الجزيرة - واس
الاحتفاء بالذكرى الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- هو احتفاء بعهد جديد من الاستقرار السياسي والأمني، والوحدة الوطنية والتلاحم الاجتماعي، والنقلة الكبرى في جميع المسارات في المملكة.
كانت تلك مقدمة كلمة معالي رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ بمناسبة الذكرى الخامسة للبيعة التي تصادف اليوم.
فقد قال معاليه: إن هذا اليوم من كل عام سيظل يوماً خالداً في ذاكرة أبناء المملكة العربية السعودية، ومحطة بارزة في طريق مسيرة الخير للنهضة التنموية التي تشهدها المملكة في شتى المجالات، فمنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مقاليد الحكم والمملكة تشهد منجزاً تلو الآخر، وقفزات تنموية متتالية ومتسارعة في ميادين عدة.
فقد جسد قائد المسيرة قيما وأرسى مبادئ في مستهل عهده الميمون بخطابه التاريخي الذي عاهد فيه الله ثم عاهد شعبه على أن يتخذ القرآن الكريم دستوراً والإسلام منهجاً، وأن يكون شغله الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين جميعاً، مطالباً شعبه أن يشدوا من أزره ويعينوه على حمل الأمانة وألا يبخلوا عليه بالنصح والدعاء.
وسيسجل التاريخ لخادم الحرمين الشريفين أنه أوفى بعهد بيعة شعبه، فجعل مواطنيه محور اهتمامه، فقد جاب مناطق المملكة كلها متفقداً ومتلمساً لاحتياجات الناس، وسرعان ما رأينا الترجمة العملية لتلك الزيارات الميمونة متمثلة في مشروعات تنموية عملاقة غطت كل ربوع الوطن وعمت بخيرها مواطنيه كافة، مدناً صناعية واقتصادية تصل استثماراتها إلى آلاف الملايين من الريالات، ونهضة تعليمية وصحية نوعية وكمية تعد نقلة في الخدمات التي يحظى بها المواطن السعودي، وبنية أساسية ذات بعد إستراتيجي في مجالات الطرق والمواصلات والاتصالات والكهرباء والمياه تؤسس لمستقبل اقتصادي واعد.
وحرص الملك عبدالله بن عبدالعزيز منذ أن تولى مقاليد الحكم على تطوير مرفقي القضاء والتعليم بوصفهما الركيزة الأساسية لأي عملية تنموية، فكان مشروع الملك عبدالله لتطوير القضاء.
وفي مجال التعليم يبرز مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، وتضاعف عدد الجامعات من ثمان جامعات إلى أربع وعشرين جامعة منتشرة في مختلف مناطق المملكة، شواهد حضارية على رعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين بهذا المرفق الحيوي، حيث أولاه جل عنايته، كما اهتم رعاه الله بالمجتمع المعرفي والمعلوماتي فأنشأ جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في محافظة رابغ التي دشنها -حفظه الله- في شهر شوال العام الماضي 1430هـ الموافق سبتمبر 2009م. كما تم إنشاء مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، التي يسعى المليك المفدى من خلالها إلى تنويع مصادر الطاقة في المملكة بدلاً من الاعتماد على مشتقات البترول بالاستفادة من مصادر الطاقة المتنوعة التي تتوفر بالمملكة، كما شملت خطى الإصلاح التي تميز بها العهد الزاهر تحديث الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات.
إن هذه الخطى المباركة لخادم الحرمين الشريفين في الإصلاح الشامل تعزز قدرة مؤسسات الدولة على النهوض بمسؤولياتها وفقاً لمتطلبات العصر.
ولم تتوقف إنجازاته - أيده الله - على الصعيد الداخلي بل امتدت إلى تعزيز مكانة المملكة في محيطها العربي والإسلامي والدولي، فقد استطاع بفضل من المولى عز وجل ثم بحنكته ومهارته في القيادة تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً، وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية، وفي صناعة القرار العالمي، وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.
وتجاوزت المملكة الأزمة المالية العالمية التي عصفت بمختلف دول العالم نهاية العام 2008م، فكان تأثيرها على الاقتصاد السعودي محدوداً، بفضل من الله ثم بفضل السياسات النقدية والاقتصادية المتزنة والسليمة التي رسمتها حكومة خادم الحرمين الشريفين.
وتعززت المكانة الاقتصادية للمملكة في هذا العهد الزاهر لتدخل ضمن مجموعة دول العشرين الاقتصادية العالمية.
وسجل خادم الحرمين الشريفين اسمه من نور في التاريخ المعاصر بوصفه واحداً من أبرز دعاة السلام والحوار في العالم، حينما بادر -أيده الله- بالدعوة إلى حوار عالمي بين أتباع الأديان السماوية، واستجابة لدعوته -أيده الله- عقد مؤتمر الحوار العالمي في العاصمة الإسبانية مدريد في شهر يوليو عام 2008م، لتحقيق التفاهم والتعاون بين الأمم التي تجتمع على مبادئ كبرى وتشترك في قيم عظمى، ولتأسيس حوار مع الأطراف الأخرى ليعم السلام والأمن أرجاء الأرض, وتعريف غير المسلمين بسماحة الإسلام وعدله.
فقد رسم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه- الطريق للحوار بين أتباع الرسالات الإلهية، والحضارات والثقافات، وحددها - أيده الله - في القيم المشتركة التي دعت إليها الرسالات الإلهية، التي أنزلت من الرب -عز وجل- لما فيه خير الإنسان والحفاظ على كرامته، وتعزيز قيم الأخلاق، والتعاملات التي لا تستقيم والخداع، وتنبذ الخيانة، وتنفر من الجريمة، وتحارب الإرهاب، وتحتقر الكذب وتؤسس لمكارم الأخلاق والصدق والأمانة والعدل.