Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/06/2010 G Issue 13768
الاربعاء 26 جمادىالآخرة 1431   العدد  13768
 
جولات لرأب الصدع العربي وتوحيد الصفوف بين الإخوة والبحث الدائم لحل القضايا
يد سلطان الخير تمتد لأنحاء العالم لتحقيق الأهداف السامية

 

الرياض- علي سالم العنزي:

ولي العهد هذا المنصب الذي جعل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز يحمل دوراً كبيراً في المساهمة بإدارة السياسة الخارجية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وذلك من خلال العديد من قضايا الإدارة والحكم والسياسة التي شارك - حفظه الله- فيها مشاركة فعالة.

مثل المملكة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان في العديد من المؤتمرات واللقاءات الدولية، إلى جانب قيامه بالعديد من الزيارات التي تستهدف رأب الصدع العربي، وإنهاء الخلافات في محيط الأسرة الواحدة، وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء، بهدف لم الصف وتجميع الكلمة في مواجهة التحديات الإسرائيلية والدولية التي تواجه الأمة العربية والإسلامية. وكان من أول اهتمامه -رعاه الله- على مستوى دول شبه الجزيرة العربية والخليج، وما لتلك المنطقة من أهمية بحكم موقعها الإستراتيجي جعلت لدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين أولوية كبيرة، بالإضافة إلى أهميتها الاقتصادية والسياسية والأمنية بالنسبة للمملكة العربية السعودية.

وقد عملت حكومة خادم الحرمين الشريفين في هذا الإطار على سلامة مسيرة مجلس التعاون، واستشراف خططه المستقبلية وتنفيذها، وإزالة العوائق التي تواجهه، وحل الخلافات التي تطرأ بين دول المجلس، ودفع جهود المجلس لإنجاز أهدافه الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

وتحتل المملكة العربية السعودية مكاناً بارزاً في العالم العربي بفضل تمسك المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين سلطان بن عبد العزيز بثوابت السياسة السعودية، من الدعوة للوحدة والتضامن، ومناصرة القضايا العربية بالإسهام الكبير في المجالات السياسية، والاقتصادية والثقافية والعسكرية، ونبذ الانقسام لتحقيق الأهداف المصيرية المشتركة، في عالم تتنازعه الأحلاف والتكتلات.

وعلى الصعيد الإسلامي كان ولازال التضامن الإسلامي وجمع شمل المسلمين سياسة سعودية راسخة، وذلك لما يحظى به هذا الهدف من تأكيد دائم لدى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين من خلال مواصلتها بث الإخاء الإسلامي، ونشر الدعوة الإسلامية والاهتمام بنشر الفكر الإسلامي، ودعم جهود الشعوب المسلمة وإغاثة المنكوبين من خلال رابطة العالم الإسلامي، والعديد من المؤسسات الفاعلة والأنشطة المتواصلة.

المواقف الإقليمية والدولية:

يمتلك صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز قدرة مشهودة في الاحتفاظ بانسجامه الذاتي مع ابتسامته الصافية في أحلك المواقف الإقليمية والدولية، إضافة إلى مهارات العمق الاجتماعي التي فطر عليها والقيم الأصيلة التي تربى عليها ليحوز على ثقة قادة العالم وإعجابهم بطاقاته التي لا تنضب.

لذلك حين يدوِّن قادة دول العالم والشخصيات الدولية مذكراتهم عن المملكة وينشرونها في الإعلام، تجد للأمير سلطان موضعًا مهماً فيها، متحدثين عنه دومًا بصفة الصديق الودود الموثوق، والشخصية السياسية اليقظة، والفطنة الحاضرة، والشخصية القادرة على إشاعة روح التفاؤل في الاجتماعات السياسية، وهو ما اعتبره السياسيون ذكاءً لامعًا من القيادة السعودية في الاعتماد على شخصية مثل شخصية الأمير سلطان في التواصل مع العالم الخارجي خاصة في المهمات البالغة الإستراتيجية مع المجتمع الدولي، وهي المشاعر نفسها التي يحملها عنه قادته المباشرون بدءاً من والده المؤسس - رحمه الله- وكذلك من تولى مقاليد الحكم من بعده، إذ كان الملك سعود يأخذ برأي الأمير سلطان ورؤيته حول العديد من القضايا الدولية، وكذلك الأمر مع الملك فيصل الذي ارتبط بأخيه الأمير سلطان على وثاق الصداقة المتينة والتناغم، الذي كان له دورٌ مؤثرٌ في إدارة الشأن الخارجي للوطن في بداية السبعينيات، والملك فيصل قال عنه حبًا وإعجابًا: (إنه الرجل الذي يقدر على نفسه، ومن يقدر على نفسه يقدر على الناس)، ومفهوم الإعجاب والثقة السياسية كانت أيضاً حاضرة في علاقته مع الملك الراحل خالد بن عبد العزيز، وهو الأمر الذي دفع بالملك الراحل فهد بن عبد العزيز منذ أن كان ولياً للعهد وحتى نهاية حكمه، بأن يكرّسه شخصياً في تعميق العلاقات الدولية، وهو الأمر المستمر حتى هذا اليوم حين نرى علاقة الوفاء والثقة تترجم عمليًا مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وتأتي ثمارها سريعاً كما حصل في زيارته الأخيرة إلى دولة قطر الشقيقة، كل تلك الصفات التي يمثلها سلطان الخير تجعل له قدرة مشهودة في الاحتفاظ بانسجامه الذاتي مع ابتسامته الصافية في أحلك المواقف الإقليمية والدولية، إضافة إلى مهارات العمق الاجتماعي التي فطر عليها والقيم الأصيلة التي تربى عليها ليحوز على ثقة قادة العالم وإعجابهم بطاقاته التي لا تنضب.

يد سلطان بن عبد العزيز في الداخل بنت كثيراً من المشاريع التنموية، يفرح بها دائماً أبناء المناطق حين يُعلن عن بدء زيارته، تشتاق الأرض لخطواته، إذ طالما وضعت يده حجر أساس مئات المشاريع الحيوية إن لم تكن بالآلاف، يد سلطان بن عبد العزيز مهرت توقيع أهم القضايا المتعلقة بشأن المواطنين من خلال سهره المتواصل على المشروع الإستراتيجي لإعادة النظر في الأنظمة وتطويرها للقضاء على البيروقراطية الإدارية التي لا تتوافق مع روح السرعة وديناميكية العصر، يد سلطان بن عبد العزيز شاركت وجدان المواطنين من شرورة أقصى جنوب الوطن التي أطلق عليها (سرورة) حبًا في أبنائها الذين يدخلون السرور على نفسه الكريمة، إلى شرقها في القصيم التي مازالت تتنفس كلماته العطرة في زيارته الأخيرة لهم، وإلى غربها في المدينة المنورة التي أحبها سكناً وقدر أهلها مكانه، وإلى العاصمة المقدسة مكة المكرمة الذي اختار شهر رمضان في كل عام ليطلق مشاريع خيرية عبر مؤسسة الأمير سلطان الخيرية لتسمع صداها في ليلة القدر بجوف قلوب المؤمنين، لينطلق بعدها في شوال إلى شمال الوطن تبوك، ليؤسس مشروعاً خلاقًا ومؤثرًا تضع يده حجر أساسه، ثم بعد حين تعود اليد نفسها لتفتتح ثمار المشروع بعد اكتماله.

العلاقة ما بين السعودية واليمن:

للأمير سلطان بن عبد العزيز جهودٌ بارزةٌ في توثيق العلاقة ما بين المملكة واليمن بالإضافة إلى دعم مسيرة التنمية اليمنية، حيث لم يجعلها سموه تقتصر على الدعم الثنائي فحسب، بل تتعداه إلى بذل كافة الجهود لمساندة الجمهورية اليمنية في كافة المحافل الإقليمية والدولية بما ينعكس إيجابياً على تنمية الفرد والمجتمع اليمني.

ولا يمكن أن ينسى أي متابع للتواجد الدولي للأمير سلطان بن عبد العزيز عندما ذكر في كلمته التي ألقاها في إحدى الاجتماعات: إن العلاقات السعودية - اليمنية تقوم على أسس قوية من وحدة العقيدة والجوار وأواصر القربى.

كما أن علاقات التعاون المتميزة تحظى برعاية كريمة من لدن سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وأخيه الأخ الرئيس علي عبد الله صالح.

وإنه لا يسعنا إلا أن نعبر عن ارتياحنا لسير وحجم التعاون بين بلدينا في مختلف المجالات بما في ذلك الجهود التي يبذلها القطاع الخاص في البلدين نحو المزيد من الترابط الاقتصادي.

إن جهود بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية في دعم مسيرة التنمية في بلدكم الشقيق لا تقتصر على الدعم الثنائي فحسب، بل تتعداه إلى بذل كافة الجهود لمساندة الجمهورية اليمنية في كافة المحافل الإقليمية والدولية بما ينعكس إيجابياً بحول الله على تنمية الفرد والمجتمع اليمني. والجاهزية التي تميزت بها عدد من الاتفاقيات للتوقيع لهو تأكيد لهذا التآخي وثمرة يانعة من ثمرات مجلس التنسيق السعودي اليمني ودليل على سرعة اتخاذ الإجراءات التنفيذية من الجهات ذات العلاقة في البلدين لما يصدر عن هذا المجلس من بيانات مشتركة تحقق رغبة قيادتينا وتطلعات الشعبين الشقيقين.

وفيما يتعلق بأمن الجمهورية اليمنية فهو الجزء الذي لا يتجزأ من أمن المملكة العربية السعودية.

الشأن العراقي:

وصف الأمير سلطان ما يحصل في العراق بأنه مأساة إنسانية كبيرة تدور فيها عجلة التدمير بلا رحمة ولابد من رسم خريطة طريق للخروج من نفق الأزمة ترتكز على رفض التدخلات الخارجية والعمل على صيانة وحدة العراق وسيادته وعروبته وضمان المساواة في الحقوق والواجبات للعراقيين بمختلف مذاهبهم وأطيافهم السياسية.

وبحث سمو ولى العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، مع مستشار الأمن القومي العراقي موفق الربيعي الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية في العراق، والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وشرعت المملكة العربية السعودية، في بناء سياج أمني على طول حدودها مع العراق، التي تمتد (900 كلم). ويتوقع أن ينتهي هذا السور، الذي بدأ العمل في إنشائه قبيل نهاية العام (2006)، بعد خمس أو ست سنوات، ويتكلف نحو (12) مليار دولار.

القضية الفلسطينية:

فيما يتعلق بالأوضاع في فلسطين، يعرب سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز عن أمله في أن يسهم المجتمع الدولي في الوصول إلى الحل النهائي للقضية الفلسطينية وفق إطار زمني محدد مشدداً على أن العرب وعبر مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اثبتوا للعالم تمسكهم بخيار السلام العادل.

وعلى إسرائيل بأن تلتزم بالشرعية الدولية وتوقف انتهاكاتها اليومية في الأراضي المحتلة، مؤكداً ألا سلام في المنطقة من دون دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشريف، مشيراً إلى أن أي صراع داخلي مهما كانت دوافعه لن يؤدي إلا إلى الإضرار بالقضية الفلسطينية.

الملف الإيراني:

وعن الأزمة الإيرانية مع المجتمع الدولي حول الملف النووي يعرب سمو ولي العهد الأمير سلطان عن أمله في نهاية سلمية وسريعة للملف النووي الإيراني لتجنيب المنطقة سباقات تسلح عبثية ومخاطر بيئية جدية، مؤكداً خلو المملكة ومنطقة الشرق الأوسط برمتها بما فيها منطقة الخليج من الأسلحة النووية.

ودعا كل دول المنطقة إلى الاحترام الكامل والدقيق للعهود والمواثيق الدولية التي تفرض ضوابط محددة على كل البرامج النووية.

لبنان:

يذكر سمو الأمير سلطان بمواقف السعودية الداعمة لاستقرار وسيادة لبنان التي توجت باتفاق الطائف الذي شكل مرجعية سياسية محورية لجميع اللبنانيين مبدياً خشيته من أن تمثل بعض الأحداث التي يمر بها لبنان حالياً منعطفات خطرة تهدد أمنه واستقراره.

وناشد سمو الأمير سلطان جميع اللبنانيين تغليب المصلحة الوطنية ووضعها فوق كل اعتبار، مؤكداً أن السعودية على مسافة واحدة من جميع اللبنانيين ولا تتدخل في شأنه الداخلي.

متابعته لشؤون الدولة والرعية:

وقال خبراء: إن الأمير سلطان بن عبدالعزيز قيادي كرّس عمره للبناء والتنمية في ميادين شتّى، تعلم السياسة والحلم وأصول الإدارة وصنع القرار ومتابعة شؤون الدولة والرعية في بيت الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن (رحمه الله)، وتعلمها ممن عاصر من الملوك بعده، حيث نهل من حكمتهم وحنكتهم وصاغ منها خبرته في شؤون الحكم، فقد تعرّف إلى العالم بمختلف محطاته السياسية والاقتصادية والعسكرية والعلمية، واطلع على تجارب الشعوب.

وهذه الثروة المعرفية ساعدته على الإسهام الكبير والمتجدد لبناء المؤسسات الحكومية والمؤسسات الأهلية الإنسانية والمنشآت العلمية والمعرفية والطبية المتميزة التي تعدُّ في إداراتها ومكوناتها وأهدافها أحد أهم المعالم الأساسية للتطوير والتحديث التي تميزت بها مملكتنا الحبيبة.

سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز شخصية عربية تجاوزت إسهاماتها السياسية والإنسانية حدود بلادها لتصل إلى العالم، وبخاصة العربي والإسلامي، شخصية استطاعت أن تكون محط أنظار واهتمام العالم وقياداته ومحور اهتمام وسائل الإعلام المختلفة، فهو السياسي المحنك ورجل الدولة من الطراز الرفيع والمتحدث الجيد وسريع البديهة والقريب إلى القلب والإنسان الكبير لدرجة أطلق عليه بأنه (مؤسسة إنسانية) بحد ذاتها.

سمو الأمير سلطان الداعم

الرئيس للأعمال الخيرية والإنسانية:

لقد عُرف عن سموه بأنه الداعم الرئيس للأعمال الخيرية والإنسانية وصاحب الإسهامات الجليلة في التنمية السعودية المتوازنة وبناء قدرات القوات المسلحة السعودية وتعزيزها، وذو المبادرات المتجددة في التربية والتعليم والصحة والمياه والثقافة الموسوعية وحفظ القرآن وهو الحكيم صاحب النظرة الإستراتيجية الثاقبة في التخطيط الاقتصادي والإداري وفي توطين التقنية. وإضافة إلى اضطلاعه بالمهام والمسؤوليات الجسام للدولة، أيضاً عُرف عنه قدرته على التوظيف الأمثل للموارد البشرية، وساعده ذلك على استقطاب الكفاءات التي عززت الدور التنموي للقوات المسلحة، وجعلها رديفاً أساسياً في التنمية الوطنية، محققاً بذلك رؤيته في أهمية الترابط الوثيق بين متطلبات الأمن وضرورات التنمية، عدا عن حرصه الكبير على بناء منظومة عسكرية على درجة عالية من الاحتراف والمهنية.

سمو الأمير سلطان بن عبد العزيز الساعد الأيمن لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين حفظهم الله رجل دولة يتجدد بالعطاء الذي لا ينضب وديناميكية سياسية فاعلة ومؤثرة عالمياً وإقليمياً وعربياً وإسلامياً وصاحب فكر نيّر ومبدع وخلاق ونهر من الإنسانية والخير الوفير.

وحصل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام على لقب: (شخصية العام 2005م الإنسانية) في الاستفتاء الذي أجرته جريدة (الشرق) الكويتية على مستوى كبار الشخصيات السياسية في الوطن العربي.

وحاز صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز أعلى الأصوات التي استطلعتها جريدة (الشرق)، حيث شارك في الاستفتاء عدد كبير من الشخصيات العربية من كتّاب ومفكرين وأدباء ومثقفين وسياسيين وشخصيات عامة وممثلي منظمات المجتمع المدني من مختلف أنحاء الوطن العربي، بالإضافة إلى شريحة كبيرة من قراء جريدة (الشرق).

وعُرِفَ عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز أنه يتمتع بالبشاشة وأنه ما صافح إنساناً قط سواء كان مواطناً، أو مسؤولاً إدارياً، أو طفلاً صغيراً، أو حضر حفلاً إلا كانت البشاشة تعلو محياه الكريم وذلك دليل على التواضع وحسن الخلق والرغبة الطيبة من لدن سموه في إدخال السرور على من يتحدث إليهم أو يستقبلهم أو يأتون للترحيب بمقدم سموه أو يكون لهم عند سموه حاجة من حوائج الدنيا يسعون إلى قضائها على يديه الكريمتين لما عُرِفَ عنه من كرّم وبر ومسارعة إلى الخيرات وهو الساعد الأيمن لملك الإنسانية والقائد الفذ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وفقه الله.



 


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد