عندما نتحدث عن ذكرى بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك الإنسانية إنما نتحدث عن خمس سنوات فيها من المكاسب المحسوسة والمعنوية الشيء الكثير.

وعندما نتحدث عنها من حيث المدة الزمنية المحسوسة فهي قصيرة جداً ذلك أن من عاش براحة وطمأنينة مضى عليه الوقت دون أن يحس به.

إن عهده -حفظه الله- يعني للأكاديميين والمثقفين والمفكرين الشيء الكثير؛ منابرُ ثقافية هنا وهناك، وإعلام فيه من مساحة حرية الطرح ما يتلاءم مع ثقافة المرحلة، وقنوات فضائية دينية وثقافية واجتماعية هي مثال للتطور الثقافي والإعلامي ينبغي أن يستثمره المتحدثون والكتاب استثماراً يعود بالنفع على الوطن والمواطن وأن يبتعدوا عن كل ما يوسع الشقة بين أصحاب الفكر والقلم؛ لأن هذا من شأنه أن يصنع التأزم بين أفراد المجتمع ما يجعل هذه المساحة المناسبة من الحرية لا تستثمر في ما ينفع الوطن والمواطن .

ويأتي - تتويجاً لهذا العهد الزاهر المتدفق - هذا الكم الهائل منه الجامعات الجديدة التي أسست في كل منطقة من مناطق المملكة حيث أصبحت مدعاةً لاستقرار أبناء المناطق جميعها بين أهلهم وذويهم.

إن لهذه الجامعات التي أنشئت مؤخراً نوعية في تخصصاتها بحيث تنسجم بعض التخصصات في كل جامعة مع طبيعة المنطقة التي هي فيها، ناهيك عن المدن الجامعية التي تتبعها والتي هي عبارة عن مدن متكاملة في مكوناتها وخدماتها.

ومما يتصل بهذه الجامعات ومدنها الجامعية هذه البعوث التي ترسل إلى الخارج في مراحل التعليم الجامعي والعالمي وفق تخصصات يتطلبها تطور الوطن العلمي والتقني وتتناسب مع هذا التنامي السكاني المطرد ما يجعل الوطن -مستقبلاً- في مأمن من حيثُ سد الحاجة في جميع مناحي الحياة ليصبح الوطن معتمداً -في المقام الأول- على سواعد أبنائه وعقولهم.

بقي على المنتسبين إلى قطاعات الثقافة والتعليم دورٌ هو من الأهمية بمكان ؛ ألا وهو الوفاء لهذا القائد العظيم وهذه القيادة الرشيدة بالعمل على كل ما من شأنه رفعة الوطن والمواطن كما تأمله منهم قيادتنا الحكيمة وفي مقدمتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز حفظهم الله وأمدهم بعونه وتوفيقه.