Al Jazirah NewsPaper Friday  11/06/2010 G Issue 13770
الجمعة 28 جمادىالآخرة 1431   العدد  13770
 
أحمال بهاء
عبدالله السعد

 

في خطوها الأثير على بلاطات الممر شيء يشبه الإيقاع الثائر..

هنا وهلة من دهشة تشي بصبر الحذاء النائي بأحمال أنثى تعبر ببهاء أمام مرايا حجبها الحالكة.

عوز علاج

جلس في عيادة العيون الصغيرة ينتظر الطبيب. أخذ يحدق في الصور المعلقة. لمح شهاداته، ولقطات لحفلات تكريمه.. تأخر الطبيب. سأل عنه عامله الآسيوي ولم يظفر بإجابة حتى جاءه الطبيب بعد نحو ساعة متأرجحا:

كنت يا ولدي في عيادة الطبيب المجاور، أعالج من أمراض عصرنا السكري وضغط الدم والدرقية، وتقصف دمائي. هجس (الحوري): كنت أظن أن الطبيب لا يهرم.

حصار الألم

النسيان كائن خرافي، نتداوى باستطباباته مرغمين، بل إن هناك مَنْ يراه بلسما لجراح تتواثب، وعزاء لمن تحاصرهم الأحزان.

ليس أقوى من الحزن الحرون إلا ذلك النسيان الذي يضمد جراحاتنا الكبيرة وشبه الغائرة في الوجدان.

لم يعد الحزن سيد أزماننا، وجلاد ذواكرنا، ولن يعفر بعد اليوم وجه لواعجنا في التراب.

شحيح ضوء

في ركن قصي ينبعث منه، جاء الموت خلسة إلى رائد المقهى المنكب على جريدته، كان الرجل يقرأ لحظة مباغتة المنية خبراً يرجح أن الموت كائن مثلنا.. قد يغضب وقد يعنف، وأحيانا على النقيض؛ فقد يستل أرواحنا بهدوء، على نحو اختياره ميتة سهلة، ومباغتة لصاحب هذا الركن المعتم.

مشهد السرك

سرنا جميعاً إلى السرك؛ فكان البطل في مشاهد ذلك العرض الليلي بغلا كبيرا، يزهو بأكاليل ملونة تعلو ذؤابة غاربة العريض.. ضج المتبرمون بتهكم وسخرية:

- ألا يوجد رجل من بيننا يحسن أن يذكرنا بثقل مصابنا الدنيوي؟!

عتمة خامدة

قرار العتمة نجع خامد، يرتب مآسي المهمشين، والدونيين، وصائغي الأحلام الصغرى، والوعود المبتسرة.

في ركن قصي معتم يحيك العابس خيوط غزله من جديد. يرتب النهايات المحتملة لأحلامه المجدبة منذ أن هوى في قرار هذا الركن السحيق.

خناق الأقنعة

مشاغب هذا القناع، وموتور هذا الفعل الذي يلوذ فيه من أراد التملص من أمر قد يضيق عليه الخناق.. أما وإن جاءت الأقنعة ملونة فذاك حينها أقصى مراتب اللوذان، على نحو ميلاد غير مبجل لسُدَفٍ تستر غيما خلّب.

تسول وأناقة

صاحب المتجر يصيح داعيا بالسخط على هذه المتسولة التي تُنفّر رواد السوق بمواويل حزنها، فيما تلج للتو امرأة تبحث عن خاتم مرمري لإصبعها الأنيقة.. لا تزال المتسولة الصغيرة ترجو، وهو يصيح عليها بالويل والثبور.

فاقة المدن

رفاق درب الفاقة يجولون في حواري المدن وأزقتها بحثاً عما يسد الرمق، أو يرتق الفارق بينهم وبين حاجة الإنسان للعيش بكرامة مواطن.

العاطلون تتشابه أحزانهم، وتزداد لواعجهم كلما أنَّ الأفق برياح ساخنة، معفرة بالغبار، وبوعد (انتظر).. ذلك النصل الحارق.

سؤال الحيرة

مسغبة السؤال تأتي عادة على هيئة رجاء مترمد:

- متى تنتهي محنتنا بين كثبان الرمال؟!.. فلا إجابة محتملة طالما أنهم في نأي كامل عن الأمل بخلاص وشيك.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد