مع كل المحاولات التي تبذلها الولايات المتحدة لإحباط جهود إيران في تطوير برنامجها النووي الهادف إلى إنتاج أسلحة نووية، إلا أن أمريكا تثير نوعاً من الإحباط، بل وحتى السخط في الأوساط العربية والإسلامية، لإجهاضها أي محاولة لكشف الترسانة النووية الإسرائيلية، فالتهديد الرئيسي نابع من إيران، أما المخزون النووي الإسرائيلي فيُحظى بالدفاع والحماية الأمريكية!
ومع أن واشنطن توصلت مع موسكو إلى توقيع اتفاقية ثنائية لإلغاء متبادل للترسانات النووية الهجومية في أبريل، والتعاضد لتحويل منطقة الشرق الأوسط إلى منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل، ودعوة جميع الدول إلى الالتزام بأحكام معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.. إلا أن هذا الالتزام الأمريكي لم يخفف من معارضة واشنطن وبشدة كل المحاولات التي بُذلت لإشراك الكيان الإسرائيلي في خطط تنظيف الشرق الأوسط من الأسلحة النووية. ومع أن إسرائيل، وبما تمتلكه من ترسانة نووية، تشكِّل عقبةً لتحقيق هذا الغرض، إلا أن واشنطن تدافع عن إسرائيل، وتوجه اتهاماتها فقط للدول المجاورة والتي عليها أن تتخلى عن طموحاتها الهادفة إلى تصنيع الأسلحة النووية، فيما تدافع عمن يمتلك الأسلحة النووية ذاتها!
نعم جميعاً نساند جهود أمريكا في اعتراض سبيل أي دولة من دول الشرق الأوسط من تصنيع أسلحة نووية، سواء كانت تلك الدولة إيران أو غيرها، إلا أنه يجب أن يكون موقف أمريكا متوافقاً مع مواقف روسيا والصين وفرنسا التي تدعو على الدوام إلى التخلي عن أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط من دون أي تحفظات، وهو الموقف الذي تدعو إليه الدول العربية، وبالذات المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربية التي تعمل ومن خلال جميع لقاءاتها مع أمريكا وغيرها وفي كل الاجتماعات والمحافل الدولية، لدفع حلفاء وأصدقاء تل أبيب من أجل التعاون لتنظيف منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية، لأن إصرار إسرائيل على الشذوذ وعدم التعاون سيدفع الدول الأخرى إلى تحصين أمنها القومي والسعي إلى تصنيع الأسلحة النووية، وما إيران إلا البداية.
jaser@al-jazirah.com.sa