كعادة الأنظمة ترتكب الأخطاء الجسيمة، والشعوب تدفع الثمن، والثمن باهظ هذه المرة بالنسبة للشعوب الإيرانية التي فرضت عليها حزمة جديدة من العقوبات أقرها مجلس الأمن الدولي أمس.
الحزمة الجديدة التي تضمنها قرار مجلس الأمن الدولي هي الأشد والأكثر إيلاماً للشعوب الإيرانية من كل القرارات الثلاثة السابقة التي فرضت بسبب التخوف من البرنامج النووي الإيراني.
القرار الرابع الجديد سيحاصر المصارف الإيرانية ويمنع فتح فروع لها خارج إيران كما يحظر على الدول المصنعة للأسلحة الثقيلة تزويد إيران بها كالطائرات المروحية والصواريخ ويمنعها من الاستثمار في مشاريع استخراج اليورانيوم أما أكثر البنود إيلاماً ومثاراً للنقاش هو تفتيش السفن التجارية وغير التجارية المتجهة إلى الموانئ الإيرانية أو القادمة منها.
هذه القرارات هي الأشد والتي تتخذ ضد إيران وإذ ما طبقت والتزمت بها الدول ستؤثر كثيراً على الاقتصاد الإيراني المتأثر أصلاً بالعقوبات السابقة ورغم تأكيدنا على أن مثل هذه العقوبات والإجراءات يفترض أن تطبق على جميع الدول والأنظمة المتمردة التي خرقت أنظمة وكالة الطاقة النووية كالكيان الإسرائيلي إلا أنه مع كل هذا التحفظ فإن العقوبات حتماً ستؤثر كثيراً على حياة الناس في إيران وهو يطرح تساؤلاً عن مدى أهمية الإصرار على السير في تنفيذ البرنامج النووي، خاصة لدولة مثل إيران التي تعاني شعوبها من معاناة وعوز وتراجع في الخدمات المقدمة من قبل الدولة التي تخصص مليارات الدولارات للصرف على البرنامج النووي وتترك الشعوب الإيرانية تعاني من سوء الخدمات وقلة المساعدات وتأتي العقوبات الجديدة لتزيد من معاناة هذه الشعوب وهو ما يجعل المواطن الإيراني يتساءل هل الحياة والغذاء أهم أم القنابل النووية؟!.
***