المدينة المنورة - مروان عمر قصاص :
أبدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رعاه الله ومنذ توليه مهام الحكم اهتماما مكثفا وملموسا بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة حيث استهل مهامه حفظه الله بزيارتين متتاليتين لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وقد تم خلالهما التوجيه ببدء توسعات جديدة في الحرمين الشريفين وفي المشاعر المقدسة خدمة للحجاج وحرصا منه وفقه الله على العناية بهم وبراحتهم وأمنهم وسلامتهم.
في مكة المكرمة تم البدء في تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع اكبر توسعة للحرم المكي في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتستغرق مدة المشروع نحو 6 سنوات بتكلفة إجمالية تبلغ 40 مليار ريال، وتغطي التوسعة نفسها وتطوير منطقة الشامية من حيث إنشاء أبراج وشبكة طرق مخصصة لمركبات النقل منفصلة تماما عن الممرات وأخرى أنفاق داخلية مخصصة فقط للمشاة مزودة بسلالم كهربائية وتوفر فيها كافة معايير الأمن والسلامة وسط منظومة متكاملة من الخدمات تساعد على سهولة الحركة والانتقال من وإلى الساحات الشمالية والغربية وبعيدا أيضاً عن الحركة المرورية.
الجدير بالذكر أن المشروع ينقسم إلى ثلاثة أقسام: منها التوسعة ذاتها للحرم المكي، حيث يتسع الحرم بعد التوسعة إلى مليوني مصلٍ وتعتبر من أكبر التوسعات بالحرم المكي الشريف، ثانيا، الساحات الخارجية والتي تحوي دورات المياه والممرات والأنفاق والمرافق الأخرى المساندة والتي تعمل على انسيابية الحركة في الدخول والخروج للمصلين والمعتمرين والحجاج، ثالثا، منطقة الخدمات التكييف، محطات الكهرباء، محطات المياه وغيرها. وتصل مساحة التوسعة إلى 750.000 م2 وتصل كمية الحديد المطلوبة إلى 280.000 طن، وكميات الخرسانة إلى أكثر من 850.000 طن، تغطي فيها طابقا تحت الأرض وكذلك الطابق السفلي والميزانين وطابق الروف (السطح).
كما تابع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود تنفيذ مشروع لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام تشمل إضافة ساحات شمالية للحرم بعمق «380» مترا تقريبا وأنفاقاً للمشاة ومحطة للخدمات بمساحة ثلاثمائة ألف متر مسطح تقريبا يدخل الحرم المكي الشريف مرحلة تاريخية جديدة في بنائه؛ حيث تعد توسعة الملك عبد الله أكبر توسعة على مر العصور يأتي هذا المشروع العملاق امتدادا لاهتمام قادة المملكة ببناء وتوسيع الحرمين الشريفين منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله.
وكان الملك المؤسس عندما استلم الملك عبد العزيز رحمه الله زمام الحكم بذل جهده من خلال الموارد المتاحة آنذاك في العناية بالمسجد الحرام ففي عام 1344هـ أمر رحمه الله بصيانة المسجد وإصلاحه وفي عام 1346هـ أمر بترميم الأروقة وطلاء الجدران والأعمدة وإصلاح قبة زمزم بعد ذلك بسنوات تم تركيب مظلاّت تقي المصلين حرارة الشمس وهو أول من أمر بتبليط ما بين الصفا والمروة بالحجر كما أمر رحمه الله بتشكيل إدارة خاصة سُميت مجلس إدارة الحرم كان من مهماتها القيام بإدارة شؤون المسجد الحرام ومراقبة صيانته وخدمته وفي شعبان 1347هـ أمر الملك عبدالعزيز رحمه الله بتجديد مصابيح الإضاءة التي بالمسجد الحرام وزيادتها حتى بلغت ألف مصباح وفي 14 صفر 1373هـ عندما تم إدخال الكهرباء إلى مكة المكرمة أُنير المسجد الحرام ووضعت فيه المراوح الكهربائية.
كما كان للملك سعود رحمه الله دور في هذا المجال حيث تمت توسعة شاملة لبيت الله الحرام وعمارته في ثلاث مراحل شملت إزالة المنشآت السكنية والتجارية التي كانت مجاورة للمسعى، وكذلك إزالة المباني التي كانت قريبة من المروة، وإنشاء طابق علوي للمسعى بارتفاع تسعة أمتار مع إقامة حائط طولي ذي اتجاهين، وتخصيص مسار مزدوج يستخدمه العجزة الذين يستعينون بالكراسي المتحركة في سعيهم مع إقامة حاجز في وسط المسعى يقسمه إلى قسمين لتيسير عملية السعي. كما أنشئ للحرم 16 بابًا في الجهة الشرقية (ناحية المسعى)، كما تمّ إنشاء درج ذي مسارين لكلّ من الصّفا والمروة؛ خصّص أحدهما للصّعود والآخر للهبوط. كما أنشئ مجرى بعرض خمسة أمتار وارتفاع يتراوح ما بين أربعة وستة أمتار لتحويل مجرى السّيل الذي كان يخترق المسعى ويتسرّب إلى داخل الحرم، كما تمت توسعة منطقة المطاف على النّحو الذي هو عليه الآن، كما أقيمت السّلالم الحاليّة لبئر زمزم. وكان المطاف بشكله البيضاويّ يبدو وكأنّه عنق زجاجة؛ الأمر الذي كان سببًا في تزاحم الطّائفين حول الكعبة المشرّفة. وقد زال هذا الوضع بعد إجراء توسعة المطاف. كذلك جرت وفق هذه التّوسعة إزالة قبّة زمزم التي كان يستخدمها المؤذّنون الذين أنشئ لهم مبنى خاص على حدود المطاف إضافة لبعض التطويرات العديدة، وأصبحت مساحة مسطحات المسجد الحرام بعد هذه التوسعة193000 متر مربع بعد أن كانت 29127 مترًا مربعًا؛ أي بزيادة قدرها 131041 مترًا مربعًا. وأصبح الحرم المكي يتسع لحوالى400000 مصلٍ، وشملت هذه التوسعة ترميم الكعبة المشرفة وتوسعة المطاف وتجديد مقام إبراهيم عليه السلام.
في عهد الملك فيصل رحمه الله تم الإبقاء على البناء العثماني القديم، وتم عمل تصاميم العمارة الجديدة بأفضل أساليب الدمج التي تحقق الانسجام بين القديم والجديد. وما زال البناء الحالي يجمع بين التراث والمعاصرة.
الجدير بالذكر أن مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز رحمه الله لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف يعد درة الأعمال الجليلة التي اضطلع بها في خدمة الإسلام والمسلمين وعقدا من اللآلىء التي ترصع التاريخ الإسلامي على مر العصور.
وقد روعي في تنفيذ هذا المشروع أن يكون متميزاً من حيث التصميم والتنفيذ وأن يكون مترابطاً مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعماري. وبهذه التوسعة تصبح المساحة الإجمالية للحرم المكي الشريف «356» ألف متر مربع بما في ذلك المساحات المحيطة به والمخصصة للصلاة وكذلك السطح بعد أن كانت قبل ذلك « 152» ألف متر مربع ليتسع ل «770» ألف مصل بعد أن كانت طاقته الاستيعابية قبل ذلك في حدود «340» ألف مصل. ويمكن أن تتضاعف طاقته الاستيعابية في أوقات الذروة وأصبح مجموع المداخل العادية للحرم خمسة وأربعين مدخلاً بالإضافة إلى أربع بوابات رئيسية وعدد المآذن تسع مآذن وعدد السلالم الكهربائية المتحركة سبعة سلالم بالإضافة إلى السلالم العادية.
وتم إنشاء محطة مركزية بمنطقة كدي لتكييف الحرم ويتم نقل المياه المبردة من هذه المحطة عبر أنابيب داخل نفق ممتد من الحرم إلى موقع المحطة حيث يتم ضخ هذه المياه المبردة الخاصة بالتكييف إلى مبنى التوسعة إذ تدخل هذه المياه إلى البدروم السفلي بالتوسعة الذي يشتمل على 102 مضخة لتغذية وحدات معالجة الهواء.
وتم الانتهاء من هذا المشروع بالكامل وتم تكييفه مركزياً وتزويده بالفرش الفاخر وإضاءته وتزويده بمكبرات الصوت ليتمكن المصلون من سماع صوت الإمام بكل وضوح وتوفير مياه زمزم المبردة من خلال العديد من حافظات الماء الموزعة في أرجاء الحرم ولا يقتصر المشروع على إضافة هذا المبنى إلى مبنى الحرم الحالي فحسب وإنما يشتمل على تسوية وتوسعة الساحات المحيطة بالحرم لأداء الصلاة فيها حيث نزعت ملكية العقارات الموجودة بها وأزيلت وتم تبليطها بالبلاط الفاخر وإضاءتها بأبراج إنارة عالية وفرشها بالفرش الفاخر أوقات الذروة والمواسم وتزويدها بمكبرات الصوت ومياه زمزم المبردة وذلك لأداء الصلاة بها لتخفيف الزحام داخل الحرم المكي الشريف.
وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الساحات أكثر من أربعين ألف متر مربع وتستوعب أكثر من خمسة وستين ألف مصل في الأيام العادية وتتضاعف في أيام الذروة.
ويتضمن المشروع إنشاء نفق للسوق الصغير الذي يمتد من ميدان الشبيكة إلى أنفاق أجياد السد والذي يفصل حركة المشاة عن حركة السيارات أمام المنطقة الواقعة أمام بوابة الملك فهد وبوابة الملك عبدالعزيز ليتمكن المصلون من الدخول والخروج من وإلى الحرم المكي الشريف بكل يسر وسهولة وكذلك الاستفادة من هذه الساحات لأداء الصلاة فيها. وتم الانتهاء من هذا النفق الذي بلغت تكلفته الإجمالية أكثر من ستمائة وخمسين مليون ريال. كما تتضمن التوسعة تنفيذ عبارات خرسانية في منطقة ما حول الحرم المكي الشريف يتم تنفيذها بشكل دائري لتمديد خدمات المرافق العامة بها من مياه وصرف صحي وهاتف وكهرباء وغير ذلك دون اللجوء إلى التكسير، وذلك للحفاظ على جمال المنطقة حيث تقوم كل جهة بتمديد خدماتها عبر هذه العبارات الخرسانية الموجودة تحت الأرض.
وهناك العديد من المشروعات الحيوية التي تم تنفيذها لخدمة ضيوف الرحمن خلال الأعوام السابقة ومنها إنشاء ستة جسور بالمسعى لفصل حركة دخول وخروج المصلين من وإلى الحرم لمن يؤدون شعيرة السعي حتى يتمكنوا من أداء شعيرتهم بكل يسر وسهولة ودون أي ازدحام أو مضايقة ومشروع تبريد مياه زمزم آلياً ومشروع استبدال رخام صحن المطاف برخام خاص عاكس للحرارة ليتمكن ضيوف الرحمن من الطواف بالبيت العتيق في أي وقت ليلاً ونهاراً كما تمت توسعة صحن المطاف حول الكعبة المشرفة لا ستيعاب أكبر عدد من الطائفين واستبدال السياج الخشبي حول أروقة الحرم المكي الشريف بسياج من الرخام الفاخر الذي يحمل زخارف إسلامية مميزة.
ومشروع تهيئة سطح الحرم لأداء الصلاة فيه أوقات الذروة والمواسم لتخفيف الزحام داخل الحرم وإنشاء سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين فيه. ومن المشروعات العملاقة والتي وفرت أمن وسلامة الحجاج يبرز مشروع تطوير منطقة الجمرات في مشعر منى والذي أقل ما يقال عنه إنه درة المشاريع التطويرية التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود في المشاعر المقدسة في نطاق سعيها الدؤوب لتوفير أرقى الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، وبما يحفظ أمنهم وسلامتهم بمشيئة الله، وليؤدوا مناسك حجهم في جو مفعم بالأمن والإيمان ومزيد من الأمن والطمأنينة ويعد المشروع الذي وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بتنفيذه بتكلفة أربعة مليارات ومائتي مليون ريال نقلة حضارية وهندسية نوعية توفر أهدافا أساسية لانسيابية حركة الحجاج ضمن ظروف آمنة ومريحة تحقق لهم السلامة والراحة خلال أدائهم هذا النسك إضافة إلى خفض كثافة الحجاج عند مداخل الجسر وذلك بتعدد المداخل وتباعدها مما يسهم في تفتيت الكتل البشرية عند المداخل وتسهيل وصول الحجاج إلى الجمرات من الجهة التي قدموا منها وتوفير وسائل السلامة والخدمات المساندة أثناء تأدية ضيوف الرحمن نسك رمي جمرة العقبة يوم العيد ورمي الجمار أيام التشريق.
تدشين المرحلة الخامسة
خلال حج هذا العام سيتم تدشين المرحلة الخامسة من مشروع تطوير المنطقة.. حيث تمت الاستفادة من مراحله الأربع خلال الأعوام الماضية، وجميع الأدوار تم تكييفها، كما ستتم تغطية المستوى الخامس للجسر في العام القادم بسقف من الخيام المطورة.
ويتيح الجسر الرمي على خمسة مستويات: المستوى الأول من الجسر للحجاج القادمين من جهة منى ويتم الدخول إليه بواسطة منحدرين الأول لاستعمال الحجاج القادمين من شمال منى، شارعي سوق العرب والجوهرة والثاني لاستعمال الحجاج القادمين من جنوب منى شارع المشاة الجنوبي وشارع الملك فيصل ويتم الخروج منه عبر 3 منحدرات: الأول والثاني باتجاه منى والثالث باتجاه مكة المكرمة، ويتم الدخول للمستوى الثاني للجسر إليه من جهة مكة المكرمة بواسطة منحدرين الأول من الجهة الشمالية للحجاج القادمين من غرب الجمرات ومن محطات الحافلات المقترحة على شارع سوق العرب وشارع الجوهرة والثاني للحجاج القادمين من الجهة الجنوبية القادمين من شارع صدقي وطريق المشاة ومن محطة الحافلات على شارع الملك فيصل ويتم الخروج منه بواسطة منحدر باتجاه مكة المكرمة مع إمكانية الخروج إلى منى بواسطة السلالم المتحركة أو السلالم العادية والمستوى الثالث للجسر وهو مخصص لاستعمال الحجاج القادمين من وسط منى ومن شارع الملك فهد ومن مشروع الإسكان على سفوح الجبال ويتم الوصول إليه والخروج منه بواسطة سلالم متحركة أو سلالم عادية، كما يتم الوصول إليه أيضا عن طريق منحدر من سفوح الجبال خلف مشروع الإسكان ومنحدر من مجر الكبش خلف مصطبة الخيام فيه.
المستوى الرابع
أما المستوى الرابع للجسر فهو مخصص للحجاج القادمين من الجهة العليا بشارع الملك عبد العزيز (ربوة الحضارم) ويتم الدخول إليه والخروج منه بواسطة ممرات على المنسوب العالي متصلة مباشرة مع الساحة والمرافق القائمة على شارع الملك عبد العزيز والمرحلة الثالثة وتشتمل على مستوى ثانٍ للحجاج القادمين من جهة مكة المكرمة ومستوى ثالث للحجاج القادمين من جهة منى وشارع الملك فهد والمرحلة الرابعة، وتشتمل على مستوى رابع للحجاج القادمين من الجهة المرتفعة من شارع الملك عبد العزيز..
ويبلغ طول الجسر 950 مترا وعرضه 80 مترا وصمم على أن تكون أساسات المشروع قادرة على تحمل 12 طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك، ويبلغ ارتفاع الدور الواحد اثني عشر مترا ويشتمل المشروع على ثلاثة أنفاق وأعمال إنشائية مع إمكانية التطوير المستقبلي.
ويوفر المشروع 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربع إضافة إلى تزويده بمهبط لطائرات مروحية لحالات الطوارىء ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة، وأنفاقا أرضية.
ورافقت مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشاريع جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على 6 اتجاهات منها 3 من الناحية الجنوبية و3 من الناحية الشمالية وتنظيم الساحات المحيطة بجسر الجمرات لتفادي التجمعات بها والسيطرة على ظاهرة الافتراش حول الجسر إلى جانب مسارات الحجاج.
وسيساعد المشروع على تنظيم وتخصيص الأماكن المناسبة للخدمات مثل الأغذية وأماكن الحلاقة ودورات المياه والخدمات الطبية والاسعافية وقوات الدفاع المدني والأمن العام.
ولتحقيق أعلى درجات الأمن والسلامة زوّد المشروع بآلات تصوير تقنية مطورة موزعة في عدة أماكن ومتصلة بغرفة العمليات التي تشرف على الجسر والساحة المحيطة به لمراقبة الوضع بصورة عامة واتخاذ الإجراءات المناسبة وقت وقوع أي طارئ.
وروعي في تنفيذ المشروع الضوابط الشرعية في الحج وازدياد عدد الحجاج المستمر وتوزيع الكتلة البشرية وتفادي تجمع الحجاج عند مدخل واحد وذلك عن طريق تعدد المداخل والمخارج في مناطق ومستويات مختلفة تناسب أماكن قدوم الحجاج إلى الجسر ومنطقة الجمرات حيث يبلغ عددها 11 مدخلا ومثلها من المخارج.
أنفاق تحت الأرض
كما يحتوي المشروع على أنفاق لحركة المركبات تحت الأرض لإعطاء مساحة أكبر للمشاة في منطقة الجسر ومخارج للإخلاء عن طريق 6 أبراج للطوارئ مرتبطة بالدور الأرضي والأنفاق ومهابط الطائرات.
وقد أسهم تصميم أحواض الجمرات والشواخص بطول (40) مترا بالشكل البيضاوي في تحسن الانسيابية وزيادة الطاقة الاستيعابية للجسر، مما ساعد في الحد من أحداث التدافع والازدحام بين الحجاج أثناء أداء شعيرة رمي الجمرات.
ووفقاً للمواصفات فإن أساسات المشروع قادرة على تحمل اثني عشر طابقا وخمسة ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك ويرتفع الدور الواحد اثني عشر مترا.
وتم إعداد جداول للتفويج في منطقة جسر الجمرات على أساس تفويج 100 ألف حاج في الساعة في الدور الأرضي للجسر و80 ألف حاج في الساعة في الدور الأول و60 ألف حاج في الساعة في الدور الثاني و60 ألف حاج في الساعة في الدور الثالث.
كما تم في موسم حج العام الماضي توفير عربات كهربائية لنقل الحجاج من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة على منحدرات الدور الثاني لمنشأة الجمرات إلى الجمرة الصغرى. كما تم تخصيص ثلاثة مسارات لنقل الحجاج من المعيصم والعزيزية ودقم الوبر إلى الساحة الغربية للجمرات بحيث يبدأ الخط الترددي الأول من منطقة الشعبين والمعيصم (مواقف حجاج البر) إلى محطة الحافلات الشمالية الغربية بساحة الجمرات لخدمة المنحدر الشمالي من الدور الثاني لجسر الجمرات وبالعكس.
كما يشتمل المشروع على نظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعاً من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات مما يؤدي لخفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة وكذلك أنفاق أرضية لفصل سيارات الخدمات عن حركة المشاة أعدت بناء على دراسات ميدانية وهندسية.
وطال مشروع تطوير جسر الجمرات تنفيذ مشاريع جديدة في منطقة الجمرات شملت إعادة تنظيم المنطقة وتسهيل عملية الدخول إلى الجسر عبر توزيعها على 6 اتجاهات، 3 من الناحية الجنوبية و3 من الناحية الشمالية اقتضت إزالة عدد من الخيام وإيجاد مصطبتين لاستيعاب الخيام التي تمت إزالتها.