الجزيرة - عبد العزيز العنقري
ذكر محللون أن شركة بريتش بتروليوم قد تواجه مخاطر كبيرة ومفتوحة الاحتمالات نتيجة عدم قدرتها على وقف التسرب النفطي في خليج المكسيك إلى درجة أن بعضهم توقع أنه في حال لم تستطع الشركة معالجة الموقف سريعاً قد تفلس نظير الالتزامات الكبيرة التي قد تواجهها.. وكانت تطورات تسرب النفط من خليج المكسيك بدأت تأخذ أبعاداً كبيرة بعد أن تجاوز عمر المشكلة شهرين إلى الآن.. حيث قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما في آخر خطاباته إن التسرب النفطي بخليج المكسيك اعتداء على مواطني وشواطئ الولايات المتحدة الأمريكية.. وحذَّر من أن الكارثة كبيرة.. وفي اجتماعه الأخير مع مسؤولي شركة بريتش بتروليوم ألزمهم بدفع تعويضات للمتضررين.. حيث وافقت الشركة على فتح صندوق بقيمة 20مليار دولار لذلك الغرض وتتفاقم مشكلة التسرب يوماً بعد يوم بعد أن فشلت كل الحلول التي قامت بها الشركة خصوصاً أن حجم التسرب ارتفع بشكل كبير.. حيث قدَّر خبراء أمريكيون حجمه حالياً بحوالي 35 إلى 60 ألف برميل يومياً.. بينما كانت تقديرات الشركة تقف عند 15 ألف برميل سابقاً وتقوم الشركة حالياً بسحب النفط المتسرب عبر سفن عملاقة.. لكنها لم تف بالغرض الأمر الذي أرغم الشركة على بدء العمل بالخطة الثانية من صباح الأربعاء الماضي.. حيث تحاول رفع حجم النفط المتسرب إلى 28 ألف برميل من 18 ألفاً.. غير أن المشكلة بدأت تأخذ أبعاداً خطيرة على البيئة.. فالتقديرات الأولية تشير إلى تكاليف قد تصل إلى 23 مليار دولار على أقل تقدير لتنظيف ما خلفته الكارثة إلى الآن.. بينما قدر بنك ستاندر تشارتر أن عملية إيقاف التسرب ومعالجة الوضع البيئي ستتخطى 40 مليار دولار بخلاف التعويضات التي بدأت الشركة برصد المبالغ المخصصة لها بعد الاجتماع مع الرئيس الأمريكي حيث أوقفت الشركة صرف أرباح الربع الأول وأعلنت عن توقفها لصرف أرباح عن الربعين الثاني والثالث ويبرز أكبر المتضررين من ذلك الصناديق السيادية لأكبر أربعة مساهمين منهم الكويت ثاني أكبر المستثمرين بالشركة والصين والنرويج وسنغافورة التي تتراوح ملكياتها ما بين 1 إلى 1.8% حيث قدرت خسائرهم الرأسمالية جراء انخفاض سعر السهم بالأسواق العالمية بحوالي 5 مليارات دولار إلى الآن.. وكانت الشركة قد هوت أسعارها بالبورصات بشكل حاد حيث فقدت قرابة 90 مليار دولار إلى الآن، وبالرغم من أن الشركة تفوقت بحجم إنتاجها من النفط والغاز عام 2009 على جميع الشركات العالمية لكن ذلك لم يشفع لها بأن يحافظ سعر سهمها على مستوياته التاريخية.. حيث هبط من 56 دولاراً إلى 30 دولاراً في أقل من شهر من 12مايو الماضي.. وفيما تسعى الإدارة الأمريكية لحل المشكلة بشكل سريع إلا أن أصواتاً عديدة تنتقد إدارة أوباما في تعاطيها مع الحادث العظيم.. مما جعل الرئيس الأمريكي يقوم بخمس زيارات لموقع الحادثة في أسبوع واحد ويتخذ إجراءات عديدة طلب فيها بعض الاعتمادات المالية العاجلة للولايات المتضررة بخلاف ما أسفر عنه من ضغط على الشركة للقيام بالتزامها بالتعويضات المترتبة عليها.. وقد تكلفت الشركة إلى الآن مبالغ فاقت 1.6 مليار دولار لمعالجة التسرب دون أي نتيجة ملموسة حتى الآن.. ويستبعد خبراء أمريكيون أن يكون هناك حل عاجل للأزمة وعبروا عن قلقهم جراء الأضرار إلى درجة وصف فيها أحدهم بأن التقديرات المتوقعة لتداعيات الأزمة صعبة التقدير من حيث التكلفة وحجم الضرر.. ويرون بأن الآثار ستستمر لسنوات وليس لأشهر كما اعتقد البعض.. وقد شجعت هذه الحادثة الرئيس الأمريكي للطلب من المواطنين الاعتماد على الطاقة النظيفة بشكل أكبر بالمستقبل في دلالة على ما كان ينادي به في أيام حملته الانتخابية من ضرورة تقليص اعتماد أميركا على النفط كمصدر للطاقة وخصوصاً المستوردة.