Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/06/2010 G Issue 13768
الاربعاء 26 جمادىالآخرة 1431   العدد  13768
 
بمناسبة ذكرى البيعة المثقفون متطلعون لمزيد من الدعم الثقافي
الجنادرية ومكتبة الملك عبدالعزيز والحوار الوطني و(كاوست) تظهر الشخصية الثقافية للملك عبدالله

 

التحقيقات - منيف خضير

بمناسبة الذكرى الخامسة للبعية المباركة تحدث لـ(الجزيرة) عدد من الوجوه الثقافية عن أبرز المنجزات الثقافية في هذا العهد الميمون مهنئنين الوطن والمواطنين بهذه المناسبة السعيدة، حيث تحدث في البداية الأستاذ عبدالرحمن بن أحمد الروساء مدير عام التربية والتعليم بمنطقة الحدود الشمالية، وعضو نادي الحدود الشمالية الأدبي عن الحراك الثقافي وأبرز مؤشراته في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز فقال: إنني أبدا بمقتطفات مما قاله حفظه الله عن زيارته للمنطقة الشمالية حيث قال: إن من دواعي سروري أن يتم خلال زيارتي تدشين عدد من المشاريع التنموية التي ستعطي المنطقة بإذن الله نصيبها من الرخاء وتستكمل أسباب الحياة السعيدة لأهلها وسوف يستمر العطاء إن شاء الله لهذه المنطقة تدريجياً حتى تأخذ نصيبها الوافر من التنمية.

هذه مقتطفات من كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - أثناء زيارته الميمونة للمنطقة، والتي استمرت ثلاثة أيام سجلت بماء الذهب لأبناء منطقة الحدود الشمالية، الذين عرفوا ملكهم قائداً صادقاً يترجم أقواله لأفعالٍ وارفةٍ يتفيأ ظلالها أبناء المنطقة رخاء وازدهاراً، وكان من ثمرة هذه الزيارة تأسيس نادي الحدود الشمالية الأدبي وهو أول نادٍ أدبي في المملكة تأسس بأمر من الملك مباشرة، ودعمه حفظه الله بخمسة ملايين ريال لبناء مبنى يحتضن فعالياته.

وجدير بالذكر أن نادي الحدود الشمالية الأدبي وهو الأحدث بين الأندية الأدبية سبق الكثير من الأندية في الحصول على قطعة أرض تكون مقراً دائماً له مما يعد إنجازاً كبيراً للنادي، ليكمل سلسلة النوادي الأدبية الستة عشر المنتشرة في مختلف مناطق بلادنا.

وحينما تعود بنا الذاكرة للوراء نجد أن افتتاح الأندية الأدبية بالمملكة كان في عام 1395هـ، ثم تزايدت حتى بلغت الآن 16 نادياً أدبياً وثقافياً تم افتتاحها في عهد الملك خالد بن عبد العزيز - رحمه الله - والتي رعاها الملك فهد - رحمه الله - حينما كان ولياً للعهد.

وبالرجوع إلى قوائم النشر للإبداعات الشعرية والسردية والإسهامات النقدية والرسائل الجامعية المطبوع منها والمخطوط نجد أننا أمام نقلة رائدة، لا يدرك أبعادها إلا من عايشها عن قرب.

وعندما نشأت فكرة الأندية الأدبية في المملكة كان النشاط الأدبي المحض هو البارز، بل هو الوحيد في الميدان، وهو الأنسب لما كانت عليه اهتمامات كافة شرائح المجتمع المثقفة آنذاك، باعتبار أن المجالات الأدبية كانت هي الوحيدة التي تتوفر لها الإمكانات والفرص، كما أن الذين سارعوا بتأسيس الأندية الأدبية آنذاك كانوا هم الأدباء الرواد، والذين حملوا على عواتقهم ريادة المسيرة الثقافية والفكرية في المملكة، ومع التوسع في الاحتياجات المجتمعية فقد تحولت هذه الأندية الأدبية إلى ما يشبه المراكز ثقافية، بمعنى أن المفاهيم تتوسع، فتشمل مجالات فكرية وثقافية أخرى غير الأدب ومشتقاته، فأبناء اليوم لهم توجهاتهم العلمية العديدة، ولديهم من القدرات والإبداع ما ليس حكراً على الأدب أو الصورة التقليدية للفكر والثقافة، أما الثقافة فهي ليست محصورة بناد ٍأدبي، وإنما هي موجودة داخل المجتمع بجميع منابره الإدارية منها والثقافية، فالإدارات الحكومية لها دور في تحريك الحراك الثقافي وكذلك القطاع الخاص، وكل يؤدي الدور المنوط عليه.

نادي الحدود الشمالية الأدبي

وعن مسيرة النادي الأدبي بالمنطقة أضاف الروساء حيث قال:

إن التغيير الذي أحدثته وزارة الثقافة والإعلام في مشهد الأندية الأدبية السعودية لافتا، فهي قد جمعت بين التعيين والانتخاب معا، إذ يتم تعيين عشرة أدباء كأعضاء لمجلس الإدارة ثم يتم انتخاب رئاسة النادي وأمانتها وسكرتاريتها من هؤلاء العشرة، وهذه الطريقة قد لقيت بعض الاستجابة من لدن الأدباء الذين كانوا يطالبون دائما بالتغيير.

وتعود بنا الذاكرة إلى التاريخ 18-3-1428هـ، حيث أقام نادي الحدود الشمالية الأدبي وبحضور مدير عام إذاعة الرياض الأستاذ سعد بن محمد الجريس أولى فعالياته ندوة حوارية بعنوان: (ماذا يريد الأدباء والمثقفون من النادي وماذا يريد النادي من الأدباء والمثقفين ؟)، وذلك على مسرح الإدارة العامة للتربية والتعليم للبنين، وكان هناك برنامج إذاعي مباشر بثته إذاعة الرياض من قاعة الاجتماعات الخاصة بالإدارة العامة لتعليم البنات بمنطقة الحدود الشمالية وشارك فيه عدد من أعضاء النادي ونخبة من مثقفي المنطقة، وجدير بالذكر أيضاً أن النادي أقام هذه الندوة أيضاً في محافظة رفحاء وذلك على مسرح جمعية البر الخيرية مساء يوم الثلاثاء 20-3-1430هـ.

ومن المحطات المهمة التي يتذكرها التاريخ الأدبي في المنطقة هي اختيار شعار النادي والذي تزينه خيمات ثلاث ترمز إلى محافظات المنطقة (عرعر، رفحاء، طريف)، ويتوسطه قلم كبير يرمز إلى العلم والأدب، وثمة ثلاثة خطوط متعرجة في الجانب الأيسر ترمز إلى التحول الذي شهدته محافظات المنطقة الثلاث من حياة البادية البسيطة إلى حياة المدينة والمدنية بما تحمله من تطور وازدهار يعكس ما وصلت إليه بلادنا من رقي وحضارة، وكتب تاريخ التأسيس بالعربي (1428هـ)، وبالإنجليزي (2007)، وثمة إشارة أسفل الشعار لخط الأنابيب (التابلاين)، والذي تدين له المنطقة ببدايات النشأة والاستيطان، ثم يزين الشعار من أسفل اسم النادي باللغة العربية وأسفله باللغة الإنجليزية، وقد اتخذ الشعار ألوان الصحراء والخيمة العربية تكريساً للانتماء للمنطقة وبيئتها.

الثقافة في ذكرى البيعة

وعن ذكرى البيعة أضاف الأستاذ عبدالرحمن الروساء قائلاً:

إن ذكرى البيعة الخامسة لخادم الحرمين الشريفين هي مناسبة وطنية غالية، من المنصف أننا عبرها نشيد بجهود الوالد القائد في دعم مجالات عدة ساهمت في رقي المجتمع السعودي، حيث أولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز الثقافة في المملكة - تحديداً - اهتماماً واضحاً فكان من نتاج ذلك أن أسس مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في الرياض وأسس شقيقتها في الدار البيضاء، وأطلق في عام 1405 المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي يقام سنوياً في الجنادرية واحتفل مؤخراً بعامه الخامس والعشرين واستقطب العلماء والأدباء والشعراء والمفكرين من العالم، كما أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - هذا العام - توجيهه بإنشاء القناة الثقافية السعودية تعبيراً منه - أيده الله - عن الدور الكبير الذي تقوم به الثقافة في نهضة الأمم والشعوب وإيمانا بأن الثقافة هي الطريق الأمثل لإقامة الجسور بين الشعوب. فهو يؤمن أن الفكر والثقافة يقدمان للعالم رؤية نحو المستقبل وهذا ما تعبّر عنه إنجازاته ذات البعد الثقافي في المهرجان الوطني للتراث والثقافة الذي أصبح معلماً من معالم المهرجانات الثقافية العربية وإيمانه أنه لا سبيل للإنسانية يفوق سبيل الحوار فكان مشروعه العظيم للحوار الوطني بين أطياف المجتمع السعودي ودعوته إلى حوار عالمي بين أتباع الديانات السماوية والحضارات الذي لاقى قبولاً ضخماً من الساسة والمفكرين والمثقفين والأدباء في العالم أجمع ثم يأتي إيمانه بأن المعرفة قوة، فكانت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية هبته للعلماء والمخترعين فهنيئاً للوطن بهذا الملك الباني العظيم.

توجه جاد للرقي الثقافي

الأديب الأستاذ سعيد شهاب عضو النادي الأدبي في منطقة الحدود الشمالية قال عن دور خادم الحرمين في تطوير الثقافة في المملكة:

كبيرةٌ هي أحلام المبدعين والمثقفين السعوديين على اختلاف مشاربهم وتنوع فنونهم في رؤية الوطن زاخراً بالعطاء الثقافي والفني الذي يتحدث عن حضارة وثقافة الأمة ويعكس حقيقة تطلعاتها ومجتمع ذواق للفنون والآداب مقيّم وناقد بصير للإنتاج الأدبي والفني، كم هي عريضة أحلامهم بقيام اتحادات وجمعياتٍ للأدباء وللفنانين تدعم إنتاجهم وتبرز إبداعاتهم، وجادة هي جهود وزارة الثقافة والإعلام في القيام بمسؤولياتها والارتقاء بالإبداعات الثقافية والفنية على اختلاف توجهاتها لترتقي إلى المستوى الذي نتحدث عنه للآخرين بافتخار ونشارك به في المحافل الدولية ليعكس روح ثقافتنا وحضارتنا النابعة من قلب بيئتنا بشكل مشرَف وبفنٍ راقٍ ومتقن، تصطدم جهود المبدعين بعوائق مادية ومعنوية كثيرة في وسطٍ يغلِب الشكل على المضمون، فلم ينضج بعد ثقافي ليقدر الفنون والآداب التي تستحق الاحتفاء والخلود، وعوائق وقيودٌ اجتماعية تشغله عن التفرغ لفنه ولإبداعه، فمازال مجتمعنا يتخذ وضعاً دفاعيا ويغلبه الخوف والتوجس من كل ماهو جديد وغير مألوف فيرفضه ابتداء حرصاً على مبادئه الدينية وقيمه الاجتماعية المتوارثة التي يرفض التنازل أو التحول عن شيءٍ منها وتسيطر على عقل تيارات عريضة من مجتمعنا نظرية المؤامرة وسوء القصد لدى الآخر، من هنا يجد المبدعون مقاومة شديدة لكل طرحٍ فكري أو فني يتسم بالجرأة وصعوبة في تقبل المجتمع لنتاجهم.

دور ثقافي كبير

ويضيف الأستاذ سعيد شهاب مشيداً بدور وزارة الثقافة والإعلام قائلاً:

وتعمل وزارة الثقافة والإعلام وسط هذه الصعوبات والاتجاهات المتضادة فتحاول التوفيق بين القناعات الاجتماعية السائدة وبين إرادة التقدم والتطور والرؤية الاستراتيجية للقيادة في بناء الإنسان السعودي المؤمن بربه والمثقف الواثق من نفسه ومن سبيله في الحياة والمتفاعل بإيجابية مع معطيات الحضارة الحديثة، في هذا السياق يأتي تحرك الوزارة الدؤوب لتذليل العقبات المادية والتنظيمية إيماناً منها بأن فنون وآداب الأمة هي ما يعكس حقيقة جوهرها ويتحدث عن آلامها وأحلامها ويخلد المفاصل الحاسمة في تاريخها ويرسم رؤاها وتطلعاتها لمستقبل أجيالها، في هذا السياق يأتي إنشاء ودعم الأندية الأدبية وجمعيات التراث والثقافة والفنون وإقامة الملتقيات الأدبية والثقافية والفنية والمشاركة في الفعاليات والمهرجانات العالمية للاستفادة من تجارب الشعوب وللتزود من مصادر المعرفة والخبرة لدى الآخرين.

إنسانية وتواضع

الأستاذ منصور بن عشوي الرسلاني (مدير إدارة كلية الحاسبات وتقنية المعلومات برفحاء - جامعة الحدود الشمالية) يتحدث عن هذه الذكرى الغالية حيث يقول:

ملكٌ فرض على قلوبنا محبته، فرض حبه وولاءه في حرية مطلقة ولكل من عاش على هذه الأرض الطاهرة «أرض الحرمين الشريفين».

فلو أن هناك مقياسا لذلك لوجدت أنه ما من منافس له في ذلك، فهو الذي احتوى قلبه المحسن والمسيء على حداٍ سواء، فكافأ المحسن على إحسانه وأخذ بيد المسيء حتى وجهه الى طريق الإحسان بعد توفيق الله سبحانه.. فهو الذي يحمل من صفات المليك حنكته وتدبيره لأمور شعبه والسعي لرقي وطنه ومضاهاته للدول المتقدمة، فاتصف «حفظه الله ورعاه» في إنسانيته وتواضعه مع كل فرد من أفراد المجتمع صغيراً كان أم كبيراً.

24 جامعة

ويرى الأستاذ الرسلاني أن اهتمام خادم الحرمين الشريفين في قطاع التعليم وخصوصاً التعليم العالي مؤشر على رعايته للعلم وأهله، ويضيف مؤكداً أن قناعات خادم الحرمين الشريفين - كانت ومازالت - بأن بناء الوطن والمواطن هما عمادا تقدم الأمم فدعم طلاب العلم في ابتعاثهم، ومواصلة الدرجات العلمية العليا. مضيفاً:

ففي «برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي» خير مثال لنا، فرفع أعداد المبتعثين خارجياً، كما حرصت وزارة التعليم العالي في عهده «حفظه الله»على تطوير القيادات الأكاديمية للنهوض بالجامعات. كم ازدادت أعداد الجامعات في عهده الزاهر، حتى أصبحت 24 جامعة في عام 1431هـ تتوزع على مناطق المملكة. فشُيدت المباني ورصدت المبالغ المالية لها لكي تواصل مسيرة العطاء بكوادرها لأبناء الوطن فقد تم إنشائها على أحدث المواصفات والتجهيزات التي تتواكب مع التطور الموجود في الجامعات المتقدمة. فما بقي لأبناء الوطن إلا أن يجددوا بيعة الحب والولاء في عهد ملك القلوب والذي وجه بإنشاء الجامعات في كل منطقة بل وفي أغلب المحافظات فأصبح التعليم العالي فرصة مهيأة لكل طالب علم.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد