الحمد لله الذي أنزل القرآن وجعله بشيراً ونذيراً وتكفل بحفظه على مرِّ الدهور والعصور، حين قال سبحانه وتعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين القائل: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه).
وبعد:
فإن مما شرّف الله به بلاد الحرمين الشريفين أن صدع الوحي بالقرآن بين جنباتها فأضاءت به من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، فهي مهبط الوحي ومنبع الرسالة وأصل الديانة.
فالقرآن الكريم هو المنهج القويم الذي قامت عليه هذه البلاد منذ تأسيسها إلى يومنا هذا. والقرآن الكريم هو الشرع الذي تحكم به وتنهل منه وتسير إليه فكان الفوز والفلاح والظفر والنجاح في الدنيا والآخرة. فبحفظ بلادنا للقرآن حفظها الله وبحراستها له حرسها الله وبنشرها له نشر الله ذكرها وعزها وكرامتها.
وما أدل على ذلك من مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف الذي وصل به القرآن إلى أرجاء الأرض كلها وما عناية الحرس الوطني بالقرآن وأهله إلا سنّة حسنة من الرعيل الأول وعادة حميدة دأب عليها ملوك هذه البلاد منذ نشأتها. وإن الناظر في مجالس سيدي خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - وهو يرى السكينة تغشاه والقرآن يُتغنى به لتطمئن نفسه ويعلم أن هذا الرجل عرف فلزم (إذا عرفت فالزم) عرف قدر هذا القرآن فلازم مجالسه.
وإن ملكاً هذا طبعه لحقيق أن يُقتدى به ويدعى له بكل خير وأن مسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن للعسكريين لخير شاهد على ما نقول، فهو حفظه الله يرعاها بنفسه وينفق عليها من حر ماله وهو بذلك يدفع رجال الحرس الوطني إلى أصل الدين وركنه الركين يدعوهم إلى الطريق العدل والمنهج الوسط {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} ولا شك أن هذه المسابقة هي من إجلال الله جلّ جلاله. فقد روى عن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم قوله: (إن من إجلال الله إجلال ذي الشيبة المسلم وحافظ القرآن). ولا شك أن من أهداف هذه المسابقة الجليلة العلم والعمل. فقد سُئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (كان خلقه القرآن). وسُئلت عن وصف أصحابه فقالت: (كان أحدهم قرآناً يسير على الأرض).
والحمد لله أنّا في قطاعنا الغربي نرى بركات هذه المسابقة على مستوى الفرد والجماعة وما عند الله مما لا نعلم خير وأبقى.
وأخيراً: نسأل الله أن يحفظ سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ما يوليه لبلاد الحرمين من خير ونفع وما خص به الحرس الوطني من بذل وإحسان، كما نسأله سبحانه أن يجعل هذه المسابقة في ميزان حسناته وميزان كل من سعى وبذل لها، وأن يحرس بلادنا بقرآنها ودينها من كيد الكائدين وحقد الحاقدين. إنه ولي ذلك والقادر عليه، والحمد الله رب العالمين.
وكيل الحرس الوطني للقطاع الغربي