Al Jazirah NewsPaper Friday  11/06/2010 G Issue 13770
الجمعة 28 جمادىالآخرة 1431   العدد  13770
 
إبداع
مصاب بامرأة
جاسم العساكر

 

لم أدرِ هل وصَلَ (بلوتوثُ) حنينِها

و(جهازُ) قلبيَ مغلقٌ

إذ كنتُ في سفَرٍ إلى مدنِ الخيالِ المشرعاتِ بدفترٍ

في راحتيّ تديرُهُ نظراتُ عيني الحائرَهْ

و(الصالةُ) ائتلقتْ بريقاً وامضاً من نسوةٍ

تتنزلُ الآياتُ من آماقهنَّ على الفؤادِ

فأجتَلي وحيَ المفاتنِ

والهوى المنسابِ من نظراتهنَّ الآسرَهْ

وأنا أَنا أستمهلُ الوقتَ المحدَّدَ للصعودِ

فربَّمَا آنستُ نارَ مليحةٍ حولي

تعاودُ لي الرسائلَ مرةً أو مرّتينِ وعاشرَه

ماجتْ بيَ الأنحاءُ هائمةً

وقلبيَ زورقٌ يعلو ويهبطَ فوقَ أطرافِ السراويلِ

التي هربتْ إلى المنفَى بعيداً عن عباءة كل أنثىً

حولَ سيقانِ الفتونِ السافرَه

لا شيءَ غيرَ هواجسي

تعلُو وترفعُني على جنحانِها

وتطوفُ بي أفقَ المكانِ

فكلّما حلقتُ ناحيةً

لمحتُ قذيفةً قد نقبّتها فتنةٌ عربيةٌ

ترمي إليّ شرارَها

هل هذهِ هي من تراسلُني؟

أمِ الأخرى هناكَ

إلى المقاعدِ سائرَه؟!

قذَفَ الهوى ركّابه فتدافعوا

ومشيتُ لكنْ نحو مشنقتي

أسائلُ:

هل مضتْ لسبيلِها، تلك التي قد راسلتني

أم ترى نمشي معاً كتفاً إلى كتفٍ

ولكنْ لا نبوحُ،

وإنّما نحدو الهوى للطائرَهْ؟!!

خُطواتي اختلفتْ

وجيبيَ فارغٌ من كل شيءٍ غيرَ حلمٍ ناعمٍ

أنْ سوفَ نختصرُ المسافةَ بالهوى

حيث الستائرُ مُطفأهْ

والبردُ يقرأُ ما تيسَّر من عرَاءٍ في الضلوعِ

فمنْ ستشعلُ من لهيب حنانِها

في خيمةِ الكلماتِ

أو وسط العواطفِ مدفأََهْ!!

حمّى حياءٍ تطفئُ النظراتِ في مُقلي

فأخشَى في وجوهِ الراكبينَ التهجئَهْ

من ذي ستجهلُ لهفتي؟

وأنا كتابٌ فاضحٌ

منذُ الحروفِ الزُهرِ في عنوانهِ والتوطئَهْ

تاهتْ مُعذّبتي بأمواجِ الزحامِ

ولم يعدْ يقوى احتماليَ مقعدي

وأنا أموجُ

كزورقٍ ليلاً أضاعَ إلى الجزيرةِ مرفأَهْ

لا اسمُها .. لا صوتُها ..

لا عطرُها .. يأتي

فماذَا؟

هل سيصدحُ بلبلٌ

طلبَ الطريقَ إلى الصباحِ فأخطأَهْ

تبّت يدَا سفرٍ

تصحّر من وعودِ حبيبةٍ

تَبَّتْ يدَا مطرٍ

يجيئك من علَى ثغرِ الغمامةِ تأتَأَهْ

دقَّتْ مواعيدُ الوصولِ

وقد حملتُ حقيبةً من خيبتي

أمشي بها نحو الفراغِ ..

ولم أزلْ أمشي بها وأنَا مُصابٌ بامرأَهْ





 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد