وماذا بعد الكشف المستمر والمتواصل لمصانع تعبئة المياه؟!.. هيئة الغذاء والدواء كشفت مؤخراً عن عدم صلاحية مياه مصنع.. وراء مصنع.. وراء مصنع، ويكون هذا الكشف متأخراً، بعد أن «طاح الفأس في الرأس» وبعد أن شرب الناس من هذه المياه حتى داخوا!

لا أعرف، كما لا يعرف غيري، ما هي الوسيلة التي من الممكن أن تطمئن الناس قبل استهلاك أي نوع من أنواع المياه، خصوصاً أن المعلومات التي تذكرها الهيئة لتبرر سبب تحذيرها من شرب هذا النوع أو ذاك من المياه، معلومات مخيفة قد تتسبب في الإصابة بأمراض خطيرة؟! وفي ذات الوقت، هناك من يسأل:

- هل أصحاب هذه المصانع يعلمون عن المخالفات في شروط ومواصفات المياه التي نستهلكها يومياً؟! هل هم يخدعوننا، أم أن أحداً من عمالتهم هم الذين يتاجرون بصحة الناس من وراء ظهورهم؟؟

وأياً كانت الإجابة، فإن ظاهرة المياه المخالفة للشروط، بدأت تأخذ حيزاً مقلقاً من هواجس المواطن والمقيم، فهو يشرب المرض بعد أن يدفع عليه من جيبه الخاص.. ومن حق المريض أو مَنْ سيمرض، أن يقول له أحد كيف أصابه المرض.. وكيف سيشفى منه.. ومن سيدفع فاتورة العلاج؟.. أكيد أنكم ستضحكون على كلامي هذا.. ستقولون بأن الجهات المعنية لا تحرك ساكناً إذا تقدم إليها مواطن ليقول إنه أُصيب بتسمم غذائي من مطعم ما معروف الاسم والموقع، فكيف ستتحرك لو أُصيب بمرض نتيجة تراكم زمني متواصل لاستهلاكه ماءً مخالفاً للشروط؟!

إنَّ مَنْ سيقترح حلاً عملياً لكشف تزوير المياه، سنهديه ماءً نظامياً، وطبعاً هذه جائزة خيالية، لأنه لم يعد لدينا هذا النوع من المياه!