بغض النظر عن النتيجة التي آلت إليها مباراة البرازيل وكوريا الشمالية، وهي نتيجة متوقعة قبل اللقاء؛ لقوة الأول واعتماد الثاني على الدفاع فقط، وهو ما ساعده في الوصول إلى المونديال، ولكنه لا يمكن أن يصمد أمام عتاولة المنتخبات الكبرى وهدافيها الكبار.. أقول: بغض النظر عن كوريا الشمالية فإن جارتها الجنوبية واليابان قد حملتا بنجاح لواء الدفاع عن الكرة في القارة الصفراء، ونجحا في إحباط مخطط تكسير مجاديف الكرة في آسيا؛ فكوريا هزمت بطل أوروبا 2004م بهدفين رائعين وبأداء راقٍ جدًّا، واليابان روَّضت أسود الكاميرون بأسلوب الكبار وبخبرة اكتسبوها بسرعة تُدرَّس للأجيال.. كما أن هذين المنتخبين أكدا بُعد نظر وفَهْم رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام حين وقف بقوة أمام محاولات التقليل من المستوى الآسيوي، وراهن على وصول منتخب أو أكثر إلى الدور الثاني، وقد يكون أبعد من ذلك، وهو رأي بُني على معطيات كثيرة أكد من خلالها ابن همام متابعته وثقته ودعمه للمنتخبات الآسيوية.
إن ما يقدمه الكوريون الجنوبيون واليابانيون يذكِّرنا بالقطب الثالث (المنتخب السعودي)، الذي فرض على الفيفا إعادة النظر في عدد المقاعد الآسيوية في المونديال بعد أدائه المبهر في أمريكا عام 94م، وتواصل ظهوره في مونديلات فرنسا واليابان وكوريا وألمانيا، وغاب عن هذا المونديال للمرة الأولى منذ ستة عشر عاماً، ولكن ذكريات انتصاراته وهدف العويران التاريخي وأهداف سامي الجابر الثلاثة التي أنصفته ورفعته مع أساطير العالم وهدف الثنيان وهدف الغشيان وهدفَيْ فؤاد أنور ما زالت بالذاكرة العالمية التي تحتفظ بتاريخ المونديال جيدًا.
بقي أن أشير إلى إيماءة الزميل الأستاذ محمد البكر أمس في (الرصيفة اليوم) حين تطرَّق إلى الخيبة العربية والاحتفال بصورة بدلاً من الاحتفال بإنجاز، وهو التقاط رائع لصحفي كبير وقدير.
ومع المونديال يتجدد اللقاء غدًا.