الحديث عن توجه القنوات الفضائية إلى المسلسلات المدبلجة، بسبب أسعار الأعمال التلفزيونية العربية، هو واحد من أهم القضايا المثيرة للجدل. وفي رأيي أن ارتفاع أسعار المسلسلات التي يبيعها المنتجون العرب للقنوات الفضائية، يجب ألاّ يكون مبرراً للاتجاه إلى المسلسلات «الهايفة» المملوءة بالحب «الخايس» واللقاءات والمواعدات والخيانات، ناهيك عن عروض الأزياء شبه العارية وعن تكريس القيم الفاضحة البعيدة كل البعد عن الأخلاق.
إننا بدل أن نتوجه لمسلسلات هابطة لا تمثل أخلاق البلدان التي أتت منها، بقدر ما تمثل مؤسسات فنية ربحية، يجب أن نتوجه لإصلاح الواقع الإنتاجي للمسلسلات العربية، في محاولة لمعرفة لماذا وصلت أسعارها لهذا الحد، وهل مَنْ يرفع الأسعار هم المنتجون أم المشترون الذين لهم مصالح مادية مع البياعين؟!
إننا حينما نسكت عما يحدث في القنوات الترفيهية، فإننا لا محالة سنرضخ للتوجه الإعلامي الذي سيخلق أجيالاً استهلاكية، تلبس ما يلبسه الممثلون، وتتحدث مثلهم وتأكل أكلهم وتدخن سجائرهم وتشرب مشروباتهم وتتحرش كتحرشاتهم وتمارس نفس الجدول اليومي لهم. وحينما يتكرس هذا النمط لدى الشاب والشابة، فإن كل البرامج التربوية لن تتمكن من تغييره. وشاب وشابة بهكذا سلوك وهكذا ثقافة لن تستطيع أن تتحاور معهما، لأنهما اغتربا عنك بمسافات شاسعة.
إن من الأسهل أن تدعم مؤسسات الإنتاج، المسلسلات العربية والكاتب العربي والممثل العربي والمخرج العربي، فمهما كانت مشاكل هؤلاء، فإنها أهون بمليون مرة من مشاكل المسلسلات المدبلجة.