Al Jazirah NewsPaper Saturday  19/06/2010 G Issue 13778
السبت 07 رجب 1431   العدد  13778
 
حديث المحبة
عندما يتكلم الخونة..!!
إبراهيم بن سعد الماجد

 

من الأمور المثيرة للضحك المشحون بالألم، تكلم خونة الأمة والمتربصين بها من أي فئة كانت في أعراض نسائنا وأهمية الدفاع عنهن، والحاجة الملحة لمنحهن الحرية أياً كانت هذه الحرية المزعومة. تغمض عينيك وتفتحها فإذا أمور قد استجدت وخطوب قد ادلهمت، فلا تدري هل أنت غائب أم مغيب أم أن ما يحصل هو نذير بنهاية قد اقتربت لعالم طغى فيه الشر على الخير، وبات العاقل حيران، وصار من يدعو إلى الخير متهماً حتى وإن لم يأت بجديد، ومن يدعو للشر في كلامه نظر وإن كان الحق أبلج.

بالأمس كان خونة الدين والوطن يتربصون بصغارنا واليوم ينكلون ببناتنا ويأتون ببهتان القول وعجيب الكلام مدعين حرصهم عليهن وهم من جرهن إلى مهاوي الردى ومستنقات الضياع.

لن آتي بأسماء فلان أو فلانة ممن كان له ولها نصيب من هذه الخيانات أو من هذا الغدر فالقضية ليست قضية أشخاص بعينهم بقدر ما هي قضية فكر وعقيدة ضلال، نسعى كمجتمع تدعمه دولة تحب الخير وتكره الشر وتسعى لرقي الوطن وسلامة المعتقد في مسارات نهضة نهدف من خلالها تقوية هذه الأمة التي أصابها الهوان في أكثر من مفصل من مفاصل قوامها، وخارت بعض قواها بسبب أبنائها، ومع كل هذا السعي الحثيث يأتي من يحاول جاهداً أن يعيدنا إلى الوراء، بل إلى ما هو أخطر يريد لهذا الوطن تفككاً ولهذا الدين خواراً، وأنى له ذلك ما دامت هذه اللحمة بين القيادة والمواطن، هذه اللحمة التي لم تكن وليدة اليوم بل إنها منذ تأسيس هذا الكيان العظيم وما ذلك إلا باعتصام الجميع بحبل الله.

لذا فإن من الأهمية بمكان تقوية هذه اللحمة والسعي دوماً في الاتجاه الذي يقويها مهما كانت التكلفة ومهما كانت المعوقات.. ليس ثمة معوقات ولله الحمد ولكن ثمة أنفس مريضة، والمريض يحتاج لعلاج، والعلاج لكثير من هذه الحالات معروف وميسر.

إنني أعتقد جازماً بأن قوتنا نابعة كما أسلفت من لحمتنا، ولذا فعلينا أن نطهر صفوفنا من النفعيين والمتنطعين والمتزلفين الذين يقولون ما لا يفعلون ويفعلون بما لا يؤمرون فيفسدون أكثر مما يصلحون، وأن على كافة رجال هذا الوطن أن تكون أنفسهم سامية وأعناقهم مشرئبة لشموخ الوطن وسعادة المواطن لا أن تكون أعناقهم مطأطئة لا تتجاوز جيوبهم وكراسيهم التي لن تبقى ولكن الوطن هو الذي يبقى.

نتألم كثيراً عندما نرى شيئاً يمكن أن يعمل ولا يعمل أو شيئاً عمل وكان من المفروض ألا يعمل ويزداد ألمنا ألماً عندما نعلم بأن كل ما حصل ما هو إلا لمصلحة ذاتية دونية دنيئة..!!.

عندما يتكلم خونة الوطن فلا شيء يمكن أن يقال إلا خسئ كل من أراد بهذا الوطن سوءاً وخسئ كل من تطاول على هذا الوطن.. وطن الإسلام وقبلة المسلمين، فلن تثنينا أقاويلهم، ولن تزعزعنا تهديداتهم فنحن بالله أقوى من كل خائن ناقض لبيعة منعتق من جماعة مسلوب الإرادة.



almagd858@hotmail.com

 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد