خطان تفاوضيان متلازمان بالرغم من رغبة الأطراف المتداخلة في هذه المفاوضات عدم الإشارة إلى ذلك.

الوضع في الشرق الأوسط، والملف النووي الإيراني.. فالقضية الفلسطينية التي هي مفتاح حل قضايا الشرق الأوسط التي أخذت تتوالد منذ فرض إقامة الكيان الإسرائيلي في المنطقة، لا يمكن أن تُعالج ما لم تُعالج القضية الفلسطينية وبصورة عادلة تعيد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وتوقف الاضطهاد والظلم المرتكب من الإسرائيليين وبدعم وغطاء من قوى دولية تخوض هي الأخرى صراعاً من خلال الملف النووي الإيراني، لا تخفي رغبتها في تحسين موقفها في هذا الملف من خلال تفعيل أدوارها في الملف الآخر، ملف الشرق الأوسط، وذلك بتوظيف علاقتها مع الكيان الصهيوني و»إقناعه» بالاستجابة إلى ما يطلبه الفلسطينيون وبخاصة فيما يتعلق بتخفيف الحصار عن أهل غزة.. حتى تستطيع القوى الدولية.. وبالذات الغربية تقوية تحالفها للضغط على النظام الإيراني حتى يستجيب للضوابط التي وضعتها وكالة الطاقة النووية لتأكيد الاستعمال السلمي للبرنامج.. ولهذا فقد تزايدت زيارات المسؤولين الأمريكيين لتل أبيب، وكذلك زيارات الإسرائيليين إلى واشنطن.. ومنهم رئيس الحكومة نتانياهو.. وأعقب ذلك ظهور إشارات من الإسرائيليين تشير إلى اتخاذ خطوات لتخفيف الحصار عن قطاع غزة، والسماح بدخول سلع غذائية جديدة.

هذه الخطوات الإسرائيلية تظل قليلة جداً فيما يجب على الإسرائيليين القيام به للتخفيف عن الفلسطينيين، والتي من أهمها إنهاء الاحتلال المفروض على الأراضي الفلسطينية.. والإسراع بإقامة الدولة الفلسطينية، إذ إن الثمن الذي تُطالب بها الدول الغربية، الدول الإسلامية والعربية لدعم مواقفها في المسار التفاوضي الثاني، الملف النووي الإيراني الذي يفرض التزامات كبيرة لا يوازيها إلا تنفيذ مطالب كبيرة.

***