تحل الذكرى الخامسة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ملكاً للمملكة العربية السعودية، وقد شهدت المملكة في عهده - رعاه الله - منجزات تنموية وسياسية واقتصادية عملاقة، فعلى الصعيد الداخلي ازداد عدد الجامعات والكليات والمعاهد التي شملت جميع مناطق ومدن المملكة وإنشاء المدن الاقتصادية التي تشكل البنية الأساسية الحقيقية للانهاض والاستعانة بسواعد الشباب السعودي لبناء وطنهم، وكما أنه -حفظه الله- وما تمثله هذه البلاد من مكانه إسلامية عظيمة لوجود المقدسات فقد انصب اهتمامه على توسعة الحرمين الشريفين لزيادة الساحات الخارجية لاستيعاب أعداد كبيرة من المسلمين في شتى أنحاء العالم. أما على الصعيد العربي وما صاحبها من خلافات وتفرقة وتوتر في العلاقات فأعلن - حفظه الله - مبادرته الشهيرة في قمة الكويت الاقتصادية بالمصالحة العربية العربية بين الإخوة والأشقاء العرب ولمّ الشمل العربي لرأب الصدع وإنهاء الخلاف وإعادة ترتيب البيت العربي والتنسيق والتكاتف فيما بينهم. أما على الصعيد الدولي فتمكنت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بحنكته ومهارته من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً بحضور سياسي متميز وعلاقات إستراتيجة مع دول العالم، وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي، وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته، وذلك يعود لدور المملكة المهم لمكانتها الاقتصادية والدينية، وحافظت المملكة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - على الثوابت الإسلامية واستمرت على نهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية.