|
لم تكن الرياض ليلة الثلاثاء الماضي عادية وهي تحتضن مهندس الكلمة والذي قال ذات (إبداع): (لاح لي وجه الرياض في مرايا السحب).
|
ليلة بألف ليلة وليلة من الابداع والتفرد.. انفرد بها مهندس الكلمة وبدر القوافي ليناجي الرياض بأعذب الكلام.
|
الحضور ملأ القاعة حتى وقت مبكر بانتظار اطلالة البدر التي اشتاق اليها بعد عامين من مصافحته ب(وطن الشموس) وما أن أعلن الإعلامي المميز أحمد الحامد عن قدوم فارس تلك الليلة حتى ضجت القاعة ترحيباً بالأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن الذي استهل الأمسية بالترحيب ومؤكداً أن الهدف من إقامة هذه الأمسية هو فعل الخير، واعتبر أن المردود المادي منهن هو الفيصل لنجاحها أو فشلها.
|
ويضيف (لقد أتيت لأقدم أفضل ما لدي وأتمنى لو كان لدي ما هو أفضل لأقدمه، فمن الشرف لي أن جمعية إنسان قد وجدت في شخصي حافزاً لدعمها، وفي هذه الليلة كل طفل أو شاب من الجمعية هو نجم الحفل، وهم من كتبوا الشعر ورسموا اللوحة وألغوا الكتاب، ولولاهم لم يكن هذا كله ليكتمل).
|
مؤكداً في سياق كلمة على دور الثقافة في تقدم الأمم وتخليد منجزات الشعوب معبراً أن الشعب المثقف هو القادر على حماية عقيدته واستشراف الأحداث والتأثير فيها، مضيفاً: إن فعالية (ومض) والتي تقدمها الجمعية الخيرية لرعاية الايتام (إنسان) تأتي تجسيداً لفكرة استخدام الثقافة المتمثلة بالأدب والفن كوسائل لتحقيق غاية فعل الخير.
|
بدأ البدر بإحدى قصائده الوطنية الجميلة عن خادم الحرمين الشريفين الذي وصفه ب»مليك كل عربي حر عزيز»، وعلى تصفيق الجمهور تحية للقائد المحبوب كانت تلك الهدية الأكثر ملاءمة لذكرى البيعة التي تزامن توقيت الأمسية المشتركة بين الخير والشعر، يقول فيها :
|
كل شمس وكل ديم وكل نور في عتيم |
اجتمع في انسان واحد خالقه ربه عظيم |
أما القصيدة الثانية فجاءت من إلهام سلطان الخير الذي التقى البدر فعاتبه على فترة غيابه، ليسطر البدر إجابته في أبيات اعتزاز شجية تستعذب العتاب إجلالا لصاحبه، وتفرح بالغياب الذي يضع للغائب مكانة في فكر شخص كريم، وحينها لا يملك البدر إلا أن يستزيد..ليستزيده محبوه «حضورا»:
|
ياسيدي زدني غضب منك وعتاب.. |
ترى الحظيظ اللي يهمك عتابه |
تقول غبت وغيبتك مالها اسباب.. |
والغايب اللي سيدي ما درى به |
ليستمر إبداع البدر منهمرا على أسماع جمهوره ومحبيه الذين كانوا يقابلون كل مطلع قصيدة بعاصفة تصفيق تعود لتهب مجددا لأكثر من مرة داخل نصوص البدر المليئة بالتفرد الجمالي والبصمة الفنية الخاصة، فجاءت قصيدة «خالد الحب» التي كتبها الأمير بدر بمناسبة الندوة التي أقامتها دارة الملك عبدالعزيز لدراسة تاريخ وسيرة الملك خالد بن عبدالعزيز، أعقبتها قصيدة «ثقلت خطاي» التي تضم بوحا وجدانيا شفيفا لا يخلو من لمسة الحزن ولا تنقصه حكمة التجارب في مشهد شعري يتوحد فيه الشاعر والإنسان وقوفاً عند رب العالمين ورجاء لفضله وكرمه:
|
ثقلت خطاي وكن الايام فوقي |
وصخر الجبال وتحتي الريح والعج |
لا والله الا صار ما أرجيه عوقي |
غير الذي عن طلبته ما اتحرّج |
بعد ذلك جاءت مشاركة الشاعر نايف صقر الذي أكد أن البدر يستحق احتفالية خاصة بتجربته الرائدة، وأضاف «لقد أنسن الشعر وصدّرنا كقيم ثقافية بشكل راقٍ، نحن الشعراء ممتنون لوجوده بيننا» قبل أن يلقي صقر قصيدة «البتول» التي وصفها بأغنية الموسم، كما ألقى قصيدة البدر الشهيرة « في دربكم ياراحلين مناكيف» والتي جرت بعض أبياتها مجرى الأمثال لما فيها من حكمة.
|
ليعود البدر مجددا لمعانقة أسماع عشاقه بصوته، ومن خلال قصيدة مباغتة الرقة، ونص يتهادى كأرجوحة ويختزل في كل بيت منه قصيدة كاملة، فيقول:
|
لعيونك املا صوتي أغلال حنطة.. |
واظهر لكل الناس مكسور الاغلال |
اطعم طيور الحزن نور وغبطة.. |
واقول كل الصبح لاهدابك ظلال |
وفي جولة جديدة، تأتي قصائد البدر بصوت الجيل الواعد مرة أخرى فيطل الأمير خالد بن بدر بن عبدالمحسن من خلال نص «كثرة عذاريبي» الذي يعلق عليه قائلا «هذه القصيدة جعلتني أعرف أن ابوي بدر شاعر عظيم»، وكان ذلك الظهور الأول للأمير خالد.
|
وبعد قصيدته الشهيرة «ابعتذر» التي تفاعل معها الجمهور على نحو لافت، قدم الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن صاحب الفقرة الرابعة في الأمسية وهو الشاعر خالد السبهان الذي يتوقع له البدر مستقبلا باهرا، حيث ألقى الشاب الذي اعتبر هذه الأمسية وساماً لحياته، نصين أحدهما للبدر بعنوان»دمع السحاب» والآخر له يتناول فيه منطقة «نجد»، عادت الكلمة بعدها لفارس الأمسية وضيفها الكبير الذي قدم قصيدتي «خدود الرمل»و»المحبة أرض» قبل أن يسمح لإحدى أكثر لحظات الأمسية تشويقا والتي تمثلت بمشاركة الشاعر مساعد الرشيدي.
|
حيث تحدث عن محفل «ومض» واصفا إياه بالكرنفال الشعري الجميل، وقال: إن من بواعث الشرف والفرح أن يتم توظيف إبداع البدر في مساعدة المحتاجين وكف دموع اليتامى، وعاد الرشيدي إلى بداياته الشعرية مبينا أن للبدر دورا كبيرا في ظهور موهبته حين توقع لها البروز في الساحة، وقال «أنا فخور لأنني ألقي قصائد البدر، وبين جمهور البدر، إن بدر بن عبدالمحسن هو أحد منجزات هذا الوطن وأحمد الله أن وهبنا إياه شاعرا وإنساناً».
|
وبعد أن ألقى الرشيدي قصيدتين شهيرتين للبدر هما: «تعبت اسافر في عروقي ومليت» و»يطيح جفن الليل واهز كتفه» آثر أن يلقي نصاً خاصاً ويهديه لمهندس الكلمة وعنوان أمسية الخير والشعر، فقال:
|
ليلة ثلاثا عنود لمترفات الليال.. |
ومض لمع في ضفايرها وشعشع بدر |
فيها من الحلم ما جاوز حدود الخيال.. |
وفيها من الشيح وانفاس الخزامى عطر |
وبعد تصفيق كبير من الجمهور للقصيدة التي ألقاها الرشيدي، وكانت مفاجأة جميلة بحق، اختتم البدر أمسيته الاستثنائية بقصيدة «أنا ياسيدي» مخاطبا فيها الوطن وقيادته،مختتما - اليوم الأول من محفل «ومض» الذي سجل نجاحا لافتاً في ظل وجود بدر بن عبدالمحسن شاعراً وفناناً، يسخر الكلمة، واللون لفعل الخير.
|
والجدير بالذكر أن محفل (ومض) والذي تنظمه الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام (إنسان) قد اشتمل إضافة لهذه الأمسية على معرض تشكيلي لفارس الأمسية ديوان (ومض) الذي احتوى للمرة الأولى على نصوص باللغة العربية الفصحى وخصص ريعها جميعاً لصالح جمعية (إنسان) اختتمت فعالياته يوم أمس.
|
|