(الجزيرة) - سعود الشيباني
تطبق سفارة خادم الحرمين الشريفين بالفلبين لأول مرة على مستوى سفارات المملكة في جميع دول العالم عملاً أمنياً جديداً، حيث تقوم بالالتقاء بالمواطنين السعوديين الذين يأتون للفلبين، سواء للعمل أو التجارة أو السياحة، وتقدم لهم النصائح التي يحتاجون إليها من حيث السكن والشراء والأنظمة القانونية التي يلزم أن يتبعوها، كما تقدم لهم بعض التحذيرات من المخاطر التي يمكن أن يقعوا فيها في التعامل مع الناس.
ويؤكد محمد الحربي أحد منسوبي سفارة خادم الحرمين في الفلبين الذي يمارس عمله الأمني في إحدى نواحي مانيلا، أنه بتوجيهات حكيمة من المسؤولين وبمبادرات من مسؤولي السفارة، نقوم هنا بالالتقاء بالمواطنين السعوديين الذين يأتون لهذه البلاد للعمل أو التجارة أو السياحة ونقدم لهم النصائح التي يحتاجون إليها من حيث السكن والشراء والأنظمة القانونية التي يلزم أن يتبعوها، كما نقدم لهم بعض التحذيرات من المخاطر التي يمكن أن يقعوا فيها في التعامل مع الناس هنا، مؤكداً أن هذه المهمة وطنية وجزء من الاهتمام بالمواطن أينما حل، سواء كان على أرض المملكة أو في أي مكان. وبين الحربي أنه كثيراً ما تصل بعض الشكاوى من قبل المواطنين السعوديين ويقع بعضهم في مشكلات نظامية قانونية ويطلبون مساعدة السفارة وهي بالفعل تقوم بمساعدتهم، ولكن بعض القضايا يكون التواصل مع السفارة متأخراً، وتكون الأمور قد تعقدت ويصعب حلها؛ ولهذا فكرنا في أن نكون فرقاً من الموظفين الأمنيين للوصول إلى المواطنين في أي مكان في الفلبين؛ لكي نساعدهم على تخطي بعض الصعوبات التي يواجهونها ونحل المشكلات وهي في بدايتها، مبيناً أن كثيراً من المواطنين يتردد في التواصل مع السفارة عند الحاجة؛ إما لعدم معرفتهم بأن السفارة تساعدهم في ذلك أو لأنهم يخشون أن يتقدموا بطلب المساعدة لأمور خاصة بهم؛ ولهذا فقد رأينا أن نوفر عليهم هذا العناء ونصل إليهم في أي مكان يتواجدون فيه لغرض خدمتهم. ويرى الحربي أننا بهذا الإجراء في الحقيقة لا نتدخل في خصوصياتهم ولا نسألهم عن أي شيء، حتى ولا عن أسمائهم ومهامهم، وإنما نعرف أنفسنا لهم بأننا سعوديون، وإذا رغبوا في أي خدمة فنحن مستعدون، ويتم ذلك بأريحية وتلقائية دون أن نشعرهم بالتدخل، مشيراً إلى أنه تحقق الكثير من هذا الإجراء ومن أهم ما تحقق أن المشكلات التي يتعرض لها السعوديون قد قلت بشكل ملحوظ، وعرفنا أيضاً أن كثيراً من السعوديين الذين التقينا بهم أو حادثونا قد استحسنوا هذا الأمر بل أفادوا بأنهم قد كانت لهم هذه اللقاءات بمثابة الإرشاد والتوجيه وقد ساعدتهم في تلافي الكثير من الأخطاء والمشكلات التي يمكن أن تحدث لهم لولا هذه اللقاءات المباركة.
من جانبه، قال الدكتور صالح بن عبدالله الدبل عضو هيئة التدريس في كلية الملك فهد الأمنية: إن ما يقوم به أعضاء سفارة الفلبين عمل أمين ويطلق عليه الأمن المباشر الاستباقي، وهذا أسلوب عصري أمني يتعامل مع الحالات بشكل فردي وفي فترة مبكرة؛ حتى لا يقع ما لا تحمد عقباه. هذا في ظل جهل الكثيرين بأنظمة البلاد المختلفة، كما أن كثيراً من الشباب السعودي حديثي السن قد يقعون فريسة للنصب والاحتيال أو أنهم قد يتمادون في سلوكيات خاطئة، مشيراً إلى أن هذا الإجراء يساعدهم كثيراً على الانتباه والوعي؛ حتى ينجزوا أعمالهم التي جاؤوا من أجلها ويعودوا إلى الوطن سالمين وغانمين.وطالب الدكتور الدبل بأن يتخذ هذا الإجراء نموذجاً نظامياً، وتوضع له الضوابط ويختار له الأكفاء من العاملين في كل سفارات المملكة مع تعميم هذه التجربة، التي أقل ما يمكن وصفها بأنها تجربة ناجحة مهما كلفت من جهد ووقت ومال، مؤكداً أن القائمين عليها من الرجال المخلصين، وسينالهم الأجر - بإذن الله تعالى - على ما قدموا من جهود في ذلك لخدمة الوطن والمواطنين.