Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/06/2010 G Issue 13768
الاربعاء 26 جمادىالآخرة 1431   العدد  13768
 
أمير منطقة المدينة المنورة:
عصر المليك يشهد انفتاحًا لم تشهده الإنسانية من قبل

 

المدينة المنورة - واس

قال صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - في حديثه وفعله وفي قراره وأمره وعند بيان الموقف والفصل فيه وفي إدارته شؤون بلاده في الداخل أو تأثيره في العالم تزدحم المشاهد والدلالات مع رجاحة عقله وسداد رأيه وعمق فكره.. هذا هو خادم الحرمين الشريفين الذي أفاق معه الإنسان في عالمنا المعاصر على سلسلة من المشاهد الفكرية التي نقلت بلادنا نقلة حضارية كبرى كانت - وما زالت - حديث القاصي والداني. وأضاف سموه في كلمة له بمناسبة الذكرى الخامسة للبيعة التي تصادف اليوم: إن المملكة العربية السعودية تعيش بمؤسساتها وأفرادها تحوّلاً فكريًّا حضَّ عليه الملك عبدالله بن عبدالعزيز باعتقاده أن هذا العصر عصر توسُّع في نقل الأفكار، وأنه يعيش انفتاحًا لم تشهده الإنسانية من قبلُ؛ فوقف بين المفارقات بحكمة، وجمع بين الأصالة والمحافظة على الثوابت والقيم الدينية والإنسانية والانفتاح والتوسُّع أمام العالم، وأرسى قاعدة للحوار بين المسلمين على تنوع المذاهب والطوائف واختلاف الاتجاهات والتوجهات، مع تمسكه الحازم بأن المملكة تنهج نهج السلف الصالح، وتوسّع - حفظه الله - في إيجاد ساحة للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، تتناقل في باحاتها الأفكار والمفاهيم، مع اليقين بمنهج المملكة القويم وتمسكها بتلك الثوابت حين يقول - حفظه الله -: «شيئان لا نساوم عليهما أبدًا: العقيدة والوطن». وبات واضحًا أمام الجميع موقف المملكة ومنهجها ومقاصدها في كل الجوانب، وانطلق هذا من أساس فلسفي يكمن في عقيدته وتربيته الدينية السمحة والخلفية التاريخية لها؛ فتحقق الإنجاز الفكري والتاريخي على يديه بإنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الذي أوجد بحق قناة للتعبير المسؤول، لها كبير الأثر في محاربة التعصب والغلو والتطرف، وهيأ مناخًا نقيًّا تنطلق منه المواقف والآراء المستنيرة الرافضة للأفكار السقيمة. وأكد سموه أنَّ هذا التوسع في فكره جعل منه شخصية ذات ثقل إسلامي وإنساني ومكانة عالمية كبرى، برز دورها في دعوة أمم العالم وشعوبه ومؤسساته إلى الحوار وعقد مؤتمرين بين مدريد وجنيف ليتأمل أتباع الأديان والثقافات والحضارات الإنسانية أهمية الحوار والتفاهم والتعايش بين الناس على اختلاف أديانهم وثقافاتهم وأجناسهم في بناء جسر التواصل وإشاعة السلام ومكافحة ثقافة الكراهية والعنف والإقصاء، فما كان من تلك الأمم أمام دعوة المليك إلا الترحيب بها والوقوف احتراما لها. كما أنه - حفظه الله - لم يعتمد في مواجهة الأفكار الضالة وتبعاتها التخريبية على الجهازين الأمني والعسكري فقط؛ بل تصدى للفكر بالفكر، ورسّخ مفهوم الأمن الفكري؛ ليقطع دابر المضلّلين والمنحرفين عن جادة الصواب؛ فامتدت رعايته لمؤتمرات فكرية تعزز هذا المفهوم وتقدر إسهامات الباحثين والمؤسسات العلمية في هذا الجانب وتعْمد إلى تفعيل الشراكة بين جميع مؤسسات الدولة في حمايته، إلى أن باءت محاولات الجماعات المخرِّبة في تضليل عقول النشء بالفشل إزاء موقفه في استحداث لجان لمناصحة المغرر بهم والحرص على أمن المواطن وحصانته مما يخدش فكره ومعتقده. وكان الشاهد الأعظم على نبل فكره - وفقه الله - إنشاء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية شاهدًا على توجهاته لإحياء ونشر فضيلة العلم التي ميّزت العالم العربي والإسلامي في العصور الأولى، وجعلها بيتًا للحكمة ومنارة للسلام والأمل والوفاق لتعزّز التنمية الاقتصادية والرفاهية الاجتماعية لشعب المملكة العربية السعودية بل ولشعوب العالم بأسره.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد