يوافق اليوم الأربعاء 26-6-1431هـ الذكرى الخامسة لبيعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- ملكاً للمملكة العربية السعودية، ولقد شهدت المملكة منذ مبايعته -رعاه الله- إنجازات قياسية في عمر الزمن تميزت بأنها شملت كل مناحي الحياة ومختلف المجالات على الصعيدين الداخلي والخارجي وهي إنجازات تشكل ملحمة عظيمة لبناء وطن حافظ منذ تأسيسه (على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله) على تميزه داخلياً وخارجيا وأضافت له قيادة هذا الملك الإنسان قوة إلى قوته وشموخاً شهد له القاصي والداني.
لقد اتسم عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- بسمات حضارية جسدت ما اتصفت به قيادة هذا الوطن المتمثلة فيه -رعاه الله- وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -حفظهم الله- من صفات متميزة من أبرزها التمسك بعرى عقيدة الإسلام السمحة والتفاني في خدمة الوطن والمواطنين والأمة العربية والإسلامية والمجتمع الإنساني بأسره في كل شأن وفي كل مناسبة، إضافة إلى حرصه المتواصل على تطوير الأنظمة وتحديثها وبناء دولة المؤسسات والتقنية الحديثة في شتى المجالات والعناية بالتنمية وخططها الطموحة.
ولم تقف معطيات القائد العظيم عند ما تم تحقيقه، وإنما شعاره الدائم العمل الدؤوب وتوالي المنجزات للرفع من شأن هذا الوطن ومواطنيه ووضعهم على عتبات التنمية المستدامة، فمن استمرار تحسين المستوى المعيشي لأبناء وطنه إلى دعم اقتصاد دولته، ويمكن الإشارة في الذكرى الخامسة للبيعة إلى افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية يوم الأربعاء 4-10-1430هـ الموافق 23-9-2009م، وهي أرقى جامعة في دول العالم الثالث تدخل بها المملكة عصر البحث العلمي والتقنية المتطورة تحقيقاً لرغبته -رعاه الله- في إيجاد جامعة متخصصة في العلوم والتقنية والبحث العلمي والتقني المتقدم والبرامج التعليمية المتطورة، إضافة إلى التوسع في افتتاح الجامعات في طول البلاد وعرضها حيث بلغت حالياً (24) جامعة حكومية وعشرات الجامعات والكليات الأهلية.
ولقد شهدت المملكة العربية السعودية في عهده الميمون الإنجازات التنموية العملاقة في جميع المجالات التعليمية والصحية والنقل والاتصالات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة وغيرها.
إن إنشاء المدن الاقتصادية في أرجاء وطننا العزيز وتوسيع الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة والبدء في مد الخطوط الحديدية وتطوير المطارات الدولية والإقليمية وغيرها، إنما هي شواهد حضارة يراها القريب والبعيد وتجعل مواطن هذا الوطن مرفوع الرأس بإنجازات غير مسبوقة وميزانيات خير متصاعدة من عام لآخر رغم الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالعالم وأوقفت مشاريع التنمية في بلدان عديدة.
هذا قليل من كثير ولكنه مؤشر للتطور الذي تم - ولا يزال - في وطن الخير والنماء.
إن ذكرى البيعة لخادم الحريمين الشريفين الملك عبدالله تجعلنا جميعاً نشعر بالفخر والاعتزاز؛ فقد اختصر خادم الحرمين الشريفين المسافة بيننا وبين العالم المتطور، وجعلنا على أعتاب التقنية الحديثة، ولعل من المهم الإشارة في ختام هذه الخواطر إلى الأمر الملكي بتأسيس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة في 3-5-1431هـ لتفتح الباب واسعا للإنجازات والطموحات التي تعود بالفائدة على الوطن والمواطن.
فشكراً لملك الإنسانية والتنمية والتقنية من أعماق كل فرد على جهوده المتواصلة لهذا الوطن في كل مجال من مجالات الحياة، ونسأل الله أن يديم على هذه البلاد نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء في ظل قيادته الرشيدة.
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية