وادي الدواسر - قبلان الحزيمي :

كثيرة هي الألقاب والمسميات التي أُطلقت على زعماء وقادة وعظماء في التاريخ ولكنها قليلة تلك الألقاب التي تعبر عن سجايا فطرية في أولئك الزعماء، وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز هو من حمل ألقاباً إنسانية لخدماته الجليلة - يرعاه الله - لكل إنسان على البسيطة بقدر ما يحمله من مسؤوليات القائد المسلم حتى أُطلق عليه لقب (ملك الإنسانية)، كما أن حبه لشعبه وأمته أكسبه لقباً آخر وهو (ملك القلوب)، كيف لا؟!! وهو من يقول -يحفظه الله-: (غايتي في هذه الحياة خدمة ديني وخدمة هذا الشعب).

إن تواضع الملك عبد الله بن عبد العزيز وشفافيته وأريحيته وحكمته وصبره وصدقه في الأقوال والأفعال وعدله وأمانته هو ما أكسبه حب الجميع في مشارق الأرض ومغاربها فهو من وقف بشخصيته الإنسانية الفذة في وجه كل عواصف اللؤم والتآمر والبغضاء والشح ليحل محلها الحب والخير والعدل والأمن والرخاء والسلام.

سمو رئيس هيئة البيعة: لغة القلب والإنسانية هي المفتاح الذي دخل به الملك عبدالله إلى قلوب الجميع

يقول صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس هيئة البيعة في مقدمة كتاب (عبدالله بن عبدالعزيز ملك القلوب والإنسانية) الذي أعده وألّفه ماجد مترك الصماخ بن الجيطاء: القادة في حياة الأمم يتعددون، ولكن القلة القليلة هي التي تحفر بصماتها في ذاكرة الشعوب، وتحتل مكانها العميق في القلوب حباً وامتناناً وتقديراً. ولغة القلب والإنسانية كانت هي المفتاح الذي دخل به الملك عبدالله إلى قلوب الجميع، وذكر الأمير مشعل - يحفظه الله - في المقدمة أن كل من اقترب من هذا الزعيم الإنسان وجده بحراً في التواضع والتعامل الإنساني التلقائي، وأُفقاً ممتداً في البساطة والأريحية والإقبال على الناس، يفعل ذلك بسجية هي طبع أصيل في مكونه النفسي، ويعطي من روحه الشفافة أبعاداً عميقة من الحب والدفء الإنساني.

سمو ولي العهد: ما قام به خادم الحرمين الشريفين يستحق شهادة التاريخ

ويقول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام في تقديم سموه لكتاب (الحوار في فكر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود) الذي صدر مؤخراً للكاتب والإعلامي سعيد بن ناصر أبو ملحة: (إن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أعطى لهذا الوطن كل ما يرتقي به إلى مصاف الدول والمجتمعات المتقدمة مع الحفاظ على سمته الإسلامي وشخصيته الحضارية).

ونوه سموه بالأعمال الجليلة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين مبرزاً دوره الكبير - حفظه الله - في تأسيس قنوات الحوار في الداخل والخارج.

وقال سموه: إن الجهود الكبيرة التي قام بها سيدي وأخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في تأسيس قنوات الحوار ونشر ثقافته على مستوى الوطن وتأصيل وتعزيز الفكر الحواري بين أتباع الديانات والثقافات والحضارات الإنسانية تستحق شهادات من التاريخ الوطني والعالمي. وهذه الجهود هي مبادرة تنبع من فكر وتعبر عن رؤية إستراتيجية يمتلكها سيدي الملك عبدالله الذي أعطى لهذا الوطن كل ما يرتقي به إلى مصاف الدول والمجتمعات المتقدمة مع الحفاظ على سمته الإسلامي وشخصيته الحضارية. ورأى سمو ولي العهد: إن الرسالة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من بلاد الحرمين الشريفين إلى العالم أجمع ودعا فيها إلى فتح صفحة جديدة من الحوار البناء والاحترام المتبادل بين أتباع الديانات والثقافات الإنسانية هي رسالة جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها إلى العالم أجمع، وإن التأييد الإسلامي والعالمي الذي لاقته هذه الدعوة هو خير شاهد على نجاح هذه المبادرة العالمية.

سياسة الباب المفتوح

انتهج الملك عبد الله بن عبد العزيز - يرعاه الله - سياسة الباب المفتوح، فلا حواجز تحول دون الوصول إليه رغم مخاطر وتحديات العصر فهو من يفتح بيته ومكتبه لاستقبال المواطنين والعلماء ويستمع لمطالبهم ويوجه بها وهو - يحفظه الله - من تفقد أحوال رعيته في منازلهم من خلال زيارته للأحياء الشعبية والتقائه بأصحابها صغاراً وكباراً واستماعه لكل ما يرفع من مستوى معيشتهم ويحقق لهم الراحة والرفاهية فبزيارته نسوا الهموم والغموم وبنيت لهم آلاف الوحدات السكنية الخيرية في كل أنحاء البلاد، ولزياراته للعلماء والمشائخ في منازلهم تقديراً لما يحملونه من علوم ربانية وقع خاص في نفوس الجميع.

دموع ملك

عبد الله بن عبد العزيز الملك الإنسان هو من ذرفت دموعه حين لقائه بأبنائه أبناء شهداء الواجب، كما ذرفت دموعه على فراق رفيق دربه أخيه الملك فهد بن عبد العزيز -يرحمه الله-، فهو الملك العطوف صاحب القلب المؤمن وهو من يحزن لحزن الشعب والأمة.

خادم الحرمين الشريفين في الأسواق.. ويعود المرضى ويوجه برعايتهم

كما أن خادم الحرمين الشريفين وهو في قمة هرم هذه البلاد لم تشغله مسؤولياته العظام واهتماماته الداخلية والخارجية من النزول للميدان والأسواق العامة والمراكز التجارية ليتجول بين أبناء شعبه ويحادثهم ويمازحهم ويتفقد أحوالهم، ولم تشغله تلك المسؤوليات من أن يعود المرضى بالمستشفيات ويوجه بعمليات فصل التوائم من كل أرجاء المعمورة ثم يطمئن على سلامتهم بنفسه حتى يغادروا لبلدانهم بكامل الصحة والعافية، كما لم تشغله تلك المسؤوليات من تفقد المشاريع الهامة ميدانياً.

إعانات وتعويضات للمتضررين

وحينما اشتد برد الشتاء القارس وجه ملك الإنسانية أكثر من مرة بصرف مساعدات نقدية وعينية للمحتاجين في فصل الشتاء، كما وجه بمساعدات مماثلة للمتضررين في الكوارث كزلازل العيص وسيول جدة ونازحي الحدود بجازان، وأمر بصرف تعويضات للمتضررين، كما أنه - يرعاه الله - هو من أمر بالتعويضات لأبناء البادية من ملاك الإبل النافقة بوادي الدواسر والمناطق المجاورة لها؛ ملامسة لمشاعرهم في الخسائر التي لحقت بهم.

زيادة في الرواتب ودعم للسلع المستوردة

ولن ينسى الجميع مكارمه المتعددة منذ توليه الحكم ومنها توجيهه - يحفظه الله - بزيادة رواتب موظفي الدولة السعوديين بنسبة 15% ثم توجيهه - يرعاه الله - بصرف بدل غلاء المعيشة والذي بلغ في عامه الثالث 15% في زيادة أخرى على رواتب الموظفين، كما شملت تلك الزيادات المسجلين بالضمان الاجتماعي فصرفت رواتبهم شهرياً؛ لتحقق لهم العيش الكريم، ولتعم المنفعة وجه خادم الحرمين الشريفين - يرعاه الله - بتخفيض أسعار الوقود وتحمل رسوم الكثير من الخدمات ودعم الكثير من السلع والمواد الغذائية المستوردة ومنها الأرز والحليب وغيرها بالإضافة لدعمه لأبناء البادية ومربي المواشي بدعم الشعير المستورد لتغذية مواشيهم.

عفو عن المساجين

ولقد كان لعفو خادم الحرمين الشريفين منذ الأيام الأولى لتسلمه مقاليد الحكم عمن حاول اغتياله أثره على الأمة جمعاء كدرس تربوي عملي عبر من خلاله عن حبه للعفو والصفح، كما شملت تلك الرعاية أبناءه المساجين بإصدار أوامره المتكررة بالعفو عن سجناء الحق العام ليعودوا لأسرهم ومجتمعهم بعد أن صلحت أحوالهم ليكونوا أعضاء فاعلين ومنتجين.

صقر العروبة في ميدان القتال

كما أن (صقر العروبة) هو من نزل لميدان القتال بشجاعة الفارس وحنكة القائد ليتفقد ويطمئن على رجاله في مهمتهم التاريخية في تطهير أراضيهم وحمايتها من المعتدين في الحد الجنوبي من بلادنا.

عفو عن المتوفين المقترضين من صندوق التنمية العقارية وبنك التسليف

كما أن رحمته ورعايته لم تقتصر على الأحياء من أبناء شعبه بل طالت حتى الأموات، فقد أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله ويرعاه - أوامره الكريمة بإعفاء جميع المتوفين رجالاً ونساء من كافة أقساط قروض صندوق التنمية العقارية للأغراض السكنية الخاصة المستحقة عليهم، وكذلك إعفاء جميع المتوفين من أقساط قروض بنك التسليف السعودي الخاصة بالأغراض الاجتماعية المستحقة عليهم، كما وجه - وفقه الله وسدد خطاه - بشمول هذا الإعفاء للحالات المستقبلية ممن التزموا بالسداد قبل وفاتهم، وبتعويض الصندوق والبنك عن كافة مبالغ القروض المعفاة والتي تبلغ أكثر من خمسة آلاف مليون ريال.

متابعة للخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين

ويتابع خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - الخدمات الجليلة المقدمة لضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين ويحرص على الوقوف على مستوى تلك الخدمات بنفسه من خلال تواجده معهم في منى وفي مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وفي كل عام تشهد تلك المشاعر المزيد من التوسعات والمشاريع الجديدة التي تحقق الراحة والطمأنينة لزوار الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.

فنسأل الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، وأن يجزيه خير الجزاء، وأن يجعل ما يقدمه لأبنائه المواطنين وللمسلمين في كل مكان في ميزان حسناته، إنه سميع مجيب.