يحفل متحف المصمك بالعديد من الشواهد التاريخية التي تعكس مرحلة تأسيس وتوحيد المملكة على يد المغفور له -بإذن الله- الملك عبد العزيز وهو يمثل في مجمله سيرة خالدة تروي للأجيال الملحمة الكبرى لفتح الرياض التي قادها الملك عبدالعزيز إبان مرحلة تأسيس المملكة العربية السعودية، ويرصد ويصور في مشاهد تاريخية قدوم الوفود من جميع أنحاء المملكة لمبايعة الملك عبدالعزيز على السمع والطاعة وفق منهج الدين الحنيف والشريعة السمحة.
ويجسد المتحف بمعروضاته الحية نموذجاً قائما لتاريخ المملكة، ليحفظها التاريخ ويرويها للأجيال المتعاقبة. ويمثل المصمك بداية لانطلاقة التوحيد لهذا الكيان الشامخ، ولهذا فقد تم تحويله إلى متحف يحكي تأسيس المملكة.
يتكون المتحف من عدد من الأجنحة الرئيسية التي تحكي قصة استعادة الرياض مع استعراض لمآثر الملك عبدالعزيز كما تم تخصيص جناح عن عمارة المصمك وآخر عن مدينة الرياض.
الزائر للمصمك يرى أهم أجزائه وهو بابه الكبير الذي منه اقتحم الأمير الشاب الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود مع جماعته الصغيرة حصن المصمك عبر فوهة في بوابته في فجر الخامس من شوال لعام 1319هـ كبداية لسلسة عمليات غيرت مجرى التاريخ في الجزيرة العربية.
ومن الباب إلى مجلس الحاكم الذي يعد المنطقة المهيأة لاستقبال الضيوف وهي بجوار المدخل الرئيسي، بعد ذلك تقابلك منطقة الاستقبال وهي تجمع بين المناسبات الرسمية لاتصاله مع المداخل ومنه يبدأ الوصول إلى الأجنحة الأخرى.
بعد ذلك يدلف الزائر إلى جناح مخصص لعرض كيفية استعادة الرياض وهو من الأجنحة الرئيسية للمتحف حيث يتم من خلاله التعرف عن قرب على كيفية استعادة الرياض من خلال لوحات مزودة بشروحات مع إعطاء نبذة عن تاريخ المصمك.
جناح الحصن وهذا الجناح مخصص للتعرف على مكونات المصمك ويشمل عناصره المعمارية وتحصيناته الدفاعية والعديد من الاستخدمات الأخرى.
(جناح توحيد المملكة) هذا الجناح مخصص للتعرف على مراحل توحيد المملكة بعد أن استعادها الملك بعدالعزيز في تاريخ 1351هـ حيث تم وضع لوحات وخرائط تمثل مناطق المملكة آن ذاك وهي العارض والقصيم والهفوف وحائل وعسير ومكة المكرمة وجدة.
(جناح الرياض بين الماضي والحاضر) ويعطي هذا الجناح نبذة عن مدينة الرياض وتطورها من خلال استعراض لنشأة الرياض في منتصف القرن التاسع والرياض في الفترة من 1282هـ إلى 1319هـ، بالإضافة إلى أجنحة أخرى تعرج على مكانة الرياض الدينية وأهميتها كونها مصدر إشعاع للعلم والأهمية التجارية والعسكرية للمدينة، إلى جانب عرض نبذة عن أسوار وبوابات الرياض.
كما يحكي المتحف أيضا قصة الزراعة والمياه وتطورها في المملكة ثم السجل المصور عن الملك عبدالعزيز عبر مراحل حياته الحافلة.
كما يحكي أيضاً مآثر الملك عبدالعزيز في العديد من قطاعات الدولة والأنظمة المالية والقضائية والتعليمية والصحية والعلاقات الدولية والبترول والمعادن والمواصلات والاتصالات والشؤون العسكرية.
أخيراً بقي أن نشير إلى أن هذا المتحف كتاباً مفتوحاً يمكن للزوار من داخل وخارج المملكة الاطلاع عليه والنظر بعين بصيرة إلى حجم الإنجازات التي تحققت على يد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ورجاله المخلصين الذين ساهموا في توحيد هذه البلاد المترامية الأطراف ولم شمل المملكة تحت راية التوحيد الخالدة والانتقال من حالة البداوة إلى حالة الحضارة والتقدم والرقي والمسابقة في ميادين العلم والمعرفة.