تجرح وتداوي، هكذا هي السياسة الإسرائيلية في تعاملها مع الشعب الفلسطيني، ومع أن مداواتها ليست ذات قيمة، إلا أن جرحها مؤلم.
جرح الكيان الإسرائيلي الجديد هو المصادقة على إقامة 1600 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة (رمات شلومو) شمال مدينة القدس المحتلة.
هذا الجرح جاء قبل أن تعلن الحكومة الصهيونية برئاسة نتنياهو أنها ستخفض الحصار عن قطاع غزة وتسمح بدخول مائة سلع غذائية جديدة. (تداوٍ جزئي) مقابل جرح غائر، فالتوسع في إنشاء الوحدات السكنية، أكبر خطر يواجهه الفلسطينيون؛ فهي تهدد بضياع الأرض والوطن وتكريس الاحتلال، فالاستعمار الاستيطاني أخطر وأبشع أنواع الاستعمار ولا يجدي تجاهه أي تداوٍ..!! والغريب أن قرار المصداقة على إقامة 1600 وحدة استيطانية في مستوطنة (رمات شلومو) التي أنشئت لالتهام مدينة القدس واستكمال تهويدها وعدم إعادتها للفلسطينيين وللأبد كما يردد الإسرائيليون.
الغريب أن قرار المصداقة جاء قبل وصول المبعوث الأمريكي لما يسمى بعملية السلام (جورج ميتشل) للمنطقة.
وهذه الفعلة الإسرائيلية تكررت، ومثلما تجاهلت حكومة نتنياهو انتقادات الإدارة الأمريكية ولم تلتفت إليها عندما استسبقت وصول نائب الرئيس الأمريكي جو بايدين إلى الأراضي الفلسطينية قبل أشهر، تجاهلت أيضاً طلبات أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون التي ما انفكت تطالب الكيان الإسرائيلي بوقف الاستيطان، وكل الذي خرج به أوباما وكلينتون هو وعد من (الحليف المزعج) نتنياهو بوقف جزئي لمدة عشرة أشهر في بناء المستوطنات في الضفة الغربية من فلسطين، إلا أنه رفض وقف البناء والتوسع في إقامة المستوطنات في القدس الشرقية المحتلة التي يفترض أن تكون عاصمة الدولة الفلسطينية المنتظرة.
jaser@al-jazirah.com.sa