تشارك عدد من كبريات الشركات الأوروبية المتخصصة في إنتاج الطاقة ونقلها وتمويلها بمشروع DESERT TEC لإنتاج الطاقة المتجددة باستغلال الطاقة الشمسية المتوفرة في صحاري شمال إفريقيا والشرق الأوسط ونقلها إلى أوروبا.
وتشير تقديرات الشركة إلى أن ما تستقبله صحاري العالم من طاقة شمسية لمدة ست ساعات فقط يكفي لاستهلاك سكان العالم أجمع خلال عام بأكمله! وتلوّح تصورات (ديزرت تك) إلى إمكانية إنتاج صحارى شمال أفريقيا والشرق الأوسط في عام 2020م طاقة بقوة 20 غيغا وات، أي ما يعادل إنتاج 20 محطة تقليدية لإنتاج الطاقة، ويمكن التوصل لتأمين 15% من استهلاك الطاقة الكهربائية في أوروبا من تلك الشموس الحارقة.
وإن كان الوقت المحدد لتطبيق مشروع الطاقة الشمسية قد يمتد إلى عام 2050م ويستغرق وقتا ليس بالقليل لأجل رؤية هذه المحطة الضخمة للطاقة الشمسية منصوبة في الصحراء، إلا أن المشروع ما زال في حكم الفكرة والتصور، برغم أن تكنولوجيا نقل الطاقة الكهربائية من شمال إفريقيا للشرق الأوسط وأوروبا متوفرة ويمكن تطبيقها فورا، حيث إن هذه التجربة طبقت في الصين من خلال مشروع نقل طاقة تعادل إنتاج ست محطات نووية، كما أنجز مشروع ضخم لنقل الطاقة بين النرويج وهولندا عبر أطول خط بحري.
ويذكر مسؤول التسويق بمشروع ديزرت تك، بأن مشروعا في تونس قد يرى النور في غضون خمسة أعوام قادمة، ويتعلق بربط محطات إنتاج في تونس بمستهلكين في إيطاليا.
والمشروع المعروف باسم DESERT TEC لا يتوقف عند نقل الطاقة فحسب، بل يولي أهمية لإنتاج المياه الصالحة للشرب في شمال إفريقيا، لذلك يعد هذا المشروع منقذاً للآلاف حين يتم تخصيص جانب من هذه الطاقة لاستخراج المياه الصالحة للشرب أو تحلية مياه البحر.
وتكتسي تقنية نقل الطاقة الشمسية أهمية كبرى عندما ندرك بأن90% من سكان المعمورة يعيشون على بعد 3000 كيلومتر عن الصحارى. ليست العربية فقط، بل أيضا صحراء جنوب آسيا وصحارى الولايات المتحدة الأمريكية.
وهناك تخوف من فقدان جزء مهم من الطاقة الكهربائية أثناء النقل كما هو الحال في المسافات الطويلة التي تفصل بين شمال إفريقيا وأوروبا، وعند نقلها بواسطة تيار عالي التوتر - وهي التكنولوجيا المستخدمة لمثل هذه الحالة - فإن الخسارة لاتتعدى10% لمسافة 2000 كيلومتر.
ونقل الطاقة الشمسية يقوم على تحالف عدد ضخم من الشركات والتخصصات سيما حين يتعلق الأمر بنقلها خلال مسافات طويلة، حيث تشير التوقعات لاستثمار أكثر من400 مليار دولار أمريكي فيه. وتشارك شركات مالية مثل دويتشي بنك، وكذلك شركات إعادة التأمين. وهذا التحالف ضروري لتحويل هذه الرؤية وهذا التصور العجيب لواقع ملموس. فالطاقة الشمسية ليست قليلة التكاليف بالمقارنة مع ما حققته تقنية إنتاج الطاقة بقوة الرياح في السنوات الأخيرة.
ويُعتبر مؤتمر ميونخ مرحلة مهمة في طريق التخطيط لتحقيق المشروع وستشارك فيه جامعة الدول العربية بالإضافة إلى وزارة الطاقة المصرية، ولم يظهر لبلادنا الحبيبة (حس ولا رس) وإن كنا نأمل بمشاركة شمسنا اللاهبة في المؤتمر وغيابها عنا ولو جزئيا (الله يساعدها) لاسيما أنه سيعقد في 13 يوليو القادم قمة سطوعها وفضخها الرأس!
أذكر لكم هذه المعلومات والحقائق المذهلة في الوقت الذي يتصارع فيه المعلمون وأولياء أمور الطلبة مع وزارة التربية والتعليم حول تقديم الإجازة الصيفية، باعتبار أن ولي الأمر هو من يتكلم ويطالب بعيداً عن الطالب، صاحب القضية المعني الذي نتمنى لو أنه يفكر قليلا ويتعلم كثيراً لعله يبتكر طريقة لتخفيف حرارة هذه الشمس أو الاستفادة منها وتقليص فواتير الكهرباء بدلا من نقلها لأوروبا.
وإلى حين ينتهي الصراع، لا غابت لكم شمسا!!
www.rogaia.net
rogaia143@hotmail.com