الرياض - واس
نوَّه معالي الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبدالعزيز بن حمين الحمين، بالمواقف الخالدة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحرصه المعهود على نصرة الإسلام وخدمة المسلمين.
جاء ذلك في تصريح لمعالي الشيخ عبدالعزيز الحمين بمناسبة الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين، وأضاف قائلاً: الحمد لله الذي جعلنا من حملة دينه تحت قيادة رشيدة رفعت منار الإسلام ورايته وأقامت الشريعة وأظهرت بلادنا بشكل يليق بقبلة المسلمين وقدوتهم، وإن مما يبعث على الغبطة والسرور أنه إذا عُدَّ قادة العالم المتميزون الذين أسهموا في صناعة التاريخ الحديث للمنطقة والعالم وسطروا المواقف الخالدة يأتي ولاة الأمر في المملكة العربية السعودية في الطليعة يتقدمهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، بحرصه المعهود على نصرة الإسلام وخدمة المسلمين؛ فقد أعلى بصدقه كلمة الحق في المحافل الدوليّة، وبذل أيادي الخير والنفع والغوث في كل أرجاء المعمورة؛ فهو الإنسان الذي يؤمن بنفع الإنسان لأخيه الإنسان، وهو من تؤلمه جراحات المسلمين؛ فيعلو صوته بالحق ويقدّم أيادي الرحمة الحانية؛ ليمحو شقاء المستضعفين - بإذن الله -، وحيثما كان صوت الغوث ينادي تأتي هبات خادم الحرمين الشريفين عجلى تسابق لفعل الخير. إن ذكرى البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجعل العبارات تتسابق وقد تخفق في وصف هذه الشخصية ويحار المرء كيف تكون بداية الحديث أو نهايته، أيبدأ بذاته الكريمة أم بجوانب نادرة تسكن شخصه كإنسان وقائد أم يبدأ بمزاياه وشجاعته في الحق أم يبدأ بهمّ الإصلاح والتنمية والبناء الذي لازمه طوال فترة مشاركته في القيادة، ثمّ توليه الملك أم يبدأ بخطاباته التي تجسد فكره ومنهجه في الحياة أم يقدّم استهدافه للتنمية وهي تتسارع في مجالاتها المختلفة في عهده أم يقدم حبه لشعبه وملامسته قضاياهم وحاجاتهم؟
وأضاف الحمين: قد يطول الحديث عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بمناسبة ذكرى البيعة ولكنه سيقصر عن احتواء سيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز..بتواضعه ولطفه الجم في مجلسه وتعامله مع شعبه، ولأجل ذلك بادله الشعب حباً بحب، ووفاء بوفاء.. ولسنا هنا لذكر مآثره - حفظه الله - ولكنَّ نزراً قليلاً قد يعطي جزءاً مما له من حق علينا، ومن ذلك توجيهه - حفظه الله - بشفافيته الكاملة لمعالجة الفقر وترجمة هذا السعي بتأسيس الصندوق الخيري لمعالجة الفقر، بهدف الإسهام في مواجهة مشكلة الفقر، وإصلاح الأحوال الاجتماعية للفقراء، من خلال عدة ركائز ومنطلقات، أهمها دعم المشروعات الاستثمارية العاملة على تحسين مستوياتهم الاجتماعية وتوفير فرص العمل.
وبنظرة أخرى يتجلى للجميع حرصه - حفظه الله - على إنشاء مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني؛ من أجل توفير البيئة الملائمة الداعمة للحوار الوطني بين أفراد المجتمع وفئاته، بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على تكريس الوحدة الوطنية في إطار العقيدة الإسلامية وتعميقها عن طريق الحوار الفكري الهادف؛ للإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطية داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، وتعزيز قنوات الاتصال والحوار الفكري مع المؤسسات والأفراد، إضافة إلى بلورة رؤى استراتيجية للحوار الوطني وضمان تفعيل مخرجاته.
وعلى سبيل الحوار كمدرسة عالمية جاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الرائدة للحوار العالمي لتجسد تطلع العالم الإسلامي نحو السلام وحل الخلافات والنزاعات الدولية بالطرق السلمية وتحقيق التقارب الإنساني وإظهار الدعوة للحق. كما جاءت مبادرة خادم الحرمين - وفقه الله - بالدعوة للحوار الحضاري وتفعيل التفاهم بين الثقافات لتصب بشكل مباشر في البحث عن أفضل السبل لنشر قيم التسامح والحق في الاختلاف داخل المجتمعات وفيما بينها.
ومنذ أن تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مقاليد الحكم عام 1426هـ أخذ على عاتقه إظهار الإسلام بوجهه المشرق والصافي، وكان في أول خطاب له يركز على أن الدولة دستورها الكتاب والسنة، وشدد على التمسك بهما ونبذ كل ما يخالفهما وأنهما منهج هذه البلاد وركنها الركين وأساسها المتين، ومما جاء في كلمته - رعاه الله -: (أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً، والإسلام منهجاً، وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة، وأن لا تبخلوا علي بالنصح والدعاء). كما تظهر في مسيرة خادم الحرمين الشريفين خلال سنوات عهده الميمون المشروعات الجبارة ذات البعد الوطني العلمي (الإسكان التنموي، الجامعات المتعددة والعلمية المتقدمة، والمدن الاقتصادية)، ويبرز الشاهد على عمق انتماء الملك عبدالله لدينه وتاريخ بلاده بعمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة. وفي مناسبة ذكرى البيعة لا يفوت الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر وهم يستشعرون ميزة هذه البلاد بإعزاز ولاة أمرها لشعيرة عظيمة من بين دول العالم ألا وهي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا أن يسجلوا بذلك الفضل لهم بتوفيق الله في رفع لواء خيرية هذه الأمة.