الجزيرة - وهيب الوهيبي
تدرس وزارة الشؤون الإسلامية إعادة النظر في زيادة المكافآت الشهرية المخصصة لأئمة المساجد وخطباء الجوامع والتي كانت معتمدة قبل نحو أربعين عاما.
جاء ذلك على لسان وكيل الوزارة المساعد لشؤون المساجد الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل الشيخ في حلقة النقاش التي نظمتها الوزارة في الرياض بعنوان (منبر الجمعة رسالة ومسؤولية) التي رعاها الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد بمشاركة خطباء ودعاة وقيادات من وزارة الشؤون الإسلامية.
وأكد آل الشيخ أنه لم يكن في يوم من الأيام مقصود الوزارة الدخول في تفاصيل ما يريده الخطباء لدعوة المصلين، لكنها تعينهم إلى ذلك المراد الأسمى لهم بفتح الطرق الموصلة إليه من توجيه، ودورات، ونصح، وإرشاد، لافتاً إلى أن عقد الحلقات واللقاءات هدفها أن نشترك جميعاً في رفع مستوى المنبر والخطبة تلك الشعيرة العظيمة التي خص الله بها المسلمين.
وأوضح أن عدد الجوامع في المملكة يزيد عن 14 ألف جامع في مختلف المناطق مما يحتم علينا السعي الدءوب بتفعيل أثر الخطبة في الناس؛ بترسيخ العقيدة الصحيحة والسلوك الوسطي وتطوير أساليب التعليم بلا مخالفة السنة والهدي النبوي التي هي الأصل والسياج المنيع، وإلا فإن الزيادة في غير موضعها الصحيح نقص.
وعد آل الشيخ منابر الجمعة لها أثر عظيم في توجيه المسلمين إلى محاسن الشريعة والأخلاق الفاضلة والمقصد الأعظم من خلق الثقلين توحيد الله وصد السهام المرسلة من الغلاة والجفاة المتطاولين على الشريعة وثوابتها، وفي هذه البلاد نفخر بأن تكون الوزارة مهتمة بالخطباء، وراعية للدعاة تعينهم وتتعاون معهم في سبيل تلك الأهداف العظيمة للمنابر والإصلاح.
ولفت إلى أن المملكة تعرضت في فترة مضت من موجة غلو خارجية، وموجة جفاف تغريبية استلهمت فكرها من الهوى وكم صد الهوى عن طريق الحق، وبفضل من الله ثم بجهود المخلصين من ولاة الأمور، والعلماء، والخطباء، والمسؤولين شهدت الموجتان انحساراً كبيراً وتراجعاً حاداً، فأصبح التخبط سبيلهم وشعارهم فلا علم ينفع، ولا ديانة تعرف، ولا شهود جمعة، ولا جماعة، ونوه آل الشيخ أنه لا يخفى على الجميع أن لوسائل الإعلام توجيهاً مباشراً للرأي العام، فالتواصل معها، وتلاقح الأفكار معها موجب لتصحيح الكثير من السلبيات، وقال: إن الجفوة التي قد تكون في بعض الأحيان بين الطرفين أعني الخطباء ووسائل الإعلام لا تخدم المصلحة الشرعية التي هي هاجس الجميع، مؤكداً أن الخطيب الفطن يدرك هذه الأمور بما منّ الله عليه من علم وحكمة وإدراك، ولا يكاد يمر أسبوع إلا وكاتب في صحافتنا المحلية التي نكن للمخلصين الناصحين فيها كل تقدير واحترام إلى ما لحظه في المساجد أو المنابر، وقد يكون الصواب حليفه فيما طرحه من أفكار وقد تكون الصورة غير واضحة له فيبني عليها فكرته فيكون لهذه الوزارة بيان موطن الخلل فيها في تواصل محمود يكون عاقبته صفاء ونقاء وروح محبة وإخوة من أفراد المجتمع المسلم.