Al Jazirah NewsPaper Wednesday  16/06/2010 G Issue 13775
الاربعاء 04 رجب 1431   العدد  13775
 
ولي العهد: أعمال خادم الحرمين ونظرته الثاقبة شملت مختلف المجالات التنموية

 

رابغ - واس

شهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الحفل الخطابي المعد بمناسبة زيارة سمو ولي العهد لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية.

وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم، ثم شاهد سمو ولي العهد والحضور عرضاً مرئياً عن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية التي تمتد على مساحة قدرها 168 مليون متر مربع وتتألف من الميناء البحري ومجمع الصناعات ومنطقة المنتجعات ومنطقة المؤسسات العلمية البحثية وحي الأعمال المركزي والأحياء السكنية.

بعد ذلك ألقى محافظ الهيئة العامة للاستثمار الأستاذ عمرو بن عبدالله الدباغ كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد معرباً عن شكره وتقديره لسموه على اهتمامه الدائم بتشجيع الاستثمار في المملكة ودعمه للمدن الاقتصادية بصفتها واحدة من أهم قنوات جذب الاستثمارات في المملكة وتوجيهاته السديدة لتطوير بيئة الاستثمار. وقال: إن حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد وسمو النائب الثاني قدمت خلال السنوات الماضية دعماً غير محدود لقطاع الاستثمار، وتم إجراء العديد من الإصلاحات الاقتصادية وتطوير العديد من الأنظمة، مشيراً إلى أن تلك الإصلاحات والتنظيمات أدت إلى تحسين بيئة الاستثمار المحلي والأجنبي في المملكة، وحصولها على المركز الأول بين دول الشرق الأوسط، والمركز الثالث عشر على مستوى العالم، من حيث تنافسية بيئة الاستثمار، عام 2009م بعد أن كانت في المركز السابع والستين عام 2005م، والذي أعلن عنه البنك الدولي من خلال تقرير سهولة أداء الأعمال.

وأوضح أن هناك علاقة وطيدة بين مدى تنافسية بيئة الاستثمار في مختلف الدول، وتدفق رؤوس الأموال إليها، فقد احتلت المملكة في نفس العام المركز الأول بين دول الشرق الأوسط، من حيث التدفقات الفعلية للاستثمارات الأجنبية المباشرة، واحتلت المركز الرابع عشر عالمياً، وذلك وفقاً لتقرير الاستثمار العالمي 2009م الصادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد).

ورأى أن هناك خمسة عوامل رئيسية مهمة لجذب الاستثمار إلى أي مكان وهي وجود بيئة استثمارية آمنة وجاذبة للاستثمار، والاستغلال الأمثل للمزايا النسبية، وتوفر قنوات تمويلية ملائمة، وتوفر بنية تحتية عصرية، وتوفر رأس المال البشري الملائم لاحتياجات سوق العمل في القطاعات المستهدفة.

وأضاف أن هيئة المدن الاقتصادية ستسعى بتوجيه ودعم من قيادة المملكة وبالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة إلى توفير كل هذه العوامل في المدن الاقتصادية بإذن الله، وذلك بعد أن تم خلال السنوات الماضية إطلاق العديد من البرامج والمبادرات التي استهدفت رفع تنافسية المدن الاقتصادية وقدرتها على جذب الاستثمارات السعودية والخليجية والعالمية للإسهام في تحقيق الأهداف التنموية للمملكة العربية السعودية.

وعبر محافظ الهيئة العامة للاستثمار عن شكره لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة على زياراته المتكررة لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية ودعمه الدائم لها، كما توجه بالشكر لمعالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف ولمعالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي ولصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن تركي بن عبدالعزيز مستشار وزارة البترول والثروة المعدنية على احتضان المدن الاقتصادية لبعض المشاريع.

كما عبر عن شكره لمعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة على دعمه لإقامة مدينة إعلامية داخل مدينة الملك عبدالله الاقتصادية. وبين أن تأسيس المدن الاقتصادية تم لتحقيق عدة أهداف أهمها؛ إيجاد الفرص الوظيفية وتأهيل وتدريب أبناء وبنات الوطن لشغلها وقد حرصنا منذ البداية أن يكون بناء الإنسان قبل بناء البنيان، وتم إطلاق عدة برامج للتدريب في الداخل ومنح للتعليم في الخارج بالتعاون مع عدد من الشركاء الاستراتيجيين من القطاعين الحكومي والخاص بما يضمن بإذن الله التنفيذ الفعال لاستراتيجية الهيئة في تطوير الكوادر السعودية في المدن الاقتصادية. وأود أن أخص بالشكر كلاً من معالي محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي بن ناصر الغفيص ومدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية أحمد المنصور الزامل. بعد ذلك تابع سموه والحضور فيلماً عن إنجازات المدينة.

عقب ذلك ألقى العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لمدينة الملك عبدالله الاقتصادية فهد بن عبدالمحسن الرشيد كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد وصحبه الكرام في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وقال: (إن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية تبتهج اليوم بأن تحظى بزيارتكم الميمونة والتي تدل على جل اهتمامكم ومتابعتكم المستمرة والحثيثة للمشاريع التنموية في هذا البلد المعطاء، ولكل ما من شأنه رفع شأن مواطنيه، ويطيب لي بهذه المناسبة المباركة أن أطلع سموكم الكريم على آخر التطورات والإنجازات في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، فبالرغم من الأزمة الاقتصادية العالمية التي ألقت بظلالها على العالم، وأدت إلى شح كبير في تمويل المشاريع التنموية، والصعوبات التي تواجهها مثل هذه المشاريع العملاقة، إلا أن مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بتوفيق من الله تعالى ثم بفضل الدعم المتواصل وغير المحدود من قيادتنا الرشيدة استطاعت أن تتجاوز الكثير من العقبات والصعاب، وأن تحقق الكثير من الإنجازات المهمة على أرض الواقع).

وأوضح أنه فيما يخص البنى التحتية والصناعة والأعمال فقد تم بحمد الله الانتهاء من المرحلة الأولى من أعمال البنى التحتية لشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي في أجزاء عديدة من المدينة. وبالإضافة إلى ذلك فقد تم إنجاز حوالي 50 كم من الطرق المعبدة بكافة البنى التحتية، إضافة إلى حفر العديد من القنوات المائية وتجهيز الجسور، كما أنه بفضل الله تعالى تم تسليم الأراضي الصناعية للمستثمرين في المرحلة الأولى من الوادي الصناعي، وتوفير كافة الخدمات المساندة بما في ذلك مبان المكاتب الإدارية وسكن للعمال وأول مسجد في الوادي الصناعي.

وهناك إقبال كبير من قبل الشركات المحلية والعالمية على تأسيس مصانعهم في المدينة لما توفره من خدمات متكاملة وموقع إستراتيجي مهم، و بالفعل تم بحمد الله افتتاح وتشغيل أول مصنع في الوادي الصناعي وبسبب هذا الإقبال المتزايد نقوم الآن بالتجهيز لإطلاق المرحلة الثانية من الوادي الصناعي بإذن الله تعالى.

وأضاف أنه ومن خلال شراكة إستراتيجية مع مجموعة بن لادن السعودية تم البدء في عمليات حفر الميناء في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ووصول أكبر حفارة موانئ في العالم، ليكون الميناء جاهزاً بإذن الله تعالى لاستقبال أولى الشحنات التجارية بنهاية العام القادم. ومن ناحية أخرى، فقد تم الانتهاء من جزء مهم من المرحلة الأولى لمنطقة الأعمال المركزية بقرية البيلسان وتجهيز وتسليم العديد من المكاتب الإدارية بما فيها مبنى هيئة المدن الاقتصادية. وتم انتقال المقر الرئيسي لشركة إعمار المدينة الاقتصادية إلى مدينة الملك عبدالله الاقتصادية. وبين أنه بسبب جاهزية مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لاستقبال المستثمرين، فقد تم استقطاب مجموعة من الاستثمارات الكبرى المحلية والأجنبية التي ستوفر بإذن الله عددا كبيرا من الوظائف لمواطني المملكة. ولكي يتمكن أبناءكم وبناتكم من مواطني هذا البلد المعطاء من الاستفادة من هذه الوظائف تم إطلاق برنامج لتدريب خمسة آلاف شاب وشابة من أهالي المنطقة برعاية ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، وقد تم الأسبوع الماضي بحمد الله وتوفيقه تخريج 250 شابا وشابة يمثلون الدفعة الأولى من منسوبي هذا البرنامج.

ويجري الآن التنسيق مع صندوق تنمية الموارد البشرية والشركات العاملة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لإيجاد فرص وظيفية لهؤلاء الخريجين. وسوف تقوم مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بإذن الله بالاستمرار في هذه البرامج التدريبية والمضي قدماً في توفير فرص وظيفية مناسبة للشباب والشابات من أهالي المنطقة.

وأفاد أنه تم بحمد الله تعالى إنجاز وتسليم العديد من الوحدات السكنية في قرية البيلسان، كما تم افتتاح العديد من المطاعم والمحلات التجارية ومنافذ البيع المختلفة، إضافة إلى الانتهاء من بناء وتجهيز أول منتجع سياحي فاخر على شاطئ البحر الأحمر، وبناء أول فندق لرجال الأعمال ومركز للمؤتمرات في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ويجري حالياً العمل على تجهيز أول مرسى لليخوت بقرية البيلسان، كما تم افتتاح وتشغيل أول عيادة طبية متكاملة بالمدينة تقدم خدماتها على مدار الساعة لسكان المدينة والعاملين فيها، وتم إنجاز جزء من أعمال بناء أول مدرسة متكاملة بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية، ومن المقرر افتتاح أول مرحلة منها إن شاء الله مع بداية الفصل الدراسي القادم من هذا العام.

وأشار إلى أنه بفضل توفر البنى التحتية والخدمات الأساسية وخدمات الأمن والسلامة، فقد شهدت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بدء نبض الحياة فيها بحمد الله وتوفيقه، حيث باشر عدد من الشركات والمؤسسات بدء أعمالهم منها، واتخذ عدد من العائلات المدينة مقراً لهم، وشهدت مدينة الملك عبدالله الاقتصادية إقبالاً عالمياً وحضوراً رسمياً وإعلامياً واسعاً رسخت من خلاله مكانتها كأحد أكبر المشاريع الاقتصادية التنموية على مستوى العالم، وأسهمت في تعزيز القدرة التنافسية للمملكة إقليمياً وعالمياً.

وليس أدل على ذلك من جائزة (برشلونة - ميتنج بوينت) العالمية التي تم منحها لخادم الحرمين الشريفين تقديراً لرؤيته المستقبلية السديدة وامتلاكه روح المبادرة الإيجابية، التي تمثلت في قيامه بإطلاق مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وما صاحبها من زخم إعلامي عالمي كبير.

كما استضافت المدينة العديد من الشخصيات الرسمية والدولية، بما فيهم رؤساء دول وحكومات، إضافة إلى مجموعة كبيرة من المفكرين والسياسيين ورجال المال والإعلام من شتى أنحاء العالم. وعبر عن شكره لكل من أسهم في تحقيق هذه الإنجازات وفي مقدمتهم هيئة المدن الاقتصادية، بالإضافة إلى أكثر من 354 شركة سعودية تم التعامل معها منذ إطلاق المدينة، وجميع منسوبي مدينة الملك عبدالله الاقتصادية على تكاتفهم وجهودهم الحثيثة في سبيل نجاح هذا المشروع الوطني العملاق.

وعد الإنجازات التي شهدتها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية ترجمة على أرض الواقع للرؤية الثاقبة للقيادة الرشيدة، وما كان لها أن تتم لولا توفيق الله عز وجل ومن ثم الدعم غير المحدود والمتابعة المستمرة من خادم الحرمين الشريفين ومن سمو ولي العهد - حفظهم الله - مبينا أن تشريف ولي العهد اليوم، هـو امتداد لهذا الدعم والعطاء ومحفز لتحقيق المزيد من الإنجازات بإذن الله تعالى.

إثر ذلك غادر سمو ولي العهد مدينة الملك عبدالله الاقتصادية مودعاً بالحفاوة والترحاب.

رافق سمو ولي العهد خلال الزيارة صاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد وصاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن مساعد وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير فيصل بن سعود بن محمد وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلطان بن عبدالعزيز الأمين العام لمؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية ومعالي وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة والأستاذ عبدالله النمر ومعالي رئيس مراسم سمو ولي العهد الأستاذ عبدالله بن سعد الغريري ومعالي السكرتير الخاص لسمو ولي العهد الأستاذ محمد بن سالم المري ومعالي رئيس المكتب الخاص لسمو ولي العهد الأستاذ عبدالله بن مشبب الشهري.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد