كنت أتوقع اتصالاً من معالي وزير المياه والكهرباء المهندس عبدالله الحصين على مقال (بحيرة الرياض الكبرى) ليس لأن الوزير الحصين يحب الواجهات الإعلامية وإنما لما يتمتع به من تماسك واستمراره في إدارة مرفقين لا يمكن الاستغناء عنهما لساعات وأن لا (ستر) لهما وينكشفان أكثر وأسرع من غيرهما من المرافق العامة في حالة العطب أو الخلل.
ورغم أن لقاءاتي الشخصية بالوزير الحصين قليلة جداً أو نادرة إلا أني تلقيت منه اتصالات عديدة توضيحاً وتصحيحاً.. أما لماذا توقعت اتصال الوزير فلأن ما كتبته عن القناة المائية الرابطة بين البحر الأحمر والخليج العربي والتي ما زالت حلم الأجيال.. وأيضا فكرة إنشاء بحيرة كبرى للرياض في منطقة الوسيع لتكن مقراً للنزهة والحياة البيئية من الأشجار والحيوان والطيور للترفيه عن أهالي مدينة الرياض.. وهذا الموضوع له حساسيته لوزير المياه الذي يعيش هذه الأيام مرحلة حرجة مع نقص المياه لبعض أحياء الرياض تصل إلى انقطاع المياه لأكثر من (4) أسابيع وهذه ديمومة اعتدنا عليها تكون فيه الرياض على موعد شبه سنوي مع العطل والخلل وانكسار أنابيب المياه المغذية لمدينة الرياض مع مطلع شهر يونيو ويوليو وربما أغسطس (8.7.6) لكن رغم العطش الكبير الذي نعيشه في صحرائنا ورغم كلفة مياه التحلية ورغم المخاوف من أن تجف مياه الآبار إلا أني أرى أن المياه (الضائعة) من مياه الأمطار والسيول التي تنتهي إلى الخليج العربي أو البحر الأحمر أو تمتصها أقواس الرمال في النفود الكبير ونفود الدهناء والسر وعريق البلدان أو رمال الجافورة وكثبان الربع الخالي أو أن تمتصها سهول وأودية القطاع الرسوبي وسط وشرق المملكة أو تنساب مع شقوق الدرع العربي.. وكذلك الحال للمياه الجوفية العميقة (المياه الجيولوجية) في أعماق الطبقات الحاملة للمياه إلا أنه لابد من الاستفادة منها لذا لابد من التفكير يا معالي وزير المياه في كيفية الاستفادة من المياه السطحية والمخزون المائي في أعماق التكوينات الجيولوجية والسؤال يا معالي الوزير:
أولاً: ما هو مصير الأمطار السنوية التي تهطل على المملكة؟
وثانياً: إذا تركنا هذه الأمطار دون استخراجها من باطن الأرض هل ستبقى راكدة قريبة من السطح أم تتسرب لتغذي الطبقات الجوفية العميقة لتصبح مخزوناً للأجيال؟
بالتأكد أن لدى معالي الوزير إجابة دقيقة ومؤكدة لكن يا معالي الوزير لماذا لا يكون مصير الأمطار التي تهطل علينا بغزارة وتسبب الفيضانات والانزلاقات الطينية أنها تتسرب مع ميل طبقات الأرض شرقاً لتظهر مياه ينابيع عذبة في وسط الخليج وخلجان الخليج العربي أو في تجويفات البحر الأحمر وشطآنه غرباً.. أو احتمال آخر أن تتجمع في الركن الجنوبي الشرقي للجزيرة العربية تحت رمال الربع الخالي وتغذي آبار سلطنة عمان وجمهورية اليمن وربما بحر العرب.
إذا كان هذا الافتراض صحيحاً لماذا يا معالي الوزير لا نستفيد من المناطق التي تزورها السحب والأمطار وتسيل أوديتها سنوياً لنحفر بها آباراً ونقيم عليها بحيرات سطحية بدلاً من أن تتحول أراضينا إلى ممر سهل تغذي أباراً في عمان واليمن ونحن في صحرائنا أكثر حاجة من بلاد أرضها غابات ومروج.
معالي الوزير.. علم غيب الطبقات الرسوبية والدرع العربي والطبقات الحاملة للمياه القديمة الجيولوجية علمها عند الله لكن الأمطار التي تفيض من الأودية وتدمر الطرق والقرى وتحدث فيضانات في كل مكان هذه المياه تمر دون أن نستفيد منها في مكامن ومصائد باستثناء بعض السدود.. بالرغم من أننا نعيش على مياه التحلية يصل اعتمادنا عليها إلى 60% تقريباً فلماذا لا نستثمر مياه الأمطار المخزنة والقريبة من سطح أو مياه الطبقات العابرة وهي مياه متجددة لإقامة مشاريع مثل البحيرات والبرك الكبيرة للتنزه والترفيه ونجمل الرياض والمدن من حولنا..
معالي الوزير إذا أثبتت الدراسات العلمية أن المياه الجوفية القريبة من السطح في القطاع الرسوبي مياه متجددة وعابرة للحدود فإننا نضيع الفرص على بلادنا باستثمار مياه الأمطار لإيجاد مشاريع استثمارية والمساهمة في رفاهية المواطن الذي لا بحر له و لا نهر ولا بحيرات في الرياض.