مضيعة للوقت من يلغي تفكيره في أي أمر آخر، ويوظّفه في إسرائيل، فلا دهشة تستحق أن ترسمها الوجوه على سحناتها من أجلها، ولا غضبة من شأنها أن تعبِّر عن الاستياء منها، ولا خطط أو أحلاماً لأن أو بأن تزول عن خريطة الأرض لأنها واقع مغروس بكل أظفر بذر من الوعد، وإلى أن يشاء الله للعهد ستبقى إسرائيل، ولا بحر يتسع لابتلاعها كما قال الأستاذ سليمان الفليح في مقاله أمس الأول، لأن لا محيط يتسع لابتلاع أسوارها ودروعها ومحاضنها وأفرانها، فهي باقية ما بقيت أفواه الجياع لها حجة وغرضا..
لذا من الأجدى أن لا تُراق الأوقات في التفكير فيها، ولكن، أن تُمنح من الأوقات مساحة واسعة للتفكير فيما يجعل للدهشات معانيَ دالة، وللتفكير إيجابية شاملة،...ربما عدم التفكير فيها يفعل ما تفعله مساحة الظلام حين تنظر فيه العين المجردة، فتتسع بؤرتها، لترى بشكل أدق ما لم تكن تراه في وضح النور..
تماماً كما حجبت الجدران الإسمنتية عن العين فضاءات الرؤية التي كانت متاحة خارجها، حتى إذا ما انطلقت عن عقالها تنفست الإبصار الشفيف..