تعدُّ مسابقة الحرس الوطني لحفظ القرآن الكريم للعسكريين برعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- في دورتها السابعة؛ عطاءً مباركاً من عطاءات ملك الإنسانية أطال الله بعمره حيث تكفل برعايتها كل عام للعسكريين بالحرس الوطني على نفقته الخاصة وهذا دليل على حرصه وتشجيعه على حفظ كتاب الله وتقوية ارتباط العسكريين به.
وهذه المسابقة التي انطلقت عام 1422هـ تحظى باهتمام ومتابعة دائمة من قبل مسؤولي الحرس الوطني حيث أخذت المسابقة في التطور والنمو عاماً بعد آخر حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من مكانة عالية تفوق مثيلاتها من المسابقات.
فهذه البلاد المباركة اعتنت بكتاب الله -سبحانه وتعالى- تعلماً وتعليماً وتحاكماً إليه والتزاماً بهديه القويم.
إن المتأمل في الأعداد الكبيرة من حفظة كتاب الله الكريم الذي يتخرجون بالآلاف سنوياً من طلاب الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم في مدن المملكة؛ يدرك الجهد الكبير الذي بذلته الدولة -وفقها الله- متمثلة في وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في تحفيظ القرآن الكريم والعناية به.
و بهذه الثمار المباركة والنتائج المبهرة ما كانت لتظهر لولا توفيق الله أولاً ثم الدعم غير المحدود من حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- الذي حدث في عهده الميمون أعظم خدمة لكتاب الله تعالى على مدى الزمان، ويشهد بذلك كل مسلم تنور قلبه وعقله بنور القرآن الكريم، ولو تتبعنا تلك الجهود لوجدناها تتمة وإضافة عظيمة لما قام به إخوانه ملوك هذه البلاد المباركة في العهود الماضية وقبلهم والدهم المؤسس -رحمه الله- لخدمة هذا الكتاب الكريم في المملكة العربية السعودية.
فكم من سكينة نزلت على بلادنا بسبب هذه الحلقات المباركة ؟ وكم من رحمات غشيت مجتمعنا من نور هذه الحلقات؟ وكم من ملائكة تحف بلادنا إكراماً وإجلالاً لأهل القرآن؟
وامتداداً لهذه الجهود الخيرة التي حفلت بها أرجاء المملكة العربية السعودية فقد حرصت على نقل هذا الخير إلى بلدان العالم وحيثما وجد المسلمون فمدت جسور الخير والعطاء وساهمت بأموالها وبجهود أبنائها لنشر كتاب الله تعالى، فأقامت الجمعيات القرآنية وساهمت في بناء وتسيير الكليات والمعاهد القرآنية المتخصصة ودعمت المسابقات القرآنية الدولية ووزعت نسخاً لمصحف الشريف على الجهات الإسلامية جميعها في العالم واعتمدت ميزانيات ضخمة لتشجيع طلاب القرآن الكريم وتكريمهم، ممثلة في الهيئات واللجان الخيرية السعودية وفي مقدمتها برنامج تحفيظ القرآن الكريم التابع لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية بالمملكة العربية السعودية.
وأسأل الله العزيز القدير أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا سيدي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمين وسمو سيدي النائب الثاني وكل من في هذه البلاد الغالية وأن يديم علينا نعمتَي الأمن والإيمان.
وكيل الحرس الوطني للقطاع الشرقي