنا بالبيت الإداري في (ثمار)، التي شهدت أخيرا تغييرا واسعا على الصعيد الإداري منذ توليتم قيادة الشركة.. فما الذي تحمله الإدارة الجديدة في جعبتها للمستقبل؟
- الحقيقة أن الشركة الوطنية للتسويق الزراعي (ثمار) من الشركات الرائدة في مجالها، وقد مضى على تأسيسها أكثر من عشرين سنة، وحققت خلال الفترة الماضية العديد من الإنجازات، إلا أن التجديد هو سُنّة الحياة وأحد المظاهر الإيجابية التي تفرضها استراتيجيات التحوُّل ومواكبة العصر بما يضمن مواصلة المسيرة والعمل على السير قُدُما في طريق النجاح والتميز. وفي الواقع أن ثمار تزخر بمرافق مجهَّزة بأحدث التقنيات ووسائل للنقل ومستودعات تبريد متطورة؛ حيث نعمل على تعزيز دور هذه المقومات وتوظيفها وفق رؤية استراتيجية جديدة تضمن ترسيخ الصورة الإيجابية لمنتجاتنا وخدماتنا.
تنقل التنفيذيين ظاهرة صحية
بما أنك أحد المديرين التنفيذيين الذين عملوا في أكثر من جهة، واليوم تتسلمون رئاسة (ثمار).. كيف ترون مستوى التحفيز في البيئة التنفيذية؟ وما أسباب تنقل العديد من التنفيذيين بشكل لافت بين الشركات؟
- باعتبار أن التنفيذيين صناع القرار الإداري في الشركات والمؤسسات والبوصلة الرئيسية لنجاح الشركة فهم العنصر الأثمن في السوق، والقطاع الخاص يدرك أهميتهم وأهمية أدوارهم في تغيير الخارطة الاستثمارية، من هنا يكتسبون أهميتهم، وقد تكون التحديات هي المحفز الأول، والرئيس التنفيذي ناجح قبل أي شيء، ووجود مثل هذه التحديات واختلاف مستوياتها يزيدان من الطلب عليهم بما يرفع حركة تنقلهم بين الجهات، وهذا صحي جدا لتحقيق التنمية المرجوة والتطور المطلوب، والنجاح في أي مكان أولاً وأخيرًا لن يتم إلا بعمل الفريق المتكامل وتضافر الجهود بعد توفيق الله.
دعني أنتقل إلى قدرة إقناع التنفيذيين لمجالس الإدارات.. كيف تقيمها؟
- مجلس الإدارة هو السلطة العليا في أي شركة، وفي المقابل الإدارة التنفيذية يقع على عاتقها تفسير وتنفيذ الخطط والاستراتيجيات على أرض الواقع، وإذا كانت الإدارة التنفيذية غير قادرة على إقناع مجالس الإدارات بالتوجُّه وصحته فهناك خلل في قدرة الإدارة التنفيذية على القيام بدورها بشكل متكامل.
خطط جديدة وتغيرات جذرية
هل تم نقاش خطط بينكم بوصفكم إدارة تنفيذية مع مجلس الإدارة وواجهتم فيها بعض المشاكل واختلاف وجهات النظر؟
- لا، فنحن في ثمار انتهينا من وضع خطة متكاملة للشركة قبل ما يقارب ثلاثة أشهر، والآن بدأنا تنفيذها على أرض الواقع، والخطة تتعلق بهوية الشركة ورسالتها وتوجهها.. والآن نحاول أن نعدل بعض التوجهات التي كانت موجودة في الفترات السابقة؛ فعلى سبيل المثال دخلت الشركة في بعض العمليات الإنتاجية، وكان على الشركة - من وجهة نظرنا المتواضعة - ألا تدخل فيها لأنه لا بد أن تكون الشركة متخصصة في الإنتاج أو في التسويق. صحيح أن بعض الشركات دخلت في الإنتاج والتسويق، لكنها حصرت نفسها في منتج أو اثنين تقوم بإنتاجهما وتسويقهما، وقد تنجح فيهما، وهناك شركات نجحت في ذلك، ولكن نحن في ثمار لا نستطيع أن نقلص نشاط الشركة ونتخصص في منتجين فقط وننسى أنها أُسست لأغراض التسويق الزراعي والحيواني؛ وبالتالي سيكون هناك تغيير جذري وكبير عندما تخرج من تسويق جميع المنتجات لكي تركز على منتجين بشكل كامل، كما أن العملية غير مجدية عندما تتعامل مع أكثر من ثمانين منتجا وتنتج منها منتجين اثنين أو ثلاثة؛ فهذا سيضيع عليك التركيز ويهدر عليك الموارد، فإما أن تنتج جميع هذه المواد أو أن تسوقها بشكل كامل.
انسجام المجلس والإدارة التنفيذية ضرورة
لم تجب عن سؤالي حول تجاوب مجلس الإدارة معكم..
- بالنسبة إلى مجلس الإدارة هو ليس بالضرورة أن يكون فريقا منفصلا عن الإدارة التنفيذية، وفي النهاية الشركة جسد واحد، والاختلافات التي تحصل بين المجلس والإدارة التنفيذية لا شك أن هدفها مصلحة الشركة، ونحن في ثمار وُفقنا بمجلس إدارة منسجم ومتجانس، وفي الوقت نفسه لا يوجد لدينا خلافات خارج العمل ومتفقون بشكل كامل على خطة الشركة.
يقال إن كل تنفيذي قادم يأتي وفي جعبته خطتان، الأولى على المدى القصير، والثانية استراتيجية، فما خطتك بوصفك رئيسا تنفيذيا لثمار؟
- بالنسبة إلى استراتيجية الشركة فهي بدأت تعود إلى مسارها الصحيح وتستثمر بمرحلة ما بعد الإنتاج مثل النقل والتخزين والفرز وغيره، بعد أن مرت بفترة دخلت فيها في مجالي الإنتاج والبيع بالجملة، وهذا في الحقيقة أبعدها عن الهدف الذي أُنشئت من أجله وهو تسويق المنتجات الزراعية والحيوانية.
ماذا عن حملة أسهم الشركة؛ فقد كانت تمر ببعض المشاكل في أوقات سابقة.. الآن ماذا ستقدم لهم هذه الخطة؟
- نحن الآن استفدنا من تجاربنا السابقة، وبشكل عام الشركة في مرحلة تجديد، وقد بدأت انطلاقتها وفق رؤى جديدة وبخطى ثابتة، ونحن واثقون بإذن الله أن الشركة ستلعب دورا أكبر في السوق يعود عليها بالربحية ويحقق التكامل المطلوب بين أطراف السوق.
حراك تجاري متنام
بما أنكم تقودون إحدى شركات تسويق المنتجات الزراعية والحيوانية، كيف ترون الحركة التجارية لهذا السوق؟
- في الواقع أن نشاط تسويق المنتجات الغذائية الزراعية والحيوانية أحد أكثر النشاطات التجارية حراكا، وتعاملاته تتصف بالسرعة والانتشار، إضافة إلى المرونة العالية في مستويات تداول السلع بالتوافق مع حجم الطلب وحاجة السوق، وبطبيعة الحال يعود ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها ارتباطه بالحاجة اليومية الغذائية من الخضار والفواكه والمنتجات الحيوانية كاللحوم والألبان وغيرها من جميع فئات المجتمع، ولن نبالغ إذا قلنا إن العمل في هذا النشاط يتطلب احترافية ومستويات عالية من الإتقان والدقة، مع توافر الإمكانات العالية والقدرات الفنية واللوجستية، وإلا فلن نستطيع المنافسة في هذا المجال باعتبار أن الغذاء - وهو كما ذكرت حاجة وضرورة يومية للجميع - يجب أن يتم توفيره بمستوى عال من الجودة بما يضمن تحقيق الفائدة المرجوة وتلبية الحاجة بالمعايير الصحية المطلوبة، مع ضمان سلامته من أي عوارض تلفية وحمايته بشكل تام حتى يصل إلى المستهلك، وهنا نحن نتحدث عن المنتجات التي تعتبر من أكثر المنتجات عرضة للتلف إن لم تجد الطريقة المثالية في الشحن والتخزين والتوزيع وفق برنامج عملي متطور.
برأيكم ما مسببات تذبذب وتغير أسعار المنتجات الزراعية والحيوانية من فترة لأخرى؟ وكيف هي برأيكم الطرق السليمة للتعامل معها؟
- هذه المنتجات تتأثر سلباً أو إيجاباً بعوامل عدة، قد يكون من أبرزها الظروف الاقتصادية والبيئية المرتبطة ببلد المنشأ لهذه المنتجات ووسائل الشحن ومدى توافق حجم عرض هذه السلع الغذائية مع حاجة السوق، وقد تكون هذه التأثيرات واضحة بشكل كبير في تسعيرة المنافذ الصغيرة، إلا أننا في ثمار وبفضل من الله ثم بما نمتلكه من قدرة على المحافظة على التنوع في مصادر الاستيراد والبلدان المصدرة إلى جانب علاقاتنا التاريخية بهم وبالمنتجين المحليين نستطيع تقليص تأثير هذه العوامل على ارتفاع أسعار السلع إلى حد كبير.
التخصصية تصنع النجاح
* يعتبر موسم الصيف لدى البعض، بما يحمله من تأثير سلبي على الأطعمة نتيجة ارتفاع درجة الحرارة، معضلة تواجهكم في تسويق وتوفير المواد الغذائية الزراعية والحيوانية..
- اسمح لي بألا أتفق معك في هذه القناعة إن كانت على وجه العموم. قد يكون فصل الصيف معضلة أمام منافذ البيع الصغيرة والباعة المتجولين والمسوقين متوسطي الإمكانات والقدرات، إلا أننا في ثمار نعتبر فصل الصيف هو المحك الرئيسي لجهات تسويق الخضار والفواكه؛ حيث يتطلب تلبية الطلب في هذه الفترة إمكانات فنية في طرق نقل وتبريد السلع وتوفيرها بالشكل الملائم وبالسرعة المطلوبة للمستهلك، وهذا قد يكون صعبا على معظم المنافذ الصغيرة.
نمو متسارع لاستهلاك
الفواكه والخضراوات
كيف ترون نمو استهلاك الخضار والفواكه الطازجة في السوق السعودي؟
- في الواقع إن النمو لافت ومتسارع، إلا أنني أرى أنه ما زال دون المتوقع؛ باعتبار أن الوعي الصحي بأهمية المنتجات الطازجة السليمة ذات القيمة الغذائية المطلوبة ما زال دون مستواه رغم التحسُّن الملحوظ في هذا الجانب؛ فبالنظر إلى طريقة أسلوب اختيار الفرد لنمطه الغذائي في المملكة سنجد أنه بحاجة إلى مزيد من التثقيف والتوعية؛ حيث تستحوذ المأكولات غير الصحية على اهتمام جزء كبير من أفراد المجتمع، والمؤشرات والأرقام التي تكشف عن ارتفاع في إصابات الأطفال بالسكري والسمنة وغيرها كبيرة؛ وذلك نتيجة بطبيعة الحال للغذاء غير السليم؛ ما سيكون ثقلاً وعبئاً على القطاع الصحي وعلى المستهلك بسبب ضعف الوعي الغذائي. ومن هنا ندعو إلى ضرورة تضافر الجهود من أجل تغيير أنماط السلوك الغذائي وزيادة الوعي الصحي لشريحة المستهلكين.
* في حديثك عن الجودة ذكرت أن بعض المنتجات الموجودة حاليا في الأسواق ملوثة بنسب عالية، فهل يمكنكم توضيح ذلك؟
- تحدثت عن المنتجات الزراعية، وبإمكانكم الاطلاع على نتائج المختبرات التي تطرقت إلى هذه النقاط، والمختبرات ستعطي قراءة لنسبة التلوث ونسبة المبيدات الموجودة فيها، وأنا لا أقول للناس إن ما تأكلونه سموم، ولكن هدفي من ذلك زيادة الوعي لدى الناس، وأطلب منهم الحرص على شراء المنتجات عالية الجودة والموثوقة. والحقيقة أن هناك بعض المزارع تقوم برش بعض المبيدات بأساليب غير مقننة، وتم التطرق إليها قبل فترة، وظهرت تقارير في الصحف تؤيد ما ذكرت.
نسعى لإدراج بعض المزارع في القائمة السوداء
وهل عملية رش الزراعة تتم بناء على جهل المزارع أم أن هناك أهدافا؟ وما اقتراحك لكي تتم السيطرة على هذا الوضع؟
- غالباً يتم اللجوء إلى استخدام الأسمدة والمبيدات الكيماوية للحفاظ على شكل الثمرة ومظهرها، أو لتطويل قدرتها التخزينية؛ وذلك لمجابهة الطلب المتزايد وتحقيق الأرباح؛ حيث تعطي عملية الرش الثمرة مثلا حجما أكبر ونضارة أكثر. والخطورة تكمن في المبيدات التي تدخل قلب الثمرة، والتي تؤثر سلباً على صحة الإنسان، كما تستخدم الأسمدة الكيماوية لتنمية وزيادة المحصول. وهناك تقارير كثيرة أثبتت أن بعض هذه المنتجات احتوت على نسب كبيرة من الكيماويات الضارة أعلى من الحدود المسموح بها، ثم تصل إلى المستهلك. وخطورة هذا الوضع تظهر أكثر لدى الباعة المتجولين في الشوارع؛ فالمنتجات التي يقومون ببيعها غير معروفة المصدر، كما أنها تتعرض للتلف بسبب الحرارة والتلوث.
أما فيما يتعلق بالجزء الثاني من السؤال فنحن في ثمار نسعى إلى استحداث قائمة سوداء لإدراج المزارع المخالفة وعدم التعامل مع منتجاتها، كما يجب أن تكون هناك رقابة وعقوبات رادعة لضمان عدم استمرار المزارعين في عمليات الرش غير المقننة والسيطرة على سلامة المنتجات، ونحن بوصفنا ناشطين في هذا المجال وجدنا أن واجبنا لعلاج هذه المشكلة يحتم علينا أن نتوقف عن شراء هذه المنتجات مع تكثيف الأسلوب التوعوي بأهمية أن تكون المنتجات خالية من الأسمدة والمبيدات الكيماوية الضارة وتوعية المستهلك بذلك.
ولكن ما الذي يدفع إلى تصديق هذا الحديث وأنت طرف منافس في السوق؟
- في الحقيقة نحن لا ننافس بائعي الأرصفة، ولكني أقول يجب الحرص على شراء المنتجات الجيدة من المنافذ المعروفة والموثوقة، كما يجب أن نتذكر أن هذا البائع المتجول يبحث عن الربح ولا يهتم بالجودة، أما نحن في الشركة فنحرص على الحفاظ على سمعتنا وجودة منتجاتنا، إضافة إلى كوننا شركة وطنية متخصصة في مجال الخضار والفواكه واللحوم الطازجة.
مبادرة للتثقيف الصحي والغذائي
هل لكم أية مبادرات أو مشاركات في تثقيف المجتمع غذائياً وتسليط الضوء على هذا الجانب بوصفكم إحدى شركات تسويق المنتجات الزراعية واللحوم؟
- نعلن مجددا عبر هذا الحوار عن استعداد ثمار لتجسيد مبادئها والتزامنا بخدمة المجتمع والمشاركة في أية فعالية أو برنامج يسهم في نشر ثقافة الغذاء الآمن والصحي الطازج لدى المجتمع؛ حيث نحرص على القيام بدورنا من خلال نشاطنا اليومي في منافذ ومرافق الشركة، ومن خلال الإعلام أيضا، ونرحب بأي جهود مقترحة في هذا الجانب بما يضمن تجسيدًا لدورنا التكاملي والمؤسساتي مع أي أطراف أخرى سواء كانت حكومية أو خاصة.
ما أبرز الدول والمناطق المنتجة التي تتعاملون معها؟
- نحن في (ثمار) نوفر الفواكه والخضراوات الطازجة من الإنتاج المحلي والخارجي وفق عملية منظمة تضمن وصولها إلى المستهلك بأعلى معدلات الجودة المطلوبة، ونتعامل في استيرادنا الخارجي مع جزء كبير من دول العالم التي تختلف فيها المواسم الفصلية بما يضمن توفير الفواكه والخضراوات على مدار السنة، وهذا العمل يتطلب جهداً احترافياً ومتخصصاً، ولاسيما في وسائل النقل وتقنيات التبريد، ومسابقة الزمن في العملية مهم جدا في سبيل الحفاظ على الصورة الذهنية الإيجابية لدى المستهلكين لنوعيات ومستوى منتجات الشركة.
بالنسبة إلى حصة الشركة السوقية كم تمثل إلى حجم السوق؛ فنحن بوصفنا متابعين نرى أن الشركة توجهت إلى فتح فروع وإغلاق فروع أخرى؟
- حصتنا السوقية ليست كما نطمح إليها أن تكون، ولكننا ننظر إلى الشركة على أنها ستكون لاعبا رئيسيا في القطاع؛ ولذلك تم التركيز على الجانب التسويقي، وكما ذكرت لك الشركة دخلت سابقاً في عمليات إنتاجية استنزفت موارد كبيرة، ولم تكن مثمرة، ووجدنا أن عملية تسويق المنتجات أفضل من الدخول في عملية الإنتاج، وهذا يساعدنا على تنمية حصتنا السوقية عوضا عن عملية منافسة المنتجين أنفسهم. وعودة إلى سؤالك، نحن الآن نبحث عن عملية الانتشار في جميع مدن المملكة، والآن اتجهنا إلى تعديل أوضاعنا، وسنبدأ من مدينة الرياض ومن ثم ننتقل إلى المدن الأخرى، حتى يكون التركيز على كل المدن.
أما بالنسبة إلى إغلاق فروع وفتح فروع جديدة فهذا يتعلق بالمعايير التي بدأنا بتطبيقها، والتي تعنى بفعالية الموقع وتأثيره على مبيعات وربحية الشركة، بمعنى آخر يجب أن يساهم الفرع في تحقيق الأهداف التسويقية والربحية للشركة.
استراتيجية جديدة وتحوُّل قادم
من ناحية قياس الأداء على الشهور الماضية، التي تضمنت فترة تسلمكم المهام في إدارة الشركة، ماذا حققتم؟ وكم قطعتم من الطريق؟
- من ناحية الأداء المالي لثمار لم يكن ربحيا، ونحاول حاليا عبر الاستراتيجية الجديدة الخروج من مرحلة كانت صعبة على الشركة. ولكي تُحوَّل هذه الخسائر إلى أرباح هناك أعمال كثيرة يجب القيام بها، منها ما يتعلق بالموظفين، ومنها ما يتعلق بالنشاط وكذلك الفروع والمبيعات والتكاليف.. إلى آخره، وطبعا هذه الأمور تتم معالجة الكثير منها، والشركة برأيي ستظهر نتائج أعمالها الفعلية خلال 2011 إن شاء الله، وفي ذلك الوقت سنكون انتهينا من عملية التجهيزات اللازمة للانطلاق في السوق، وستكون ولادة جديدة للشركة.
بالنظر إلى سلاسل الإمداد الغذائي هل هناك تغير في توجُّه الشركة؟
- مما لا شك فيه أننا ركَّزنا كثيرا على عملية التسويق لمرحلة ما بعد الحصاد حتى وصول المنتج إلى المستهلك النهائي، وهذه العملية تتطلب مجهودًا كبيرًا وأدوات كثيرة في مرحلة التخزين أو معالجة المنتجات وفرزها، وكل ما يتعلق بتلك المرحلة من أعمال يساعد الشركة على تحقيق الغرض الأساسي وهو العمل كحلقة وصل بين المنتج أو المزارع والمستهلك النهائي.
خطة نموذجية وفشل في التنفيذ
في نظر المتابعين لأداء ثمار يرون أن الخطة السابقة كانت نموذجية، ولكنها فشلت على أرض الواقع، فما تفسيرك لذلك؟ وما المعطيات التي علي ضوئها تختارون الفروع؟
- نحن شركة تسويقية لم تؤسس لكي تنتج، وهدفها الحقيقي هو تحقيق التكامل بين المزارع والمستهلك، وأن تكون حلقة الوصل بينهما، وهذه أصعب المراحل؛ حيث إن أية جهة تدخل في مجال التسويق الزراعي والحيواني تواجه مشكلة هي أن هذه المنتجات سريعة التلف. صحيح أننا نذكر كلمة التخزين، ولكن هذا التخزين في أغلب المنتجات لا يتجاوز الساعات؛ لأن المنتجات لا تتحمل التخزين لفترات طويلة؛ وبالتالي عند الدخول إلى هذا المجال تجد صعوبة ومخاطر جمة إن لم يتم التعامل مع هذه المنتجات بقدرات وتجهيزات فنية عالية. كما أن اختيار الشريحة التسويقية التي تتعامل معها الشركة له أهمية بالغة بمكان؛ حيث يؤثر على قدرة الشركة في خدمة الشريحة المستهدفة والربحية الناتجة عن هذه الخدمة. وكما أشرنا سابقاً اختيار الفروع يتم بناء على معطيات عدة، أهمها الكثافة السكانية ووجود الشريحة المستهلكة، وهذا هو المعيار الرئيسي، وهناك عوامل أخرى منها سهولة الوصول إلى الموقع ومساحته، وفي الوقت نفسه مدى ظهوره.
وماذا عن توجهكم إلى الزراعة بالخارج؟
- دور ثمار بوصفها شركة تسويق متخصصة هو العمل على توفير المنتجات للمستهلك محلياً أو من الخارج، وإذا لم نستطع توفير المنتجات المطلوبة من هذه المصادر سنتجه إلى توفيرها من خلال شراكات مع متخصصين لديهم الخبرة الكافية بالإنتاج، ولكننا لن نكون الشركة الطرف المعني بالإنتاج بشكل رئيسي.
الزراعة العضوية..
الجودة تستحق السعر
وماذا عن المنتجات العضوية.. وماذا توفرون منها؟
- هي زراعة لا يدخل في إنتاجها أي مواد كيميائية، وتعتمد على السماد العضوي والتربة والمياه النقية فقط، وهي الأكثر فائدة للمستهلك من حيث الحفاظ على الصحة والقيمة الغذائية، فإنتاج وعرض المنتجات العضوية قليل؛ ولذلك نجد سعرها عاليا، وتقوم وزارة الزراعة حالياً بتشجيع زراعة هذه المنتجات، كما قامت بتكوين لجنة خاصة بتطوير هذا القطاع.
ألا تعتقد أن كلمة عضوي غير معروفة للمستهلك، ويفضل استبدال كلمة منتجات طبيعية لم تتعرض للمواد الكيميائية بها؟
- المنتج العضوي باختصار هو المنتج الطبيعي الذي لم تتم معالجته بأي منتجات كيماوية تسرع من نموه أو تحسن من مظهره؛ الأمر الذي يساهم في ارتفاع تكاليف المنتج العضوي مقارنة بالمنتج المعالج؛ لذا تجد أن سعر المنتج العضوي يتجاوز سعر المنتج غير العضوي بكثير.. ولكن يجب أن نتذكر أن الصحة لا تعادل بثمن؛ ولذلك نحن في الشركة نبحث عن المنتجات العالية الجودة ونوفر بعض المنتجات العضوية.
هل هناك صعوبة في زراعتها في المملكة؟
- لا توجد صعوبة لأن المملكة تتمتع بمناطق زراعية شاسعة، ويمكن زراعة أي منتج فيها، وإذا زادت عمليات الزراعة العضوية سيسهم ذلك في تخفيض الأسعار.